العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ

برلين تناقش وضع المسلمين الألمان

حمى النقاش بشأن المسلمين في بعض الدولة الأوروبية، وانتقل أخيراً إلى ألمانيا، إذ تدور حالياً موجة من الحوار والجدل بين الواجهات السياسية المختلفة في الحكومة وخارجها بشأن الموقف المطلوب من المجتمع الألماني تجاه 3,2 ملايين مسلم هم الجزء الآخر من عدد نفوس ألمانيا البالغ 82 مليون نسمة.

والمشكلة الدائرة رحاها بين هذه الواجهات شقت الرأي العام الألماني إلى قسمين. الأول يمثله تكتل القوى اليمينية والعنصرية التي تريد تحميل المسلمين تبعة الأعمال التي يقترفها الإرهابيون باسم الدين، وبذلك يحققون أهدافاً سياسية للحد من حقوق هذه الشريحة الاجتماعية المسلمة. والثاني يمثله تيار الاشتراكيين وحلفاؤهم الخضر وعدد ليس بقليل من منظمات المجتمع المدني، والذي يدعو إلى التعامل مع المسلمين بحذر شديد يقوم على أساس احترام المقدسات، وفي الوقت نفسه العمل على إدماجهم في المجتمع الالماني.

وفي هذا السياق تطرح كتلة الاشتراكيين والخضر مقترح تثبيت تعليم الالمانية شرطاً للمواطنة، ولكن جهات يمينية تضيف عليه شرطاً آخر، يدعو إلى تعليم أئمة الجوامع والمسلمين الالمانية أيضاً والزامهم بأداء شعائر الدين بهذه اللغة.

بيد أن أوساط المسلمين لا تمانع من كلا المبدأين كحال عامة، لكونهم في الواقع مواطنين ألمان، ولكنهم يشعرون بأن المقترح الأخير ينطلق من أغراض عدائية.

وفي سياق الجدل الحاصل حالياً قام المسلمون الألمان بتبديد حجج الأطراف اليمينية، إذ تظاهر منهم نحو 30 ألفاً ضد الإرهاب والتطرف وأدانوا العمليات الإجرامية التي ترتكب ضد الآخرين باسم الدين، وبذلك اسكتوا بعض الأصوات العالية ضدهم.

وتحاول منظمات كثيرة، من بينها واحدة من أشهر المنظمات الإسلامية وهي «المجلس المركزي للمسلمين الألمان» وكذلك «الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا» تنبيه المجتمع الألماني إلى عدم اتهام المسلمين بالإرهاب جزافاً.

وانتقد المستشار الألماني شرودر محاولات بعض الأوساط السياسية في ألمانيا والرامية إلى محاصرة المسلمين بدعاوى شتى من بينها وصمهم بالإرهاب، وقال: «يجب ألا نتعامل مع المسلمين بطريقة حديد، وإنما يجب دفعهم إلى الاندماج بالمجتمع الألماني، وبذلك نحصد السعادة بدلاً من الأسف».

ولكن يبدو أن فوضى التصريحات التي يطلقها بعض المسئولين الألمان تثير القلق، فمثلاً طلبت وزيرة الثقافة انيتا شافان من أئمة الجوامع أن يؤدوا خطبهم باللغة الألمانية. وأثار هذا المقترح حفيظة بعض الواجهات السياسية الألمانية التي تصدت للوزيرة. وصرح أحدهم قائلاً: هل ينطبق ذلك على قسسة الكنائيس اللاتينية وحاخامات الديانة اليهودية الذي يلقون خطبهم باللغة العبرية؟

الزعيم السياسي من حزب الخضر هاني كريسيان ستروبل وزميله وزير البيئة يورغن ترتين طرحا فكرة الاعتراف الرسمي بأحد أيام الأعياد الإسلامية يوم عطلة رسمية في عموم ألمانيا. وبهذا المقترح تلاشت تصريحات وزيرة الثقافة، إذ نبهها إلى أن من يريد من الآخرين أن يندمجوا في مجتمعه عليه أن يعترف لهم ببعض حقوقهم العامة، أي حقوق المواطنة في «مجتمع الاندماج»

العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً