ذكر الوكيل المساعد للخدمات التربوية والتعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم خالد العلوي أن الوزارة بصدد تحويل الوحدة الفنية لمجموعة رعاية المعوقين في إدارة التعليم العام - والتي تهتم بتحديد حالات الإعاقة في المدارس والإشراف على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والطلبة الدارسين في المعاهد الخاصة خارج البلاد - إلى إدارة مستقلة في الوقت القريب.
الوسط - أماني المسقطي
كشف الوكيل المساعد للخدمات التربوية والتعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم خالد العلوي عن توجه وزارته لتحويل الوحدة الفنية لمجموعة رعاية المعوقين في إدارة التعليم العام، والتي تهتم بتحديد حالات الإعاقة في المدارس والإشراف على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والطلبة الدارسين في المعاهد الخاصة خارج البلاد، إلى إدارة مستقلة في الوقت القريب. فيما أشارت الاختصاصية الأولى للتربية الخاصة بإدارة التعليم الابتدائي فاطمة العريض إلى أن الخدمات التي تقدمها الوزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تشمل ثمانية آلاف طالب وطالبة ممن يعانون من إعاقات مختلفة.
وأشار العلوي إلى أن الوزارة تبنّت تجربة دمج جزئي للطلبة بطيئي التعلم والتأخر الدراسي وصعوبات التعلم في إطار المدرسة العادية، إلى جانب أقرانهم من الطلبة وبالتعاون مع «اليونسكو» تم عقد ورشة تدريبية للمعلمين المختارين لتطبيق التجربة لتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تضمن تعاملهم بكفاءة واقتدار مع هذه الفئة.
وأكد أن مشروع التربية الخاصة يلقى دعماً كبيراً من الوزارة عبر تخصيص موازنة لتدريب المعلمين من خلال ابتعاثهم إلى جامعة الخليج العربي لإعدادهم في مجال التربية الخاصة، موضحاً أن عدد البعثات سنوياً تبلغ 12 بعثة للحصول على دبلوم عال «تخصص صعوبات تعلم أو تخلف عقلي أو التفوق والموهبة»، وان موازنة هذه البعثات تستقطع من موازنة الوزارة بمعدل 36 ألف دينار سنوياً، وان عدد الكوادر العاملة في الميدان حالياً يبلغ 105 معلمين موزعين على شهادات الدبلوم العالي وماجستير التربية الخاصة وبكالوريوس التربية الخاصة في تخصصات عدة.
وبيّن أن تجربة الدمج حالياً تطبق في 84 مدرسة من خلال برنامج صعوبات التعلم، كما تطبق في 19 مدرسة برنامج التخلف العقلي و22 مدرسة برنامج التفوق العقلي، لافتاً إلى أنه تم تخصيص موازنة تقريبية لبرامج التربية الخاصة موزعه على السلع الرأس مالية والسلع الاستهلاكية وبعثات المعلمين والخدمات، وتم تزويد جميع المدارس الابتدائية بالمنحدرات ودورات المياه الخاصة بالمعوقين، إضافة إلى تزويد بعض المدارس بالمصاعد الكهربائية. وتجهيز معظم فصول متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط بالأجهزة التي تساعد على تعليم هؤلاء الطلاب.
ومن جهتها، أكدت العريض تشكيل لجنة تتكون من عدد من الاختصاصيين في إدارة المناهج وبعض معلمي ومعلمات تجربة الدمج في الوزارة وممثل لجامعة الخليج العربي وخبير التربية الخاصة بإدارة التعليم الابتدائي مهمتها إعداد المناهج التي تلبي الاحتياجات التعليمية والكفايات والمهارات اللازمة لدمج فئة متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط في المدارس بحيث تراعى القدرات والإمكانات العقلية لهذه الفئة وخصائصها النمائية.
وأوضحت أنه تم إقرار مقترحات للكفايات التعليمية للمواد الدراسية، وهي: اللغة العربية، الرياضيات، التربية الموسيقية، الرياضية والحاسوب، بالاضافة إلى وضع كفايات التهيئة التي تتضمن مهارات ما قبل الكتابة والحساب التي تساعد على تنمية المهارات النمائية اللازمة للتعلم لدى طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، مراعية الفروق الفردية فيما بينهم بالإضافة إلى تحديد المهارات الوظيفية والحياتية والاستقلالية التي تمكن الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة على التكيف الاجتماعي.
وأشارت العريض إلى أن الفئات المستفيدة من برامج الدمج هم المعاقون بصرياً وتشمل المكفوفين في المدارس الثانوية، وضعيفي البصر ويبلغ عددهم 400 طالب، والمعاقون سمعياً وهم الذين يعانون من فقد سمعي ويتلقون تعليماً في المدارس الابتدائية ويبلغ عددهم 162 طالباً، والقابلون للتعلم من المتخلفين عقلياً «طلبة متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط» ويتلقون تعليمهم في الفصول العادية أو فصول خاصة بهم ويبلغ عددهم 189 طالباً، وذوو الإعاقات الجسدية وهم الطلبة المعقدون بسبب عاهات جسدية وأمراض عضوية وتقوم هذه المجموعة بتذليل الصعوبات النفسية والتعليمية لهم بدمجهم مع أقرانهم في بيئة واحدة وهم 248 طالباً، والطلاب ذوو اضطرابات التواصل وتشمل هذه الفئة اضطرابات الكلام واضطرابات اللغة ويبلغ عددهم 727 طالباً، والطلاب ذوو إعاقات التعلم، وهم الأطفال الذين يظهرون اضطرابات في وحدة وأكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة، أو اللغة المنطوقة، والتي تبدو في اضطرابات السمع والتفكير والكلام والقراءة والتهجئة والحساب ويبلغ العدد الحالي لهؤلاء الطلبة 6347 طالباً.
وبشأن طبيعة برامج الدمج التي تطبقها الوزارة ذكرت العريض أن إدارة التعليم الابتدائي سعت من خلال مجموعة التربية الخاصة إلى توفير الظروف المناسبة لإنجاح برامج الدمج وتقديم الخدمات التربوية والتعليمية لهذه الفئة، مشيرة إلى أن الإدارة عقدت اجتماعات ودورات تدريبية وورش عمل عدة للهيئات الإدارية والتعليمية في مجال تطبيق الدمج وقامت بزيارات ميدانية عدة لمتابعة البرامج عن كثب.
وأشارت إلى أن الوزارة تطبق حالياً ثلاثة برامج للدمج تتوزع على برامج الإعاقات، وطلبة صعوبات العلم في المدارس العادية والتفوق والموهبة. موضحة أن برنامج الإعاقات يتضمن ثلاثة محاور أيضاً ممثلة في رعاية الإعاقات الذهنية، ومتابعة الطلبة ذوي الإعاقات الجسدية في المرحلة الابتدائية والطلبة الدارسين في الكويت.
وأضافت العريض: «إن برنامج رعاية الإعاقات الذهنية يهدف إلى دمج طلبة ذوي متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط بالطلبة العاديين، وجرى تطبيقه من العام الماضي ويهدف إلى توفير فرص متنوعة ومتعددة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة للتفاعل مع أقرانهم العاديين في مواقف طبيعية، ما يؤدي إلى إكسابهم مهارات اجتماعية أساسية» مشيرة إلى أن البرنامج يهدف أيضاً إلى تحسين مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة مثل تحسين مفهوم الذات وتقدير الذات وتقليل نسبة المشكلات السلوكية.
وأكدت أن البرنامج يسعى إلى تنمية القدرات والمهارات الحسية والحركية من خلال حصص الأنشطة، ويهدف إلى تعديل الاتجاهات السلبية عند الأطفال العاديين، ومن ثم المجتمع نحو الإعاقة والمعوقين وزيادة الوعي بتقبل الاختلافات والفروق بين الأفراد، بالإضافة إلى مساندة الأهل وإرشادهم لأساليب تعاملهم الصحيح مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتة إلى أنه تم توزيع الخطة الدراسية على خمسة أيام يدرس فيها الطالب 25 حصة أسبوعياً بواقع خمس حصص يومية في مجالات التربية الإسلامية واللغة العربية والمواد الاجتماعية والرياضيات والعلوم، إضافة إلى المهارات الحياتية والاعتماد على الذات، والتربية الفنية، والتربية الموسيقية والتربية الرياضية.
وأشارت إلى أن البرنامج يقدم الكثير من الخدمات للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، منها خدمات التقويم والتشخيص، من خلال فريق يتكون من طبيب أطفال واختصاصي نفسي ومعلم تربية خاصة ومرشد اجتماعي، مبينة أن الفريق يتولى أيضاً إعادة تشخيص بعض الطلبة المحولين للتعرف على مدى مناسبة استمرارية التحاقهم بالبرنامج.
وقالت: «قدم البرنامج الخدمات التعليمية لهؤلاء الطلبة باتباع استراتيجيات تعليمية متنوعة ومناسبة، وتوفير وسائل تعليمية شيقة وهادفة لهذه الفئة، ويقدم أيضاً خدمات علاجية من خلال لجنة المتابعة وبالتعاون مع الأسرة وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في حصول الطالب على الخدمات العلاجية المطلوبة مثل عيوب النطق والعلاج الطبيعي والمعالجة الصحية العلاجية، بالإضافة إلى خدمات التدريب والتوعية من أجل رفع الكفاءة المهنية للعاملين بشكل مستمر»، منوهة إلى أن ذلك يتم بالتعاون والتنسيق مع إدارة التدريب بالوزارة وعدد من الجهات المختصة منها جامعتي البحرين والخليج العربي والمؤسسات ذات العلاقة.
وذكرت العريض أن المحور الثاني يشمل متابعة طلبة ذوي الإعاقة الجسدية في المرحلة الابتدائية ويتم العمل على تسهيل وتذليل الصعوبات للطلبة ذوي الإعاقات الجسدية الدارسين في المدارس الحكومية مع اقرانهم العاديين بجعل البيئية المدرسية خالية من المعوقات قدر الإمكان وتقلل فرص حاجتهم لمساعدة الآخرين، وتزيد فرص اعتمادهم على أنفسهم في حركتهم وتنقلهم من مكان إلى آخر، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يقلل لدى هؤلاء الطلبة المعوقات والآلام النفسية التي قد يشعرون بها نتيجة إعاقتهم، كما يتم تسهيل حركة توصيلهم من البيت للمدرسة وبالعكس بالتنسيق مع جهاز المواصلات وذلك في حال تعذر على ولي الأمر ذلك.
وبشأن متابعة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة الدارسين في الكويت في إطار التعاون بين وزارة التربية في مملكة البحرين واللجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة قالت العريض: «يتم سنوياً تخصيص منح دراسية للمعوقين ذهنياً وسمعياً للدراسة في مدارس التربية الخاصة في دولة الكويت وفقاً لرغبة أولياء أمورهم، وتم ابتعاث خمسة طلاب في العام الدراسي 2003/2004 ليبلغ عدد الطلبة الدارسين هناك 36 طالباً وطالبة».
أما بشأن برنامج صعوبات التعلم الذي تنفذه الوزارة في أكثر من 52 مدرسة ذكرت اختصاصية التربية الخاصة في وزارة التربية أمينة كمال أن مجموعة التربية الخاصة في إدارة التعليم الابتدائي تقدم خدماتها للطلبة ذوي مشكلات التعلم وفق المتابعة المستمرة لهذه المدارس والطلبة المنتفعين منه والوقوف على مجالات تطبقه في المدار والتعرض لظاهرة التسرب في ميادين تطبيقه. مشيرة إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلبة ذوي التحصيل المنخفض في المرحلة الابتدائية في مادتي اللغة العربية والرياضيات من خلال المتابعة الفنية والتربوية للخدمات المقدمة لهم. وأضافت: «قامت مجموعة التربية الخاصة بدراسة للتعرف على حجم المشكلات القرائية والكتابية والعمليات الحسابية في المدارس المطبقة لبرنامج صعوبات التعلم وبينت الدراسة نسب طلبة برنامج صعوبات التعلم في المدارس المطبقة للبرنامج في مادتي اللغة العربية والرياضيات، وإعداد الطلبة في كفايات اللغة العربية والرياضيات قبل وبعد البرنامج»
العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ