أشار الصحافي علي سيار إلى أن «الحركة الوطنية في البحرين التي حدثت قبل 50 عاماً، استجابت للنداء الداعي إلى طرد الاستعمار الأجنبي، وكانت مصر هي الشرارة التي أشعلت الحس القومي، وتزامن قيام هذه الحركة مع بروز الزعيم جمال عبدالناصر كصاحب مشروع قومي حمله إلى نفوس العرب، واستطاع الشارع العربي أن يتجاوب معه». وأضاف «استطاعت مصر أن تغذي الصحافة المصرية والإعلام العربي بما يجري في البحرين، وأذكر أنه عند عودة عبدالناصر من مؤتمر حركة عدم الانحياز، هبطت طائرته في مطار البحرين الدولي، وأحيط هذا الحادث بتكتم من قبل المسئولين، وعندما علم أهالي المحرق بذلك هبوا إلى المطار، وهم يحيون ويهتفون باسم عبدالناصر، فاستضافه المستشار البريطاني بلغريف في قاعة الضيوف لمدة 45 دقيقة، وما يهمنا في الأمر هو أن هذا الحادث أوضح بجلاء، العلاقة بين ناصر الثورة والشارع البحريني».
جاء ذلك في الحوار الذي جمع سيار وجاسم مراد، في مقر جمعية المحامين البحرينية مساء (الاربعاء) الماضي، وهما من مؤسسي هيئة الاتحاد الوطني قبل 50 عاماً، في حديث مفتوح أثار ذاكرتهما وأخذهما إلى الفترة التي أنشأت فيها الهيئة».
وقال سيار: «عندما أوقفت مجلة «صوت البحرين»، التي كانت الهيئة تستفيد من اطروحاتها العقائدية، كانت السلطات آنذاك تمهد لإيقاف صحيفة «القافلة»، وبعد العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، تأهب الشارع البحريني وتحرك بعنف، فتطاول على بعض بيوت الأجانب وحصلت عمليات تخريب بسيطة، ما جعل القوات البريطانية تتخذها ذريعة لاعتقال قادة الهيئة الثلاثة الباكر والشملان وكمال الدين، لتلقي بهم في سجن جدة».
ومضى قائلاً: «عندما أغلقت «الوطن»، اقتحم أبوابها شرطة الأمن العام وفي أيديهم علب كارتونية وأخذوا كل ما يحويه المكتب من كتب ومقالات، وبعد إيقاف صحيفة «القافلة» كنت الوحيد الذي يعمل بها بحكم وجودي في البحرين، إذ كان بعض الأفراد يشاركونني في تحريرها، وصدرت أوامر بتخليهم عن التحرير في «القافلة» و«الوطن»، وكان الشرط الذي فرضه المستشار هو تغيير اسم «القافلة» إلى «الوطن»، فصدر العدد الأول من «الوطن» وفيها أبيات للشاعر رضي الموسوي».
ومن جانبه أوضح جاسم مراد أن «الهيئة تمكنت من الابتعاد عن البعد الطائفي، إذ كان عملها سياسياً بحتاً، وقبل 50 عاماً من الآن كانت البحرين تخضع للاستعمار البريطاني، وكان الدخل القومي للبحرين يأتي من بيع النفط، الذي أفسد الإنسان البحريني فبعد أن كان ينتج إبان فترة الغوص أصبح لا ينتج، وبسبب المال أصبحت هناك طبقتان في المجتمع فقيرة وغنية».
وكشف أن «أعضاء الهيئة الوطنية ابتعدوا عن الإغراءات المادية، فكانت البحرين هدفهم الأول، وضمت مستشارين منهم جاسم فخرو وتقي البحارنة ومحمود المردي ومهدي التاجر».
وبسؤاله عن دور علي كمال الدين وعبدالرحمن الباكر في الهيئة أجاب مراد «كمال الدين كان رسول الهيئة إلى جهات عدة، أما الباكر فتعليمه كان مدنياً وأفقه السياسي واسع وقام بدور كبير، فناضل مع العمال، سافر إلى إفريقيا إذ كان يعمل في التجارة»
العدد 777 - الخميس 21 أكتوبر 2004م الموافق 07 رمضان 1425هـ