العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ

شكراً للحروب والكوارث!

شكراً للحروب والكوارث، فهي الوحيدة التي مازالت تستطيع أن تحرك مشاعر وتلهب عواطف الناس جميعاً في أوطاننا العربية، فيهبوا حكومات وأفرادا للوقوف مع المتضررين منها، ففي هذا العمل ربما بقاء لعمل الضمير العربي الخاص والحكومي والروح الحية والإيثار والنخوة العربية والإسلامية حتى لا تنسى... فلربما احتجناها في المستقبل القريب أو البعيد، من يدري؟ إذن فلابد من شكر الحروب الكثيرة والحوادث المستمرة فهي التي تحافظ على هذه الصفة أو «ما تبقى منها» على رغم أنها تأتي ردة فعل وليس مبادرة أولية وذاتية. ولكن ما يشفع لنا كعرب هو أن جزءاً كبيراً من هذه الأفعال وهو تقديم الدعم المادي والمعنوي لا يأتي إلا عن طريق ردات الفعل، فهل يشعر أي عربي بأنه يستطيع أن يعيش حياة طبيعية من دون حروب وكوارث، وخصوصاً نحن الذين منذ خلقنا وجدنا أمامنا حروباً واحتلالاً تعودنا عليه وغير مستعدين لأن نجازف به أو نطلب انهاءه لأنه ليس من صالحنا، إلا إذا وجد بديل آخر أو أن هناك من يقنعنا بأن ضمائرنا وعواطفنا وأقلامنا ستتحرك فعلاً من دون الاحتلال ومن دون هذه الحروب والكوارث.

ربما يقول البعض إن الكوارث الطبيعية التي تخطط لها السماء تكفي، ولكن إذا كانت كل هذه الأسباب مجتمعة لا تكفي، فكيف نقول إن الكوارث الطبيعية كافية لتحريك الضمائر والنخوة والأقلام العربية التي لا أقول إنها ماتت جميعها بل جزء كبير منها مات وقرأنا عليه الفاتحة، والدليل موزع هنا وهناك، في فلسطين والعراق وأفغانستان، وهناك أدلة أخرى في مناطق أخرى لم تكتمل بعد، إضافة إلى المتفرقات من الحوادث المحلية في بلداننا. وإذا أردنا أن نشكر الكوارث فإننا سنشكر الله سبحانه وتعالى طبعاً، ولكن كيف نشكر أميركا و«إسرائيل» على رغم أنهما أهم طرفين ينبغي أن نشكرهما؟!

إبراهيم حسن

العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً