هو أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما على الاطلاق، أثبت نفسه ممثلاً في أحد أعظم الأعمال في السبعينات، وأصبح رمزا لا ينسى في العالم من خلال السينما الأميركية.
ولد في 25 من شهر ابريل/ نيسان العام 1940 في جنوب برونكس في مدينة نيويورك. والداه (سالفاتور وروز) تطلقا عندما كان طفلاً صغيراً، فانتقلت به أمه الى بيت جديه. وهناك وجد نفسه يردد ويقلد أصوات الشخصيات التي يراها في الأفلام، فقد كانت مشاهدة الأفلام واحدة من أفضل هواياته. كان آل باتشينو غير راغب في الدراسة، ولكن عزاه في المسرحيات المدرسية التي كانت هي سلواه وملاذه من ضجر المدرسة، ذلك الحب الذي سيملأ حياته شغلا من خلال مهنته.
قام آل باتشينو بضربته في العمل The Indian Wants the Bronx فقد حصل فيه على جائزة Obie ثم حصل على جائزة أخرى عن فيلم «هل النمر يرتدي ربطة عنق؟» ثم قدم بعض الأفلام التي جعلت الناس تنتبه لهذا الفتى القادم مثل Me, Natalie وفيلم Panic in Needle Park ولكن لم يكن أي فيلم من هذه الأفلام بقوة الفيلم القادم والذي غير حياته الى الأبد والذي جعله أحد الممثلين في تاريخ السينما على الاطلاق، انه الفيلم العظيم، انه التحفة، انه الرائعة التي ستظل اهم ما قدمته السينما الأميركية في تاريخها ولا أظن ان هناك فيلما سينافسه في هذا الأمر، انه الفيلم الذي غيّر حياة كل من شاهده وكل من قام بعمله، انه السحر المبين.
ففي العام 1972 كان المخرج الرائع فرانسيس فورد كوبولا أعد قنبلته الذرية وكان أحد أهم عناصر القنبلة هو النجم آل باتشينو، لم يعد ممثلا عاديا، وألقاها على الناس في مطلع السبعينات فتبلبلت ألسن الناس بها وتكلموا عنها كثيرا وأنشئت لأجلها المواقع وفتحت من أجلها المنتديات وكانت افتتاحية الحديث لاي شخصين يتحدثان في السينما، وكان مما يتكلم به الناس هو ذلك النجم المغمور الذي لم يكن معروفا من قبل؟ من هو؟ لماذا هو؟ كيف حصل ذلك؟
النجم المغمور هو (آل باتشينو) فقد كان المخرج لا يريد غيره على رغم تخوف المنتجين للفيلم من اشراكه خوفاً من فشله، لذلك كان دور شخصية مايكل كورليون هو أكثر ما حصل عليه نقاش وأخذ وعطاء ما جعل هذا الدور تحفة خالدة وما ثبت الفيلم في مصاف الأفلام الخالدة، بل هو عندي أولها، عرض هذا الدور على الكثير من الممثلين منهم مارتن شين روبرت دي نيرو، روبرت ردفورد وداستن هوفمان بعضهم رفضه وبعضهم رفضه المخرج لانه لم يكن يريد غير آل باتشينو، المشكلة أن آل باتشينو نفسه لم يكن يريد الدور عندها قام كوبولا بالتلاعب مع بعض المنتجين فرفضوا (آل) في أفلام عدة ما جعله يدخل الاستوديو غير راض ولكن بعد أن تسلم النص؟ ترشيح لجائزة الاوسكار لفئة الممثل المساعد وقفزة قوية لفتى لايزال في مقتبل العمر وأداء خالد تحول من حمل وديع الى وحش كاسر من دون أن يقول كلمة واحدة.
بعد ذلك الفيلم الخالد قدم آل باتشينو أعمالاً وأفلاماً رائعة كثيرة، فقد قدم العام 1973 فيلم الجريمة الدرامي الرائع Serpico ثم قدم بعد ذلك في العام 1974 الجزء الثاني من التحفة فيلم «العراب» ليترشح لجائزة الاوسكار لأفضل ممثل، عاد الينا بعد ذلك في فيلمه الرائع Dog Day Afternoon ليحصل على ترشيح آخر على جائزة الاوسكار لفئة أفضل ممثل ثم بعد ذلك قدم فيلمه Bobby Deerfield الذي لم يكن على المستوى المأمول منه ولكنه ما لبث أن عاد الينا بفيلمه الرائع «العدالة للجميع» ليحصل على ترشيح آخر من جائزة الاوسكار لفئة أفضل ممثل، فتخيلوا أعزائي كل هذه الترشيحات كلها في عشر سنوات فقط (يا الهي)
العدد 814 - السبت 27 نوفمبر 2004م الموافق 14 شوال 1425هـ