حقيقة يستغرب المتابع لبعض الكتاب الطارئين الذين تركوا كل مشكلات البلد ووجهوا سهامهم واتهاماتهم ضد الكاتب الوطني الشريف السيدضياء الموسوي الذي استطاع أن ينفذ إلى العقول قبل القلوب وذلك بسبب موضوعيته واعتماده كل الأرقام والوثائق، ولكن في المقابل، بدلاً من أن يحصل على مساندة هؤلاء الكتاب الذين لم نكن نعرف لهم موقفاً واضحاً طوال سنوات الخوف بل ظهروا فجأة وانتشروا كالجراد في الصحافة المحلية، فانهم لا يحترمون القارئ ولا عقله لذلك تراهم بدلاً من الكتابة فيما ينفع الناس واعتماد الحقائق والأرقام وسيلة للدفاع عن مصالح الناس تراهم يتخبطون ويهلوسون فلا يذكرون عظيما إلا وحاولوا تسقيطه والتشكيك في وطنيته يستخدمون تهمة الطائفية كسيف مسلط على كل من يحارب الطائفية بصدق وشجاعة فمن وجهة نظرهم إن من يقول إن هناك طائفية في البلد فهو طائفي حتى لو قدّم الأرقام والوثائق الدالة على ترسخ الطائفية في البلد والمطلوب منه ان يسكت حتى لا يتهم بالطائفية فكيف يتم العلاج إذا لم يشخص المرض وهم أيضاً يعلمون أن السيد ضياء كتب أكثر من 70 مقالاً ضد إدارة الأوقاف الجعفرية فأين هذا من تهمة الطائفية. المشكلة أن هناك أناسا يعتقدون أن الديمقراطية هي بمثابة الثوب المفصّل على مقاسهم ولا يصلح مقاسه لغيرهم والغريب في الأمر أنهم يدّعون تأييدهم للاصلاح وحرية التعبير ولكنهم في الحقيقة يريدون المحافظة على الامتيازات السابقة ويعتبرونها حقَّا مشروعاً لهم يريدون تقسيم المجتمع بين أحرار وعبيد كما يعتقد بعض الرجال البيض في السابق أن الرجال السود (العبيد) إنما خلقهم الله لخدمة البيض الاحرار هؤلاء الكتاب يغضون الطرف عن الفساد والتمييز ولا يكتفون بذلك بل يوجهون أقلامهم وسمومهم إلى كل من حاول الاقتراب من هذه المناطق المحرمة وذلك باسم الوحدة الوطنية تارة وباسم المحافظة على المشروع الإصلاحي تارة أخرى متناسين أن الإصلاح الحقيقي لا يتلاءم مع وجود التمييز والفساد الإداري. أغرب ما في الأمر اتهامهم إحدى الصحف المحلية بنشر الطائفية وهي التي كانت من أكثر الصحف دفاعاً عن معتقلي غوانتناموا وعن المعتقلين الستة وكذلك عن المواطن عيسى الكواري الذي كان يعمل في الداخلية حتى حصلت على الثناء من أهالي المعتقلين جميعاً. وختاماً نقول للسيد الموسوي واصل الطريق الوعر والشاق الذي بدأته من أجل إصلاح البلد وكل الشرفاء والمخلصين معكم، كما نقول لهؤلاء الكتاب الطائفيين ان من حقكم ان تعبروا عن رأيكم بكل حرية ولكن احترموا عقلية وذكاء المواطن البحريني الذي لا يقبل بغير الأدلة والأرقام لأن السيد الموسوي تكلم بلغة الأرقام فالرد يكون بالأرقام بدلاً من الكلام الإنشائي العام الذي يفتقد الحقيقة التي يبحث عنها المواطن كما نتمنى منكم قبول العرض المقدم من السيد الموسوي وذلك بالجلوس معه في مناظرة علنية وعلى الهواء مباشرة ولا يهم كم يكون عددكم وذلك من أجل استيضاح الحقيقة بنقاش علمي بعيداً عن الاتهامات والمزايدات وختاماً نقول كما قال الشاعر الحر:
قرأت كاتبين، فكاتب أفادني
وكاتـــــب طـــــزّ لي العــــــيـنــــين
أنور سيدجواد
العدد 790 - الأربعاء 03 نوفمبر 2004م الموافق 20 رمضان 1425هـ