العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ

وقفات مع المسلسل الرمضاني «هدوء وعواصف»

مسلسل اجتماعي تم عرضه في شهر رمضان الكريم يحمل في طياته الكثير من القضايا التي حاول طرحها بقالب درامي وربما حاول علاجها في بعض المشاهد، ومن الحق أن نقول إنه استقطب الكثير من المشاهدين لتناوله أكثر من قضية وقصة ولكثرة المشاهد التي تثير الشفقة والرحمة... وأنا أود الإشارة إلى بعض السلبيات والإيجابيات في هذا المسلسل وهي في النهاية وجهة نظر خاصة بي.

في نظري ان المسلسل مأسوي بالدرجة الأولى لكثرة مشاهد الظلم والألم والفقد والموت ولو رأيت الابتسامة في وجوه الممثلين فإنها لا تدوم أكثر من ثوان وكذلك المشاهدين، اللهم إلا المشاهد المتعلقة بالممثل (فوزي) التي تضحك المشاهدين والذي سنأتي على ذكرها إن شاء الله، ومن المعلوم ليس من الصعب أن تبكي شخصا ولكن من الإنجاز أن تضحكه.

وفّق الكاتب والمخرج في طرح قضية الدعارة في المسلسل بأسلوب مهذب بعيد عن مشاهدها الفاضحة كما أوصلا رسالة قوية إلى الأسر وإلى من يهمه الأمر من الفتيات إذ أوضحا العاقبة المأسوية، وكذلك عاقبة المخدرات والمشروبات الروحية وما أحدثت للشباب من ضياع وموت في عمر الزهور.

كانت الأضواء مسلطة على قسم كبير من المسلسل بينما هناك تجاهل أو غموض إن صح التعبير في بعض القضايا المطروحة مثل وليد وفوزي اللذين اختفيا من المسلسل ثلاث حلقات من دون أن يعلم المشاهدون مصيرهما؟ ثم يفاجأ المشاهدون بتغيير حال وليد ووضعية فوزي بعد غيابهما ثلاث حلقات!

ومن بين الوجوه الجديدة لفت الأنظار الشاب خفيف الظل (فوزي) إذ كان بحق (ملح المسلسل) ما إن يمتثل أمام الشاشة حتى نبتسم تلقائياً، وما أن يتكلم أو يغني حتى نضج بالضحك ولا أدري لماذا؟ وجهه بريء وكذلك صوته وحركاته لم تعرف التصنع أو التكلف وكذلك لهجته لم يكن يتصنعها وإنما كان طبيعياً جداً بخلاف بعض الممثلين فإنهم يبالغون في الكلام القروي. لم يكن بارعاً في التمثيل ولكنه كان بسيطاً... كما يقال (السهل الممتنع)... دخل القلوب بسرعة فائقة من أول المشاهد وظل معظم المشاهدين ينتظرون خروجه وأنا واحد منهم.

شخصية (خالد) كان من المفترض أن تكون هادئة أكثر لتبيان مظلوميتها قبال تصرفات (هدى)، كما أن موت بدر ولد (أبوبدر) فهمه الناس منذ بداية المسلسل على أن (الأستاذ حسن) هو من قتله باعترافه في كذا مشهد من دون أن نسمع منه هو نفسه ما ينكر أو يفند ذلك الأمر كما يحصل في مواقف كثيرة!

كما أبدع الممثل القطري (أبوبدر) في دوره ولاقى إعجاب الكثيرين، واستطاع أن يجعل قلوب المشاهدين تخفق في بعض المواقف، وكذلك (نورة) وعلى رغم أنها جديدة على الشاشة الخليجية فإنها أثبتت نفسها. أما (هدى) فأجادت بعض الأدوار وأخفقت في بعضها، فمن وجهة نظري أنها لا تناسبها الأدوار الحزينة إذ يبان على عينيها التصنع، وكذلك هي لا تجيد دور الفتاة الغاضبة ورفع الصوت بالانفعال كما تجيد ذلك نظيراتها كـ (سهام).

(خميس) فنان بحريني مبدع، وقد أثبت جدارته في مسلسلات سابقة، وأتساءل لماذا تجاهلوه في هذا المسلسل ومنحوه دوراً بسيطاً؟ ولكن للحق فإنه وعلى رغم ذلك أبدع أيضاً.

انقلب المسلسل في آخر حلقة إلى فيلم هندي إذ ماتت العصفورة فركض محمود إلى المستشفى ليرى حبيبته تنازع الموت على رغم مفاجأة المشاهدين بوجودها في المستشفى من غير سابق إنذار، ووضع المخرج كل ما لديه ليجعل النهاية حزينة ومبكية مستغلاً عواطف المشاهدين وطامعاً في دموعهم، فجعل يستعرض الصور المؤلمة في الحلقات الماضية مع أغنية حزينة.

تعودنا الحزن من المسلسلات البحرينية بالذات، وأقول: هل هناك نوايا جادة مستقبلاً في العمل على مسلسل درامي كوميدي؟ إذ إن كوادرنا الموجودة ليست بسيطة وأثبتوا ذلك في بعض المسرحيات والمسلسلات البسيطة الماضية. وأظن أنه من الممكن الاستعانة بممثلين كوميديين من الخليج أمثال: عبدالحسين عبدالرضا وطارق العلي وغيرهما.

في النهاية أقول: «هدوء وعواصف» مسلسل ناجح وجميل والحق يقال، ولكن كما يقال الكمال لله، ونسأل الله أن يوفقهم في الأعمال المقبلة ولا ننسى المصورين الذين قاموا بمجهود يشكرون عليه، ولا ننسى أيضاً الدعايات الطويلة التي تخللت المسلسل والتي كانت بحق تستفز المشاهدين.

أحمد عبدالله

العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً