لا يزال البعض غير مقتنعين بتشلسي ويصفونه بفريق حديث العهد بالانتصارات لكنه أصبح سابع فريق يكمل الثنائية بكأس الاتحاد الانجليزي السبت ليقطع خطوة أخرى واثقة على طريق تثبيت وضعه كأحد القوى الكبرى في كرة القدم الانجليزية.
وبعد أن أحرز تشلسي لقب الدوري الانجليزي الممتاز بانتصار ساحق بثمانية أهداف من دون رد أمام ويغان اثليتيك مطلع هذا الأسبوع خاض الفريق اللندني نهائي كأس الاتحاد الانجليزي أمس مع بورتسموث.
والأندية التي سبق لها الفوز بثنائية الدوري والكأس في موسم واحد في انجلترا هي بريستون نورث ايند وأستون فيلا وتوتنهام هوتسبير وأرسنال (ثلاث مرات) وليفربول ومانشستر يونايتد (ثلاث مرات).
وحتى جمهور ليفربول الذي فاز بهذه الثنائية منذ 24 عاما ولم يحرز الدوري منذ 1990 سيتوقف عن ترديد هتاف «ليس لديكم تاريخ» الذي يقابل به تشلسي.
كما يسعى تشلسي أيضا ليكون سادس ناد يحتفظ بلقب كأس الاتحاد الذي أحرزه الموسم الماضي بالفوز على ايفرتون في النهائي بينما يمكن لبورتسموث أن يحقق إنجازا بأن يصبح أول ناد هابط للدرجة الثانية يفوز بالكأس. وسبق لأربعة أندية هابطة من دوري الأضواء الوصول للنهائي كان آخرها ميدلسبره في 1997.
وعلى رغم أنه سبق لتشلسي الفوز بألقاب محلية وأوروبية في الأيام الخوالي فإنه منذ انتقال ملكيته إلى الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش في 2003 أصبح منافسا رئيسيا للأندية الكبرى. وتحت قيادة ابراموفيتش حقق الفريق ثلاثة ألقاب في الدوري الممتاز ولقبين في كأس الاتحاد الانجليزي واقترب مرارا من الفوز بدوري أبطال أوروبا على رغم توالي المدربين واليوم يقف الفريق على أعتاب إنجاز مرض آخر.
ومن شأن تحقيق الثنائية تسجيل إنجاز رائع للمدرب الايطالي كارلو انشيلوتي في موسمه الأول بانجلترا وسيتراجع فشله في دوري الأبطال. وقال انشيلوتي الذي عبر عن استمتاعه بالأجواء في الملاعب الانجليزية «لو حققنا الثنائية فسيكون أمرا رائعا في الموسم الأول».
ومسابقات الكأس معروفة بالمفاجآت لكن خسارة تشلسي ستعد واحدة من كبرى المفاجآت لو تحققت. ومنذ تأهل بورتسموث للدوري الممتاز قبل سبعة أعوام فاز عليه تشلسي 13 مرة وتعادل في مباراة واحدة من 14 لقاء جمعت بين الفريقين وكانت نتيجة آخر لقاء بينهما فوز ساحق لتشلسي بخماسية نظيفة في ملعب فراتون بارك الخاص ببورتسموث في مارس/ آذار الماضي.
وهذا الأسبوع قال مدرب بورتسموث والمدرب السابق لتشلسي افرام غرانت: «بيننا اتفاق بأن يتوقفوا عند الهدف الرابع. لا أعتقد أن الخوف مشروع في كرة القدم لكني أعتقد أنه في مواجهة هذا الفريق نحتاج لتوخي الحذر لأنهم قادرون على إلحاق الأذى بنا من كل مكان. إنه فريق جيد جدا».
وأضاف «بيننا موسم الدوري بأكمله. أعرف أننا لسنا مرشحين لكنهم 11 لاعبا ضد 11 لاعبا وسنحاول أن نلعب كرة قدم». والواقع أنه ليس لدى بورتسموث ما يخسره.
وهبط الفريق للدرجة الثانية بعد تذيله للترتيب ووضع تحت الحراسة القضائية بديون تجاوزت 130 مليون جنيه إسترليني (194.2 مليون دولار) وسيكون النهائي في ملعب ويمبلي ملاذا لنسيان كل هذا ودعما ماليا مهما للنادي.
وقال غرانت: «حين ذهبت إلى تشلسي لا أعتقد أن أحدا كان سيراهن بجنيه واحد أننا سنتأهل لنهائي دوري الأبطال وحين حضرت إلى هنا لا أعتقد أن هناك من راهن بجنيه على بلوغنا نهائي كأس الاتحاد الانجليزي. إنه إنجاز كبير. بعد دور الثمانية عرفنا أننا سنلعب في ويمبلي وبقي الجمهور لمدة ساعة كاملة بعد المباراة وكانوا سعداء للغاية. بعدها اعتقدنا أننا حققنا أكثر من المهمة المطلوبة». وأضاف «وحتى لو فزنا بالنهائي سيكون من الصعب أن نفرح أكثر مما حدث ببلوغنا الدور قبل النهائي. كان شعورا رائعا. الآن سنلعب ضد تشلسي بأمانة لا يهمني».
ولا شك أن الجمهور استمتع قبل عامين حين تغلب بورتسموث على كارديف سيتي ليحرز لقب الكأس لكن وبعد سيل من عمليات البيع التي لم تبق سوى أربعة من أعضاء ذلك الفريق المتوج لا يزال المشجعون يشعرون بالفخر. وقال غرانت: «لقد كان المشجعون رائعين. تعلم الجميع منهم كيفية دعم الفريق. لعبوا دورا كبيرا جدا في هذا الإنجاز. قدم اللاعبون أداء رائعا لكن الجمهور لعب دورا لا يصدق»
العدد 2809 - السبت 15 مايو 2010م الموافق 01 جمادى الآخرة 1431هـ