عرَّى سقوط الأمطار (يوم الاثنين الماضي) سوء تخطيط في البنية التحتية التي تعاني منه مناطق كثيرة من المملكة، وعلى رغم قصر الوقت الذي سقط فيه المطر، إلا أنه ترك آثاراً كبيرة ماتزال باقية في كثير من المناطق.
ما حدث أظهر بجلاء ضعف التخطيط وعدم الاستعداد لدى الجهات الرسمية لمواجهة حال الطوارئ، إذ امتلأت الشوارع بالمياه وأصبحت السيارات لا تقوى على السير، وعجز الكثيرون عن الخروج من منازلهم، فيما قاست فئات أخرى من فيضان منازلهم بالمياه. وكان من بينها المنازل الموجودة بمجمع 736 في منطقة عالي، والتي وصل ارتفاع مياه الأمطار داخلها إلى متر تقريباً.
وفي شريط مصور عُرض في أحد المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت وحصلت «الوسط» على نسخة منه، أظهر (الشريط) فداحة المأساة التي عاشها أهالي شهركان (المحافظة الشمالية) يوم الاثنين الماضي بعد سقوط المطر، فقد فاضت معظم منازل القرية بمياه الأمطار فأصبحوا وكأنهم يعيشون وسط مستنقع كبير، كما أن الشوارع امتلأت هي الأخرى بالمياه التي امتدت على مساحات شاسعة، فكان من الصعب على الأهالي التنقل بسياراتهم.
إلى ذلك حذر بلديون من تفاقم الأوضاع في المناطق السكنية القديمة بالقرى، بسبب ضعف البنية التحتية فيها، والتأخر في تنفيذ أعمال المجاري ورصف الشوارع.
وقال ممثل الدائرة السابعة في المجلس البلدي للمنطقة الشمالية محمد جابر الفردان إن «التضرر كان بنسبة كبيرة في المنازل القديمة، فالكثير من أسقف وجدران هذه المنازل تأثرت بسبب مياه الأمطار، حتى منزلي لم يسلم من ذلك على رغم أنه لم يمر على بنائه سوى 20 عاماً، وشمل التضرر كذلك الشوارع بسبب عدم وجود شبكة المجاري أو لعدم رصفها». مردفاً «هناك بعض المناطق في المحافظة الشمالية مثل كرزكان ودمستان يجري العمل لإنجاز المجاري فيها، ومن المقرر أن تنتهي هذه الأعمال في العام 2005، وبالتالي لا نستطيع أن نطالب برصف الشوارع ما دام العمل جارياً في تنفيذ أعمال المجاري، فلو فرضنا أن وزارة الأشغال والإسكان ستقوم برصف الشوارع لن يكون ذلك إلا في العام 2006».
وبين الفردان أن «بعض القرى مثل الهملة وبوري لا توجد بها أعمال مجاري في الوقت الحالي، فلماذا لا تجرى تعديل للشوارع فيها»، موضحاً بأن «الوضع عند سقوط المطر كان مأسوياً في هذه القرى».
وذكر الفردان أن «ما يحصل الآن هو بسبب عدم الاهتمام بالبنية التحتية، وعدم الإسراع في أعمال المجاري ورصف الشوارع، فالقرى بحاجة إلى هذه الخدمات كما هي حاجتها للماء والكهرباء». مؤكداً أن «الكثير من البيوت تدمرت بسبب عدم وجود شبكة المجاري».
«بحسب المسئولين، فإن المجاري في المحافظة الشمالية تجهز في العام 2010، ولكنها مجرد وعود ولا يوجد شيء مكتوب على الورق، خاطبنا وزارة الإسكان والأشغال بخصوص عمل مجاري في الهملة وبوري ولم نحصل على أي رد منهم».
وقال الفردان: «نتمنى من الدولة أن تكون جادة في حل مشكلات البنية التحتية، لما تمثله من أهمية للمواطنين، كما أن أعضاء المجالس البلدية محرجون مع المواطنين، إذ لا يوجد لديهم رد رسمي عن ذلك، ونتمنى أن تكون هناك خطة واضحة لذلك وتوضع لها الموازنة الكافية لتنفيذها».
إلى ذلك قال رئيس المجلس البلدي بالمحافظة الوسطى إبراهيم حسين إن «المحافظة الوسطى كغيرها من المناطق تعاني عند سقوط الأمطار من مشكلة كثرة المستنقعات وكثرة مواقع تجمع الأمطار وسط الأحياء السكنية، وهو ما يسبب إزعاجاً للمواطنين، وإعاقة الحركة وخصوصاً أن بعض تجمعات مياه الأمطار تكون في وسط شوارع عامة وتشهد حركة حيوية».
وبين حسين أن «تجمع مياه الأمطار في الأحياء السكنية يأتي نتيجة أخطاء فنية في رصف الشوارع، أو نتيجة إهمال البنية التحتية في القرى وعدم الاهتمام بها، وعدم ردم الحفر الموجودة في الشوارع». وأضاف قائلاً: «اعتقد أن المطلوب الآن هو تشكيل لجنة تنسيق خدماتية للطوارئ، تستوعب إشكالات هطول الأمطار وتخفف من نواتجها وما تفرزه من معاناة للمواطنين، وتضم هذه اللجنة أعضاء من كافة الجهات الخدمية في المملكة». وذكر حسين أن «ما حدث يوم الاثنين ليس بالأمر الجديد على البحرين ولا على المشتغلين في المجالات الخدماتية، ولكن المطلوب هو توافر الاستعدادات»
العدد 804 - الأربعاء 17 نوفمبر 2004م الموافق 04 شوال 1425هـ