رحل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وترك وراءه ميراثاً طويلاً من اللقاءات والمقابلات الصحافية، التي تكشف جوانب من تطورات القضية الفلسطينية وانعطافاتها. وهذه قراءة سريعة في أقوال الرئيس الراحل في الفترة الأخيرة من الحصار الأخير.
قال الرئيس عرفات، مخاطباً الجماهير الحاشدة التي أمّت مقر الرئاسة في رام الله، دعماً وتأييداً، رداً على قرار الحكومة الإسرائيلية بإبعاده: «يا إخوتي يا أحبتي، إن هذا الشعب شعب الجبارين، شعب الشهيد فارس عودة، شعب الجبارين لا ينحني، لا ينحني إلا لله وعندما هددوا بتفجير هذا المقر في الحصار السابق، وأجرينا اتصالات هنا وهناك لم يفعلوا شيئاً، وإنما خرجت النساء وخرج الشيوخ والأطفال والرجال من رفحغراد إلى جنينغراد، وقرعوا الطناجر محتجين على الحصار، والآن أقول للحكومة الإسرائيلية هذا هو الرد على قراركم، المسيرات التي انطلقت من جنينغراد إلى رفحغراد وغزة وخان يونس وبيت حانون ونابلس وطولكرم وقلقيلية والخليل «يا جبل ما يهزك ريح».
صحيفة «الأيام» الفلسطينية (12/9/2003 )
قال الرئيس عرفات، للصحافيين أمام مقره في رام الله: «إن أحداً لن يستطيع إخراجي من بلادي، وإن إسرائيل يمكنها قتلي بما لديها من قنابل ولكني لن أرحل».
«الأيام» الفلسطينية (12/9/2003 )
قال الرئيس ياسر عرفات، خلال كلمة وجهها عبر الهاتف إلى الجماهير المحتشدة في مخيم الرشيدية في جنوب لبنان، من القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية: «يا إخوتي يا أحبتي في لبنان وشعب لبنان، وإخوتي الأحبة الفلسطينيين في لبنان، أحييكم تحية من عند الله مباركة وأشد على أياديكم وأقول لكم وللعالم أجمع من خلالكم، إن هذا الشعب اللبناني البطل والشعب الفلسطيني البطل من الذين تصدوا ومازالوا يتصدون لهذا العدو الذي يريد أن يسطّر بدمائنا أحلامه الصهيونية، ولكننا نقول له وللعالم أجمع يا جبل ما يهزك ريح».
«الأيام» الفلسطينية (15/9/2003)
قال في كلمة له عبر «راديو الأحلام» مخاطباً أهالي جنين: «أحبتي وأهلي المرابطين في جنينغراد، في جنين القسام، يا رجالنا ونساءنا وأشبالنا وزهراتنا في مخيم جنين، قلعة البطولة والصمود والتحدي، ليس أحب إلى عقلي وقلبي من التحدث إليكم في هذا المعترك المصيري الذي يخوضه كل الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، ومن أجل حماية المقدسات المسيحية والإسلامية في أرض الرباط المباركة، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم، ومهد ورفعة سيدنا المسيح عليه السلام».
وأضاف «إن حياتنا أيها الأحبة ليست أعز علينا من حياة أي طفل أو شاب أو رجل أو امرأة، وليست أحب ولا أعز من حياة فارس عودة، الذي رفع علم فلسطين عالياً، ثم سقط شهيد الوطن والحرية والاستقلال، قدرنا أن نضحي في سبيل فلسطين ومقدساتها وكرامتها وقدسها الشريف ومستقبل الأجيال، ونضحي اليوم من أجل وطن حر عزيز مستقل».
«الأيام» الفلسطينية (16/9/2003 )
وقال عرفات، في كلمة وجهها إلى اجتماع عقده المجلس الوطني الفلسطيني في مقره بنابلس في سبتمبر/ أيلول 2003، رداً على القرار الإسرائيلي القاضي بإبعاده والدعوات المطالبة بتصفيته: «إن حياتي ليست هي القضية، بل حياة الوطن والقدس مسرى الرسول ومهد المسيح، هذه هي القضية الكبرى التي قدم الشعب الفلسطيني من أجلها التضحيات».
«الأيام» الفلسطينية (17/9/2003 )
وقال عرفات، في مقابلة مع إذاعة رويترز، وهو يشير إلى سلاحه داخل مكتبه في رام الله: «أنا جندي فلسطيني وقبلها كنت ضابط احتياط في الجيش المصري، وأنا لا أدافع عن نفسي فقط، بل أيضاً عن كل شبل وطفل وامرأة ورجل فلسطيني وعن القرار الفلسطيني».
وأضاف «هل هناك أحد في فلسطين لا يتمنى الشهادة، كلنا مشروعات شهادة، فالقصف الإسرائيلي متواصل من الطائرات والمدفعيات والصواريخ، ويومياً يسقط شهداء، كل يوم نسمع عن شهيد».
صحيفة «القدس» الفلسطينية (18/9/2003)
وعن «الفيتو» الذي استخدمته الولايات المتحدة ضد قرار تقدمت به دول عربية، يطالب بمنع «إسرائيل» من إبعاد الرئيس عرفات، قال: «هذا ليس أول فيتو ولن يكون الأخير، أهم شيء هو موقف هذه الجماهير الفلسطينية والعربية والدولية، وهذا التحدي ليس لي، إنما لأمتنا العربية والإسلامية وتحدٍ للقمة الإفريقية ولدول عدم الانحياز وتحد لأميركا لأن بوش الأب هو من عمل على اتفاق الأرض مقابل السلام».
«القدس» الفلسطينية (18/9/2003)
وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2003: «شارون يريد قتلي؟ مسدسي جاهز». لا ريب أن قرار الحكومة الإسرائيلية كان بلا أي منطق أو عقل، فقد اعترف شارون نفسه بأنه حاول قتلي 17 مرة في بيروت ولكن ها أنا هنا أجلس والمسدس إلى جانبي. متى لم أكن جاهزاً؟ أنتم لا تعرفونني؟ تفضلوا، تطبيق الخطة نحن وأنتم، نجلب إلى المنطقة مراقبين أو قوة دولية هكذا اتفق في خريطة الطريق هكذا نوقف الدم. ساعدونا على تحقيق الهدنة كفوا عن الاجتياحات، التصفيات، وهدم المنازل».
وتحدث الرئيس عرفات، عبر الهاتف مخاطباً الجماهير المحتشدة أمام الكنيسة في بيت ساحور، قائلاً: «أحييكم على هذه الهبّة الجماهيرية في وجه ما يحاك ضد شعبنا ومقدساتنا ووطننا، ونرفض هذه الهجمة الإسرائيلية التي لا مثيل لها مدعومة من دولة عظمى، ما يؤكد أنهم لا يريدون سلاماً وإنما استسلاماً. ونحن نقول لهم، إن شعب الجبارين لن يركع إلا لله تعالى ولن يستسلم أبداً، بل إننا صامدون وسنمضي قدماً للدفاع عن وجودنا ومقدساتنا وأرضنا وحقوق شعبنا، حتى نقيم دولتنا الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
«القدس» الفلسطينية (21/9/2003)
شكر عرفات جميع الدول التي صوتت لصالح القرار الذي يطالب «إسرائيل» بسحب تهديدها بإبعاده، قائلاً: «إن هذا التصويت بالغالبية (133 دولة)، يعني أنهم يقولون لمن يحتلون هذه الأرض المقدسة إنها أرض فلسطينية... ونحن لا يخيفنا قرار ولا حصار وقتال، لأننا ندافع عما هو أغلى من أنفسنا وهو التراث التاريخي والحضاري لشعب الجبارين، ونقول للعالم أجمع: معاً وسوياً وجنباً إلى جنب حتى القدس الشريف».
«القدس» الفلسطينية (21/9/2003)
قال عرفات مخاطباً أعضاء المجلس الوطني في قطاع غزة: «إن القضية ليست قضية أبوعمار إنما قضية حياة الوطن واستقلاله وكرامة هذا الشعب وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ولن ننحني إلا لله سبحانه وتعالى، كما لن ننحني أمام التهديد والوعيد، فحياتي ليست أغلى من حياة أي طفل فلسطيني، وهي ليست أغلى من حياة الشهيد الطفل فارس عودة، فكلنا فداء للوطن الغالي، فلسطين الأرض المباركة».
«الأيام» الفلسطينية (24/9/2003
العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ