انتظر منتخب عمان طويلا لكي يحول تفوقه الفني والمهاري إلى نتائج ملموسة تجعله مرشحا جديا لإحراز الألقاب وخصوصا الخليجية منها، لكن ما قدمه في «خليجي 17» حتى الآن يؤكد أن لاعبيه وصلوا إلى حال من «النضج الكروي» بتأهلهم المبكر إلى نصف النهائي عبر فوزين صريحين.
وميزة المنتخب العماني انه يكون موضع إشادة ليس فقط في حال الفوز بل عندما يخسر أيضا، لأنه غالبا ما يقدم أداء راقيا وألعابا جميلة تظهر فنيات لاعبيه العالية ويفرض احترامه على الجميع ، لكن عقدة الوصول إلى أدوار متقدمة وإحراز الألقاب بقيت لصيقة له حتى ما قبل دورة الخليج السابعة عشرة بقليل.
والشواهد التي حالت دون معانقة اللاعبين العمانيين للذهب في الفترة الأخيرة لاتزال في الذاكرة، ففي «خليجي 16» عانده الحظ فاكتفى بالمركز الرابع خلف السعودية والبحرين، وفي التصفيات الأولمبية المؤهلة إلى أثينا حل ثانيا بفارق الأهداف فقط خلف العراق، وفي تصفيات كأس العالم، اصطدمت باليابان الأقوى آسيويا فخسرت أمامها ذهابا في طوكيو بهدف في الوقت بدل الضائع، ثم تكرر المشهد إيابا في مسقط فاضطرت إلى الخروج من الدور الأول.
وأهم المشاركات التي رفعت كثيرا من رصيد المنتخب العماني كانت في كأس أمم آسيا في الصين الصيف الماضي والتي كان فيها «البطل غير المتوج»، فخسر المباراة الأولى بصعوبة جدا أمام اليابان صفر/1 وتعادل مع إيران 2/2 في مباراة مشهودة شهدت أخطاء تحكيمية فادحة بحقه بعد أن كان متقدما 2/صفر، وفاز على تايلند 2/صفر ليخرج أيضا من الدور الأول مرفوع الرأس.
وقبيل المشاركة في «خليجي 17»، أحرز المنتخب العماني لقب بطل دورة البحرين الدولية الودية التي شاركت فيها البحرين ولاتفيا وفنلندا، ما جعل الترشيحات تسبقه إلى الدوحة باعتباره أبرز المؤهلين للقب.
ولم يخيب العمانيون ظن أحد، وبانت علامات الخبرة واضحة لديهم، ففازوا على العراق 3/1 ثم على الإمارات 2/1 وحجزوا أولى بطاقات التأهل إلى دور الأربعة.
وعلى رغم تحفظه في الحديث عن إمكان فوز عمان باللقب الخيلجي للمرة الأولى في تاريخها، قال رئيس الاتحاد العماني للعبة محمد الذهب: «إذا استمر المنتخب على هذا المستوى فنأمل في أن يحقق مركزا متقدما».
وأضاف «لم يفاجئني المنتخب العماني بما قدمه في المباراتين أمام العراق والإمارات، فهذا مستواه الطبيعي وهو نتيجة عمل كبير طوال الفترة الماضية، لكننا نقول دائما ان النتائج تبقى محكومة بظروف كل مباراة»، وتابع «ارتفع مستوى المنتخب العماني نتيجة مشاركاته الكثيرة ومبارياته الودية الكثير في الفترة الماضية، فمن غير العدل أن نخرج من كأس آسيا، كما أننا فوتنا على أنفسنا فرصة التأهل إلى أثينا بحلولنا بفارق الأهداف خلف العراق، والآن الكل يرشحنا للقب الخليجي ونحن نأمل بذلك».
وأكد الذهب «ما ينقصنا اليوم هو أن نحقق الفوز في أية بطولة، ففزنا في بطولة البحرين الدولية وكان المنتخب بحاجة ماسة إلى مثل هذا اللقب لأن حاجز إحراز الألقاب انكسر واستطعنا تجاوزه»، مشيراً إلى أن «لكأس الخليج حسابات خاصة لكن نأمل أن تكون خطوتنا التالية التأهل إلى المباراة النهائية».
وتحدث عن جهوزية اللاعبين واكتسابهم خبرة مهمة في الفترة الماضية بقوله «كان ينقصنا أيضا عامل الخبرة في التعامل مع المجريات والمحافظة على الفوز، والخبرة تراكمية لا تأتي بين ليلة وضحاها بل عملنا عليها طويلا وهذا ما شاهدناه أمام العراق عندما هدأنا من وتيرة اللعب».
وكشف عن انطباع اللاعبين في هذه النقطة تحديداً فقال «لمست عندهم أيضا انكسار الحاجز الذي يفصلهم عن البطولات ولابد لهم من ترجمة ذلك في الملعب الآن وخصوصاً أن معنوياتهم مرتفعة جدا».
واستدرك الذهب قائلاً «إنها مرحلة جديدة بالنسبة إلى المنتخب العماني لأنها المرة الأولى التي يلعب فيها على مركز متقدم، فحسابات البطولة مختلفة ونتمنى أن يحسن المنتخب التعامل معها ومع هذه الظروف الجديدة، نعم تصدرنا مجموعتنا لأننا الأفضل فيها لكن ليس بالضرورة أن نكون الأفضل في الدورة ككل»، متمنيا «عدم تعرض أي من لاعبي المنتخب إلى الإصابة وان يكون الحظ حليفا له».
وخلص رئيس الاتحاد العماني إلى القول «نحن نعد هذا المنتخب منذ عامين مع العناصر نفسها تقريباً والمدرب وأفراد الجهازين الإداري والفني، وهذا أدى إلى نوع من الانسجام والاستقرار وانعكس إيجابا على النتائج والعروض، فالطموح كبير والإصرار موجود لتحقيق النصر».
وبدا هذا الإصرار واضحا على اللاعبين أنفسهم، فقال حسن يوسف الذي ارتكب خطأ سجلت منه الإمارات ثم عوض بهدف التعادل أمس الأول: «أعتقد أنه من حقنا الآن أن نفكر في لقب البطولة بعد أن أثبتنا جدارتنا»، فيما اعتبر بدر الميمني مسجل هدف الفوز «انه يوم تاريخي لن أنساه».
ورشح الكثير من المسئولين عن المنتخبات الخليجية عمان لإحراز اللقب بشكل صريح، فقال رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال مثلا «منتخب عمان هو البطل المنتظر لخليجي 17 لأنه يملك عناصر جيدة ولم يقدم أي منتخب المستوى الذي ظهر به العمانيون حتى الآن».
المنتخب العماني ضمن صدارة المجموعة قبل مباراته الثالثة في الدور الأول مع قطر الخميس المقبل، وسيلتقي في نصف النهائي ثاني المجموعة الثانية التي تضم السعودية والكويت والبحرين واليمن
العدد 831 - الثلثاء 14 ديسمبر 2004م الموافق 02 ذي القعدة 1425هـ