ياسر عرفات الزعيم والرئيس الفلسطيني الذي رحل عن عالمنا فجر امس الخميس في مستشفى عسكري فرنسي، شخصية مثقفة ثورية، سخرت حياتها من أجل فلسطين منذ كان طالبا قائداً ثائراً فرجل ينشد السلام. فهو رئيس شعب قاده في النضال أربعة عقود، حتى عاد إلى وطنه وخرج منه محمولاً الى باريس بغير عودة.
ثائر حمل البندقية ورفع غصن الزيتون وبكوفيته عرفت فلسطين قضيتها العادلة وبابتسامته دلل على ارادة الشعب الفلسطيني وبغضبه تعرف تمسك الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بحقوقه. انه عنوان شعب لايزال وسيبقى يقاوم حتى تحقيق طموحاته في الحرية والاستقلال.
اسمه الحقيقي محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، واتخذ اسم «ياسر» وكنية «أبوعمار»، أثناء دراسته في كلية الهندسة في جامعة الملك فاروق (جامعة القاهرة)، إحياءً لذكرى مناضل فلسطيني قتل وهو يكافح الانتداب البريطاني.
مكان ولادة عرفات ما زال محل خلاف، فهو يقول انه من مواليد القدس في أغسطس/ آب 1929، أما جميع من تتبعوا سيرة حياته، فيعتقدون انه من مواليد مدينة القاهرة يوم 24 أغسطس 1929.
بدأ عرفات حياته السياسية في مطلع الخمسينات حين شارك في العام 1952 عندما كان طالبا في كلية الهندسة بالقاهرة في تأسيس اتحاد طلبة فلسطين في مصر، وتولى رئاسة رابطة الخريجين الفلسطينيين بعد نجاح ثورة يوليو/ تموز بقيادة جمال عبد الناصر في الاستيلاء على السلطة. وظهرت مواهبه شاباً كناشط وزعيم سياسي. انجذب في البداية لجماعة الأخوان المسلمين، لكنه سرعان ما اعتنق فكر الكفاح المسلح ضد «إسرائيل» عقب نكبة 1948 وقيام دولة الصهاينة فوق ما يزيد على 70 في المئة من مساحة فلسطين التي كانت خاضعة للحكم البريطاني.
رسالة إلى رئيس مصر
بعد انتصار ثورة الضباط الاحرار بعث عرفات العام 1953 خطاباً الى اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر، حمل ثلاث كلمات فقط هي: «لا تنس فلسطين» وقيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمائه.
التحق بالخدمة العسكرية في الجيش المصري وشارك في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في حرب السويس، وفي العام 1956 مُنح رتبة ملازم. وفي 1958 شكل عرفات الذي كان وقتها يعمل مهندسا في الكويت مع مجموعة صغيرة من المغتربين الفلسطينيين الخلية الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي تبنت الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، ومن أبرزهم صلاح خلف (أبوإياد) وخليل الوزير (أبوجهاد).
كشف عرفات فيما بعد عن قيامه في ذلك الوقت بجمع بنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية من الصحارى المصرية لتسليح حركته، وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول 1964 نفذت فتح أول عملية مسلحة في الاراضي (الاسرائيلية) وسلم عرفات شخصيا بيان تبني العملية إلى صحيفة «النهار» اللبنانية.
وفي 28 مايو/أيار 1964 تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية تحت رعاية مصر، وترأسها احمد الشقيري، واعتمدت المنظمة ميثاقا وطنيا يطالب بحق تقرير المصير ورفض قيام «اسرائيل». وفي يونيو/ حزيران 1967 انتقل عرفات الى العمل السري، تحت اسمه الحركي «أبوعمار»، وفي يوليو/ تموز توجه سراً إلى الضفة الغربية المحتلة إذ أمضى أربعة أشهر قام خلالها بتنظيم خلايا حركة فتح.
وفي 4 فبراير/ شباط 1969 انتخب عرفات رئيسا للمنظمة التي أصبحت ممثلا للشعب الفلسطيني. واكتسب عرفات أثناء خدمته بالجيش المصري خبرة في العمليات العسكرية واستخدام المتفجرات أهلته لقيادة الجناح العسكري لحركة فتح الذي عرف باسم «العاصفة»، وبدأ عملياته العام 1965.
وبدأ نجم عرفات حينها في البزوغ باعتباره زعيماً سياسياً فلسطينياً ثائراً، غير أن نجمه لمع أكثر في الأردن إذ كانت توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين هجروا عامي 1948 و1967، فتوفر المناخ له ليقوم بتدريب أفراد من قوات «العاصفة»؛ وهو ما شجعه في الأمد القريب على تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية من خلال التسلل عبر الحدود الأردنية، أو باستهداف الدوريات الإسرائيلية العاملة على الشريط الحدودي، وقامت عناصر العاصفة بشن هجمات على «إسرائيل» من الأردن ولبنان وقطاع غزة الذي كان يخضع للحكم المصري.
معركة الكرامة
بعد حرب العام 1967 التي ألحقت فيها «إسرائيل» الهزيمة بالجيوش العربية، واستولت على القدس الشرقية والضفة والقطاع وسيناء وهضبة الجولان، قامت جماعات المقاومة بتكثيف أنشطتها ضد الاحتلال ولم يبق في ساحة القتال ضد العدو سوى حركة فتح.
واكتسب عرفات المزيد من الشهرة بوصفه قائداً عسكرياً ميدانياً في العام 1968 عندما قاد قواته في القتال دفاعاً عن بلدة «الكرامة» الأردنية أمام قوات إسرائيلية أكثر عدداً وأقوى تسلحاً. وزرعت معركة الكرامة الإحساس بالتفاؤل بين الفلسطينيين، كما أدت لارتفاع راية قوى التحرر الوطني الفلسطينية بعد فشل الأنظمة العربية في التصدي لـ «إسرائيل».
بعد عام على معركة الكرامة اختير عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي أسستها جامعة الدول العربية العام 1965، وفي العام 1970 هاجم الجيش الأردني القوات الفلسطينية في الأردن بعد أن خطف رجال المقاومة أربع طائرات ركاب إلى مطار أردني بالصحراء، ووقعت الاشتباكات لتسفر عن سقوط ضحايا من كلا الجانبين وعرفت بـ «أيلول الأسود»، وبعد وساطات عربية قررت المقاومة في العام التالي الخروج من الأردن باتجاه لبنان بعد أن نجحت مصر في إنقاذ عرفات من الموت المحقق في عمان وتهريبه سراً إلى القاهرة، إذ حضر القمة العربية في سبتمبر/ أيلول 1970، فكانت أول قمة عربية تسلط فيها أضواء الكاميرات عليه بقوة.
وفي لبنان، واصل أبوعمار رحلة الكفاح المسلح، فشرع في ترتيب صفوف المقاومة معتمداً على مخيمات اللاجئين، وفي السنوات التالية نفذ مسلحون فلسطينيون من فصائل مختلفة عمليات تفجير وخطف طائرات واغتيالات، من أشهرها عملية خطف وقتل 11 رياضياً إسرائيلياً أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ميونيخ العام 1972. وفي 13 أبريل/ نيسان 1973 حاولت «اسرائيل» اغتياله في بيروت، إذ قامت مجموعة اسرائيلية ضمت بين افرادها من اصبح لاحقا رئيسا لوزراء اسرائيل (ايهود باراك)، وتمكنت المجموعة من اغتيال ثلاثة من مساعدي عرفات ولكنها لم تعثر عليه إذ سمحت معجزة له بالبقاء بعيداً. وفي الواقع لم يكن عرفات يمضي اكثر من بضع ساعات تحت سقف واحد وقد لف تحركاته بتكتم مطلق.
فوق منبر الأمم المتحدة
وفي 29 اكتوبر/ تشرين الأول 1974 اعلنت القمة العربية في الرباط منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفي 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، تحدث عرفات للمرة الاولى امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك قائلا: «أتيت إلى هنا حاملا غصن الزيتون بيد وبندقية المقاتل من أجل الحرية في الاخرى، فلا تدعو غصن الزيتون يسقط من يدي»، ومُنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في المنظمة الدولية.
وفي أبريل 1975، مع اندلاع الحرب الاهلية في لبنان، وقف عرفات في صف القوى التقدمية اللبنانية، وفي يونيو 1980 أصدرت السوق الاوروبية المشتركة «اعلان البندقية» الذي يطالب بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في أية مفاوضات لاحلال السلام.
وخاضت المقاومة الفلسطينية الكفاح من لبنان ضد الكيان الاسرائيلي، ونتيجة لنجاحها في حقبة السبعينات في تسديد ضربات موجعة للاحتلال، قررت «إسرائيل» شن هجوم على قواعد المقاومة والقضاء عليها، وهو ما توج بغزو لبنان العام 1982.
وبعد اجتياح بيروت وفرض الحصار لمدة 10 أسابيع على المقاومة، اكتسب خلالها عرفات احترام شعبه بصموده وشجاعته، وافق في 30 أغسطس 1982 على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية، ومن ثم الانتقال إلى تونس التي شكلت المعقل الأخير لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى العام 1994.
وحاولت «اسرائيل» اغتيال عرفات ثانية بعد انتقاله الى تونس وقد تعرض مقره هناك، في الأول من اكتوبر 1985 لقصف الطيران الاسرائيلي، ودمر بشكل شبه كامل في غارة أدت الى مقتل 17 شخصاً، وكان عرفات في طريقه الى مكتبه ولكنه عاد ادراجه مع بداية الغارة.
وتعرض عرفات طوال مسيرة قيادته للمنظمة للكثير من حركات التمرد ضده، وكان أبرزها خلال فترة وجود المنظمة في لبنان، إذ انشق عنه عدد من قادة الحركة ومن أبرزهم أبوموسى وأبونضال، إلا أن دهاءه السياسي مكّنه من تجاوز كل هذه الانشقاقات فظل متماسكا ومسيطرا على المنظمة وعلى فتح.
وفي تونس، واصل عرفات تكوين شخصية الزعيم السياسي الذي يتبنى الحل السلمي. وكانت ارهاصات هذا التوجه قد تجلت، عمليا، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام 1974 والذي قال فيه: «الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين».
وكان لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى العام 1987 ضد الاحتلال وتعرض الفلسطينيين فيها للقمع والقتل، أثره في حصول القضية الفلسطينية على تعاطف دولي، استثمره عرفات لتحريك عملية السلام إذ دفع المجلس الوطني الفلسطيني بدورته المنعقدة في الجزائر في 15 أكتوبر 1988 الى تبني قرار مجلس الأمن الدولي 242 معترفا بذلك ضمناً بـ «إسرائيل» وفي الوقت ذاته، اعلن المجلس قرار اقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة وغزة، وتلا عرفات اعلان استقلال الدولة الفلسطينية.
وفي إبريل 1989 كلف المجلس المركزي الفلسطيني عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية. وكانت زيارته الرسمية الى باريس أول تكريس لعلاقات دبلوماسية مع دولة غربية، واعلن عرفات ان الميثاق الوطني الفلسطيني اصبح لاغيا. وفي العام 1990 وبعد اجتياح القوات العراقية للكويت اتخذ عرفات موقفا فُسِّر بأنه مؤيد لخطوة صدام حسين، ما انعكس سلبياً على القضية الفلسطينية، وتوقف دعم دول الخليج للقضية الفلسطينية. وفي أوج أزمة الخليج، انقلبت سيارة عرفات عدة مرات على الطريق بين عمان وبغداد العام 1991.
في يناير/ كانون الثاني 1992، تزوج عرفات من مساعدته سهى الطويل (28 عاماً). وبعد ثلاثة أشهر، تحطمت طائرته في أبريل في الصحراء الليبية، وقيل حينذاك انه قتل في الحادث ولكنه ظهر من جديد بعد ساعات من الحادث.
وبعد انتهاء حرب الخليج كان هناك إجماع دولي على ضرورة العمل من أجل تسوية القضية الفلسطينية دعماً للاستقرار في الشرق الأوسط، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل العام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص. وفي العام 1991 عقد مؤتمر السلام في مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، وبعد ستة أشهر من المفاوضات السرية في اوسلو، وقّع عرفات في 13 سبتمبر 1993 مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، في واشنطن، اتفاق أوسلو الذي جعل أضواء الإعلام الغربي تسلط عليه بكثافة، كما كان نقطة تحول بارزة في القضية الفلسطينية.
وقد وقع الطرفان على «إعلان مبادئ»، هو عبارة عن اتفاق سمح للفلسطينيين بممارسة الحكم الذاتي في قطاع غزة ومدينة أريحا بالضفة الغربية مقابل اعتراف المنظمة بـ «إسرائيل». لكن لم تحسم عدة قضايا شائكة وأبرزها مستقبل المستوطنات المقامة على أراض محتلة، ومستقبل اللاجئين الذين أجبروا على ترك مدنهم وقراهم بعد حرب العام 1948، والوضع النهائي لمدينة القدس، وفي 1 يوليو 1994 خرجت غزة عن بكرة ابيها لاستقبال عرفات والعائدين معه من «ثوار فتح» بحفاوة كبرى، بعد 27 عاماً قضاها في المنفى، واتخذ عرفات من غزة مقراً لقيادته.
وقد بدأ عرفات فور عودته الى غزة، مسيرة سلام مرت بصعوبات بالغة وفي السنة نفسها فاز بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع إسحق رابين وشمعون بيريز. وفي العام 1995 وقّع عرفات ورابين بواشنطن على اتفاق الوضع المؤقت التي مهدت الطريق لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الضفة. وقد اغتيل رابين اثر ذلك، في نوفمبر 1995، بايدي متطرف اسرائيلي، ما شكّل انتكاسة لعملية السلام.
واجه عرفات تحدياً ضخماً تمثل في السعي للحفاظ على التزام الفلسطينيين والإسرائيليين بما أطلق عليه «سلام الشجعان»، وشرع عرفات لدى وصوله الى غزة، في تأسيس السلطة وأجهزتها الأمنية، وعمل على إعادة تأهيل بعض المؤسسات وتدريب أفراد من الشرطة والجيش للحفاظ على الأمن، مبشراً شعبه بقرب تحقيق حلم التحرير والصلاة في المسجد الأقصى.
وفي 20 يناير 1996 انتخب عرفات رئيساً للسلطة في انتخابات ظل يفتخر دائماً بأنها كانت حرة وشفافة في منطقة نادرا ما تشهد مثلها، وفي العام 1997 وقع عرفات اتفاقاً من بنيامين نتانياهو، لتسلم معظم مدينة الخليل، أعقبها حال من الجمود. وفي العام 1998 وقع عرفات ونتانياهو على اتفاق «واي ريفر» لانسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة، والتي جمدها نتانياهو بعد شهرين زاعما ان عرفات لم ينفذ شروطا أمنية!
في 5 سبتمبر 1999 وقع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك في شرم الشيخ في مصر اتفاقا يفتح الطريق امام مفاوضات بشأن تسوية سلمية نهائية، ويحدد شهر سبتمبر 2000 موعدا لتوقيع معاهدة سلام دائمة.
فشل السلطة وملاحقة الإسلاميين
وشهد منتجع كامب ديفيد في 25 يوليو 2000 حيث شارك عرفات في قمة ثلاثية جمعته وباراك والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وصول عملية السلام إلى طريق مسدود، إلا أن عرفات رفض تقديم تنازلات تتعلق بالوضع النهائي للأراضي الفلسطينية ومن بينها القدس، وهو ما أعاد إليه مرة أخرى قدراً من شعبيته بين الفلسطينيين. غير أن اصطدام السلطة بالمواقف الإسرائيلية المتعنتة أدى إلى انحسار التأييد الشعبي لمشروع السلطة وقيادتها الممثلة في عرفات. وساهم في ذلك الانحسار قيام السلطة الفلسطينية بملاحقة نشطاء فصائل المقاومة خصوصاً الإسلامية منها تنفيذا لاستحقاقات الاتفاقات مع «إسرائيل»، فتوالت على عرفات الاتهامات بأنه أصبح أداة في يد الاحتلال لقمع المقاومة.
كما تزامن مع ذلك بداية الحديث المتصاعد عن فساد السلطة وتراخي رئيسها في مواجهته. وفي 3 ديسمبر 2001، فرضت حكومة شارون حصاراً عسكرياً عليه داخل مقره بمدينة رام الله بمساندة أميركية، فحظي عرفات مرة أخرى بتعاطف كبير من الشارع الفلسطيني في مواجهة الأصوات الإسرائيلية المتعالية والمطالبة بطرده أو تصفيته، فعاد الرمز الفلسطيني مرة أخرى للواجهة بقوة.
وفي 29 مارس/ آذار 2002 غداة عملية استشهادية نفذتها المقاومة، وختام القمة العربية في بيروت التي حُرم عرفات من حضورها، شن جيش الاحتلال أوسع هجوم له في الضفة منذ يونيو 1967 ودمر الجزء الأكبر من مقر عرفات الذي بقي في المبنى الذي يضم مكاتبه، تطوقه الدبابات الاسرائيلية... أسيراً حتى فك المرض الأخير الحصار من حوله، ليخرج في رحلته الأخيرة إلى باريس
العدد 798 - الخميس 11 نوفمبر 2004م الموافق 28 رمضان 1425هـ