العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ

العماني واصل مسلسل الإبداع... والمتعة والإثارة بين قطر والعراق

رؤية فنية تحليلية لمباراتي الجولة الثانية للمجموعة الأولى في خليجي (17)

خطف الفريق العماني «سحرة ماتشالا» البطاقة الأولى للتأهل إلى الدور قبل النهائي من خليجي (17) للمجموعة الأولى بعد ان تصدرها برصيد (6 نقاط) من فوزين متتاليين بفوزه المستحق على الفريق الإماراتي بهدفين لهدف منتظراً الجولة الحاسمة والأخيرة لتحديد مرافقة الآخر للدور الثاني.

حفلت الجولة الثانية من مباراتي الجولة الثانية في المجموعة الأولى لخليجي (17) بالسرعة والقوة والندية والحماس إلى آخر دقائقها واستمتع الجمهور الذي حرص على متابعة المباراتين في الملعب أو عبر التلفاز وانشد إليها حتى اللحظات الأخيرة التي كانت حوادثها مثيرة وبها تغيرت نتيجة المباراتين.

عمان يخطف أولى بطاقات التأهل

المباراة الأولى التي جمعت الفريق العماني أمام الإماراتي قدم فيها الفريقان عرضاً جيداً في الاسلوب خلال مجريات الشوطين، إذ سيطر الفريق العماني على معظم فترات الشوطين وحاول بكل ما يملكه من أسلحة فنية وأساليب متنوعة للهجمات من اختراق المتاريس المحصنة تحصيناً جيداً من الدفاع الإماراتي الذي عانى منه هجوم عمان كثيراً ولم تفلح محاولاته في اجتياز هذا الحصار المطبق على أنفاسه ولعب بهدوء لكي يجر الفريق الإماراتي إلى منطقته ومن ثم إيجاد الثغرات لنفسه في دفاع الإمارات والانقضاض عليه ولكن الفريق الإماراتي وكعادته لم تغره تأخير الكرة في منطقة عمان لكي يخرج من مواقعة المحصنة في الدفاع فصار لاعبو عمان يتناقلون الكرة فيما بينهم يميناً وشمالاً على أمل أن يستطيعوا فك رموز هذا الحصار المكثف من لاعبيه، إذ لعب الإمارات بطريقة 5/4/1 تتحول إلى 4/4/2 في الهجوم ونوع الفريق العماني هجماته فمرة بالكرات الطويلة غير المجدية ومرة بالاختراق عبر الأطراف ومرة بالتمريرات القصيرة البينية ومرة بالتسديد الذي يريده نجوم عمان وهو تسجيل هدف خلال هذا الشوط فصار الحال عكس ما كان يصبو إليه لاعبو عمان عندما كلفهم خطأ مدافعهم حسن يوسف مظفر الذي أراد أن يستلم الكرة لنفسه داخل منطقة الجزاء فسقطت الكرة أمام لاعب الإمارات فهد مسعود الذي قبل هدية المظفر ولم يتوان في إيداع الكرة بمرمى عمان، كان ذلك في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول.

الفريق الإماراتي المتحصن في دفاعه بشكل جيد قرأ الفريق العماني قراءة فنية جيدة فعرف مواطن الخطورة وقضى عليها عبر الضغط على حامل الكرة وسد المنافذ المؤدية إلى منطقة جزائه وخصوصاً من الطرفين الذي وكّل فيها ما يقارب ثلاثة لاعبين عند تسلم أي لاعب عماني الكرة في الجهتين اليمنى واليسرى لدفاع الإمارات، إضافة إلى عدم إتاحة الفرصة للاعبي الوسط بالتحكم بالكرة بحرية فكانت المبادرة فورية لقطع أية كرة يحاول فيها وسط عمان صناعة أية هجمة خطرة فاستطاع لاعبو الإمارات ان يقضوا على خطورة الكرة الهجومية لعمان وكاد الفريق ان يحرز هدفاً إثر كرة ثابتة لعبها بشير الحمادي عرضية على رأس علي عباس أمام المرمى الذي قذفها قوية اصطدمت بالعارضة إلى خارج المرمى في الدقيققة 38. واستثمر خطأ دفاع عمان حسن المظفر وأحرز منها هدفاً ثميناً وخرج متقدماً بهدف خلال الشوط الأول التي خلت فيه النزعة الهجومية معتمداً على الهجمات المرتدة ولكن قلة المهاجمين في هذه الكرات لم تعطه الفرصة في صناعة الهجمات الخطرة فطغى عليه الجانب الدفاعي على حساب الهجومي خلال هذا الشوط.

في الشوط الثاني واصل الفريق الإماراتي طريقته وأسلوبه الدفاعي المستميت بالتحصن القوي والكبير في معاقل دفاعه ومنع أية بوادر هجومية تحمل الخطورة وقطعها من البداية، فيما حاول عمان كثيراً لإدراك التعادل مبكراً ولكن الدقائق كلما مرت وضعته في خانة عدم التركيز ولعب كثيراً على الكرات الطويلة التي يعتقد من خلالها أنه سيصل المرمى سريعاً ولكن الدفاع الإماراتي كان بالمرصاد لجميع هذه المحاولات العمانية حتى أتت الدقيقة 30 لتعطي الفريق العماني حقه المشروع والذي تأخر حتى هذه الدقيقة عندما أصلح حسن مظفر أمور خطئه في منطقة جزاءهم خلال الشوط الأول وجاء هدف الإمارات عن طريق هذا الخطأ وكفر عن خطأه بتسجيله هدف التعادل مستفيداً من كرة عرضية وصلته داخل منطقة الجزاء الإماراتي لعبها قوية في الزاوية الضيقة لحارس الإمارات المتمركز بصورة خاطئة في المرمى لتدخل محرزاً هدف التعادل يتنفس العمانيون الصعداء ويبدأون بعدها فواصل الإبداع وأضاعوا فيها الكثير من الفرص المؤكدة حتى استطاع بدر الميمني من إحراز هدف التأهل عند الدقيقة 41 من كرة لعبها بذكاء وروعة في المقص لتصطدم بالعارضة وتدخل المرمى ويعد هذا الهدف من أجمل أهداف الدورة وليخطف به نقاط المباراة والتأهل إلى الدور الثاني.

رائعة قطر والعراق تشعل حماس الجماهير

في مباراة هي الأفضل والأجمل على الإطلاق حتى نهاية الجولة الثانية من مباريات خليجي (17) والتي كانت فيها الأمور الفنية والتكتيكية مفتوحة على مصراعيها ما جعلت الفريقين يعلبان بحرية تامة فانشد الجمهور لها دقيقة بدقيقة حتى دقائقها الأخيرة الحاسمة التي فقد فيها العنابي عنصر الخبرة للمحافظة على تقدمه ولكن الأهداف لا تأتي إلا بالأخطاء عندما أخطأ الحارس القطري عامر الكعبي التقدير في صده للكرة التي لعبها حيدر عبدالأمير الذي لعبها قوية وأراد الكعبي الإمساك بها ولكنه لم يستطع فسكنت الكرة المرمى في الوقت بدل الضائع فحرم الفريق القطري فوزاً هو الأقرب إليه.

مجريات المباراة من بدايتها إلى نهايتها تدل على ان الفريقين سيلعبان بالأسلوب الهجومي، إذ كان الفريق القطري هو الأفضل فنياً من الفريق العراقي الذي تباعدت فيه الخطوط الثلاثة ولم يكن لاعبو الوسط في حال تسمح لهم بشن الهجمات الخطرة لتباعد لاعبيه عن بعضهما بعضاً ما أولد فراعات واضحة نفد فيها الفريق القطري وهاجم كثيراً مرمى العراق ولكن في ظل هذه السيطرة القطرية استطاع رزاق فرحان بخبرته من إحراز الهدف الأول لفريقه عند الدقيقة 17 إثر ركلة ركنية لعبها برأسه قوية في المرمى بعدها توجه الفريق القطري إلى الهجوم المكثف عبر تحركات حسين ياسر في الجهة اليمنى لدفاع العراق وانطلاقات مشعل مبارك من دفاع قطر إلى الهجوم إضافة إلى تحركات سيدعلي بشير في قلب الهجوم الذي أوجد الارباك في دفاع العراق واستطاع من خلاله احراز هدف التعادل عند الدقيقة 39 من كرة لعبها سيدعلي بشير عرضية إلى بلال رجب الذي لعبها بدوره قوية تصطدم بالعارضة لتدخل المرمى.

بعد هذا الهدف انفتح اللعب وصار الفريقان ينتقلان من ساحة الحذر إلى اللعب المفتوح بتبادل الهجمات وكان فيها الفريق القطري هو الأفضل حالاً من العراق الذي عانى كثيراً من سلبية خط الوسط فمر منه وسط العنابي بغية التقدم بهدف آخر فاستطاع وليد جاسم من إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 42 من ركلة جزاء التي احتسبها حكم المباراة الخباز (المتألق) من دون تردد عندما تعرض وليد جاسم لدفع واضح من مدافع العراق حيدر عبيد لعبها على يسار حارس مرمى العراق.

وكاد مهاجم العراق رزاق فرحان ان يدرك التعادل لولا يقظه حارس المرمى القطري عامر الكعبي عندما تصدى للكرة الانفرادية لرزاق ليخرج الفريق القطري متقدماً بهدفين لهدف خلال الشوط الأول.

في الشوط الثاني كشف الفريقان عن نواياهما في إحراز الأهداف فابتعدا عن الاسلوب الدفاعي والحذر الشديد والتحصن الكثيف بعد ان انكشفت فيه الأوراق وصار العراق بأفضل حال من الشوط الأول وخصوصاً في منطقة الوسط وصار يبادل العنابي هجماته في المقابل كان العنابي أيضاً يحاول صناعة الهجمات الخطرة عبر تحركات وليد جاسم وحسين ياسر اللذين بذلا جهداً كبيراً في الناحية الهجومية تدعمها خبرة سيدعلي بشير في إرباك الدفاع العراقي وإيجاد الثغرات فيه فأطلق وليد جاسم كرة صاروخية من كرة ثابتة صدها الحارس العراقي بصعوبة لتجد مشعل مبارك الذي لعبها خارج المرمى.

خلال هذا الشوط ظهرت فيه الأمور الفنية والتكتيكية وخصوصاً مع التغييرات التي أجراها مدرب العراق فاستطاع لاعبه نشأت أكرم عند الدقيقة (9) من إدارك التعادل عندما وصلته الكرة داخل منطقة الجزاء لعبها قوية في المرمى لتلتهب بعدها مجريات الشوط ويبدأ العنابي في شن الهجمات ولم يمهل العراق سوى 4 دقائق فقط من إحرازه الهدف الثالث الذي أحرزه وليد جاسم إثر كرة جانبية سقطت من حارس مرمى العراق أمامه فلعبها قوية في المرمى عند الدقيقة 13.

بعد هذا الهدف زادت قوة المباراة وجماليتها عبر التبادل السريع لهجماتها وإضاعة الفرص أمام المرمى فضاعت الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة عندما احتسب الحكم 7 دقائق بدل ضائع استطاع حيدر عبدالأمير من العراق إثر كرة ركنية لعبها برأسه قوية أخطأ الكعبي التقدير فدخلت المرمى في الوقت بدل الضائع محرزاً هدف التعادل الثالث.

الخباز يتألق في الدوحة

تألق الحكم الدولي جعفر الخباز وطاقمه المساعد في إدارته لمباراة قطر أمام العراق في الجولة الثانية للمجموعة الأولى في خليجي (17) لكرة القدم واستطاع ان يفرض شخصيته في الملعب بقراراته الصائبة والحاسمة والشجاعة التي أشاد بها الجمهور القطري والمتابعين والمحللين والنقاد والإعلاميين كافة بمستواه الرائع الذي ظهر به خلال المباراة وقالوا عنه «انه شجاع» باتخاذه القرارات الصعبة مثل ركلة الجزاء الصحيحة.

وقام بمساعدته مساعد الحكم الأول الدولي عبدالحسين حبيب (البحرين) وساعده الحكم الثاني أحمد قائد (اليمن) والحكم الرابع الدولي لويس مادينا (إسبانيا)

العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً