العدد 790 - الأربعاء 03 نوفمبر 2004م الموافق 20 رمضان 1425هـ

الصيام وأمراض الكلى

تعتبر الكلى من أهم أعضاء جسم الإنسان. وشاع حديثاً الكلام عن أمراض الكلى والفشل الكلوي، وبما أننا نعيش أيام شهر رمضان الكريم يظهر سؤال مهم وهو: هل من الممكن لمريض الكلى أن يصوم شهر رمضان، وإذا كان مسموحا لنا بالصيام، فما الاحتياطات الواجب اتخاذها لتفادي المضاعفات التي قد تحدث خلال الشهر الكريم؟ وقبل أن نتطرق للإجابة عن هذا السؤال المهم يجب علينا أن نتعرف على وظيفة الكلى في جسم الإنسان.

وظيفة الكلى

تنحصر وظيفة الكلية الأساسية في: المحافظة على مكونات الدم في الإنسان، العمل على ثبات نسبة هذه المكونات، سواء كانت أساسية في الدم كالبلازما أو داخلة عليه كالأملاح والمركبات الكيماوية.

ترجع أهمية المحافظة على تثبيت نسبة مكونات الدم إلى أن هذه النسبة تلاقي تغيرات مستمرة أثناء الليل والنهار مثل الإكثار والإقلال من شرب السوائل. ومن هنا تبرز أهمية الكلية في تصحيح المتغيرات مثل كمية الماء بالجسم، فإذا زادت هذه الكمية أو نقصت نتيجة اختلاف كمية الشرب نجد أنها تفرز الماء في البول بكميات قليلة أو كثيرة حتى تحافظ على المعدل الطبيعي في الجسم. ففي بعض الأمراض نجد أن المشكلة الرئيسية التي تواجه مريض الكلى هي عدم مقدرة الكلى على المحافظة على كمية السوائل ثابتة داخل الجسم وخصوصا في حالات الصيام والامتناع عن شرب الماء، ومن هنا نعود إلى السؤال المهم عن مريض الكلى والصيام. وعلى سبيل المثال فإن مريض الكلى مثل أي مريض آخر يمكن أن يصوم على أن يتناول بعض العقاقير والأدوية للعلاج، فإذا كان المريض يتناول عدة جرعات من أدوية مقسمة على أوقات اليوم فعليه أن يلجأ إلى طبيبه المعالج ليعيد تقسيم الجرعات على مرتين فقط وإن لم يكن ذلك ممكنا فعليه يكون الصيام غير ممكن أيضا.

ثم نأتي لأمراض الكلى وهذه كثيرة ودعنا نتطرق إلى بعض هذه الأمراض مثل الالتهاب الحاد في مجرى البول أو حوض الكلية فالمريض في هذه الحال عليه أن يشرب كميات كثيرة من السوائل ويتناول المضادات الحيوية كل 6 أو 8 ساعات لذلك يصعب عليه الصوم حتى يشفى من هذا الالتهاب.

حصى الكلى

أما المريض الذي يعاني من حصوات الكلى، فإذا كان يعاني من مضاعفات الحصوة مثل انسداد أو التهاب أو مغص كلوي متكرر فهو ممنوع من الصيام حتى يشفى. أما إذا كان المريض لا يعاني من هذه الأشياء فيمكن السماح له بالصيام بعد استشارة طبيبه المسلم المعالج بشرط أن يتناول بعد الإفطار كميات كثيرة من السوائل وخصوصا قبل النوم وعند السحور وقد يلجأ بعض المرضى إلى تناول كميات من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح وذلك حتى تسبب له العطش ويستطيع أن يشرب كميات كبيرة من السوائل لا تقل عن 3 أو 4 ليترات في اليوم.

مرضى الفشل الكلوي

وهناك أيضا مرضى الفشل الكلوي الذين يجرون عملية الغسيل الدموي مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع وهؤلاء المرضى صحتهم العامة لا تمكنهم من الصيام، أما إذا أصروا على الصيام فيمكنهم ذلك بشرط ألا يكثروا من شرب السوائل بعد الإفطار والأغذية التي تحتوي على بوتاسيوم حتى لا يحتاجون إلى غسيل دموي عاجل.

مرضى زراعة الكلى

الصيام بالنسبة إلى المريض الذي أجريت له زراعة كلية ممكن بشرط أن يكون بعد سنة على الأقل من إجراء العملية وتكون كفاءة الكلى طبيعية وقدرتها على تركيز البول طبيعية أيضا وهذا يظهر من الفحوص التي تجرى أثناء متابعة المريض.

وفي النهاية هناك نصيحة مهمة لكل مرضى الكلى أو لأي مريض ينوي صيام شهر رمضان وهي أن يستشير طبيبه المعالج المسلم قبل الإقدام على الصيام لأن حال مريض ما قد تكون مختلفة وتحتاج إلى عناية خاصة. ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وليس على المريض حرج.

استشاري طب عائلة

العدد 790 - الأربعاء 03 نوفمبر 2004م الموافق 20 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً