قال مسعفون فلسطينيون إن أربعة فلسطينيين استشهدوا بنيران الجنود الإسرائيليين في مواجهات عنيفة اندلعت عقب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس. في غضون ذلك اعتقلت الشرطة الإسرائيلية خبير الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو بتهمة تسريب معلومات سرية.
واستشهد ثلاثة فلسطينيون بينهم مسلحان في معركة عندما هاجم نشطاء من جماعة مسلحة في حركة «فتح» مستوطنة يهودية في وسط قطاع غزة عقب ورود نبأ وفاة الرئيس الفلسطيني. وقال مسعفون فلسطينيون ان فلسطينيا آخر استشهد خلال مصادمات مع راشقي حجارة في الضفة الغربية. وقالت كتائب شهداء الأقصى ان الهجوم على مستوطنة نتساريم المحصنة إيذانا ببدء جولة جديدة من الاشتباكات انتقاما لموت عرفات الذي كان رمزا لقضية شعبه. وقال أبو قصي وهو متحدث باسم كتائب شهداء الأقصى ان الجماعة تحمل «اسرائيل المسئولية عن موت عرفات. وقال إن كتائب شهداء الأقصى ومعها أشقاء من فصائل أخرى بدأت المعركة مع العدو لجعله يدفع الثمن. وقال إن الايام القليلة المقبلة ستشهد اشتباكات مع الصهاينة في كل مكان. وفجر مسلحون قنابل وأطلقوا قذائف هاون وقذائف صاروخية وطلقات أسلحة آلية على جنود يحرسون مستوطنة نتساريم بعد الوفاة.
واستشهد ثلاثة فلسطينيون تأكد أن اثنين منهم مسلحان في المعركة. ولم يعرف على الفور ان كان الشخص الثالث (عمره 19 عاما) استشهد خلال الاشتباك مسلحا أم مدنيا.
وفي الضفة الغربية قتلت قوات إسرائيلية شابا عمره 20 عاما قال الجيش إنه كان ضمن نحو 400 متظاهر فلسطيني كانوا يرشقون بقوالب من الاسمنت سيارات مستوطنين وجنودا قرب مدينة الخليل. ووضعت القوات الإسرائيلية في حال تأهب تحسبا لأعمال عنف من الناشطين الفلسطينيين.
ورشق عشرات من الشبان الفلسطينيين بالحجارة جنودا في نقطة تفتيش في مدينة رام الله بالضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه وقعت مصادمات متفرقة ألقى فيها متظاهرون بالحجارة في مناطق أخرى من الضفة الغربية من بينها واحدة في مزار في مدخل مدينة بيت لحم بالضفة.
على صعيد آخر اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس خبير الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو بتهمة تسريب معلومات سرية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن اعتقال فعنونو جاء في أعقاب «الاشتباه بتسريبه معلومات سرية وخرق أنظمة قانونية».
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن محققي الشرطة اجروا تفتيشا في الغرفة التي يسكنها في الدير وأنهم «عثروا على مواد» لم تحدد طبيعتها. وأضافت ان اعتقال فعنونو وتفتيش غرفته تم بأمر من المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية مناحيم مزوز، وبالتنسيق مع النيابة العامة الإسرائيلية.
ويذكر أن السلطات الإسرائيلية كانت قد أعربت عن تذمرها عدة مرات منذ إطلاق سراح فعنونو بسبب المقابلات الصحافية التي أجراها، وتضمنت في غالبيتها معلومات تم نشرها في الماضي بشأن الترسانة النووية الإسرائيلية. ودعا أعضاء كنيست في مناسبات مختلفة الى اعتقال فعنونو بسبب أحاديثه الصحافية.
وقضى فعنونو في السجون الإسرائيلية 18 عاما في أعقاب تسريب معلومات بشأن قدرة «اسرائيل» النووية لصحيفة «ساندي تايمز» البريطانية في العام 1986 وبعد إطلاقه سكن فعنونو في دير تابع للكنيسة الإنجيلية في القدس المحتلة.
سياسيا أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس انه يعتزم القيام بزيارة الى «اسرائيل» وأراضي السلطة الفلسطينية خلال الفترة القصيرة المقبلة لإجراء مباحثات تتعلق باستئناف عملية السلام. ولم يستبعد سترو إمكان استضافة لندن لاجتماعات بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا الى ان العاصمة البريطانية «استضافت في يناير/ كانون الثاني 2003 مؤتمرا مهماً بشأن الأمن وإصلاح السلطة الفلسطينية غير ان الإسرائيليين منعوا ممثلي الجانب الفلسطيني من الحضور الى لندن بسبب نصيحة غير حكيمة واضطررنا للتحدث معهم عبر كاميرا الفيديو»
العدد 798 - الخميس 11 نوفمبر 2004م الموافق 28 رمضان 1425هـ