تعهد نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق خلال كلمتين أمس أمام مجلس الأمن الذي يعقد أول جلسة خارج مقره في نيروبي التوصل لاتفاق سلام شامل بينهما بأسرع ما يمكن. وتتوقع واشنطن أن يوافق الطرفان على مذكرة تفاهم أمام المجلس اليوم (الجمعة)، إذ تحدد 31 ديسمبر/ كانون الأول المقبل موعدا نهائيا لإتمام الاتفاق.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أكد في كلمته الافتتاحية على ضرورة التوصل سريعا لاتفاق لحل النزاع في الجنوب، مشددا على أن ذلك سيكون له دور كبير في منع انتشار النزاعات في البلاد مستقبلا.
ومن جانبه، أعلن رئيس مجلس الأمن، المندوب الأميركي جون دانفورث، أن اجتماع نيروبي والمخصص لبحث الوضع في الجنوب ليس «المكان المناسب» لاستقبال ممثلي المتمردين في دارفور، مضيفا «هنا ليس أبوجا، ليس المكان المناسب لذلك». كما أعلن ان مشروع القرار الذي سيتبناه المجلس اليوم لا ينص على فرض عقوبات على الحكومة السودانية، وإنما يعرض على الخرطوم مساعدة الأسرة الدولية شرط التوصل سريعا الى اتفاق سلام مع متمردي الجنوب.
نيروبي - وكالات
وعدت حكومة السودان ومتمردو الجنوب أمس بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل بينهما بأسرع ما يمكن من أجل إنهاء حرب أهلية استمرت 21 عاماً وتحقيق المصالحة التي تعثرت بسبب تأخيرات لا حصر لها. وقدم التعهدان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق خلال كلمتين منفصلتين أمام مجلس الأمن الذي يعقد في نيروبي أول جلسة خارج مقره بنيويورك منذ 14 عاماً من أجل التوصل إلى الاتفاق. وكانت أميركا التي نظمت الاجتماع في عاصمة كينيا تتوقع أن ينهي الطرفان المتحاربان محادثاتهما المتعلقة باتفاق السلام مع وصول أعضاء المجلس الخمسة عشر إلى كينيا. والآن تتوقع واشنطن أن يوافق الطرفان على مذكرة تفاهم أمام المجلس اليوم (الجمعة). وتحدد المذكرة 31 ديسمبر/ كانون الأول المقبل موعداً نهائياً لإتمام الاتفاق الذي سيؤدي إلى تغييرات جذرية في تشكيل الحكومة السودانية.
وكان قرنق واضحاً عندما قال انه لا توجد عقبة في سبيل إتمام الاتفاق بحلول نهاية العام الجاري على رغم قوله انه يتعين على الخرطوم الموافقة على دفع رواتب قواته المسلحة قبل وأثناء انضمامها إلى الجيش السوداني. من جانبه لم يتطرق طه إلى موعد 31 ديسمبر خلال كلمته إلا أن مسئولين بريطانيين قالوا انهم يتوقعون أن يوقع طه أو ممثل آخر عن الخرطوم مذكرة التفاهم التي تتضمن هذا التاريخ. وقد تتعرض صدقية المجلس للاهتزاز أن لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الشمال والجنوب قريباً. ومن المقرر أن يصبح قرنق نائبا للرئيس السوداني إلى جانب طه. ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الحكومة السودانية وحركة التمرد الرئيسية في الجنوب في كلمة افتتاح مجلس الأمن بنيروبي إلى «إبرام» اتفاق سلام سريعاً، معتبراً أن ذلك سيكون له تأثير إيجابي لحل النزاع في دارفور
العدد 805 - الخميس 18 نوفمبر 2004م الموافق 05 شوال 1425هـ