قالت الكاتبة والمؤرخة ورئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث والوكيل المساعد السابق للثقافة والتراث الوطني بوزارة الاعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ان سبب الخلاف الدائر بينها وبين المسئولين في الوزارة - إبان عملها السابق - هو لحساسية منصبها الذي «يحتاج إلى رؤية»، نافية ما يقال من ان عجزها في إدارة العمل هو لبعد المثقفين وعدم إتقانهم الأعمال الإدارية التي توكل إليهم باعتبارهم منظرين في أبراج عاجية لا يفقهون من الأمور التطبيقية شيئا، قائلة «إن المثقف إذا وصل إلى موقع إداري يعطي أفضل من غيره».
وأضافت آل خليفة - التي كرمتها جامعة الدول العربية باعتبارها واحدة من بين أهم 10 سيدات في العالم العربي - في لقاء مع الإعلامي تركي الدخيل في برنامج «إضاءات» الأسبوعي الذي بثته قناة «العربية» التي تنطلق من دبي «أن مشكلاتها لم يتم البت فيها بعد من قبل المسئولين في بلادها»، وأنها «طلبت الإعفاء من رئيس الوزراء ولم يتم الرد منذ مارس/آذار الماضي»، ولكنها تشير إلى أن «مشكلتها» ربما حسمت في اتجاه لا تعلمه... «ربما في ضمير المعنيين»!
وأضافت انها اعتقدت في بداية تسلمها منصبها بحرية العمل وأنها حاولت القيام بما يمكن تحقيقه على رغم «عدم وجود صلاحيات»، مشيرة إلى أن هاجسها الوحيد كان إبراز دور البحرين الثقافي.
مشددة على أنها أدت كل ما يمكن اداؤه من واجب في عملها، «وقد شهد لي الجميع بذلك»، نافية ما تردد من أنها بددت المال العام وأساءت إدارته «منذ تسلمت عملي صرفت على المشروعات أقل مما صرفه غيري».
وتوضح في هذا الصدد أن المهرجانات التراثية التي أشرفت عليها ورصدت لها موازنات عالية استطاعت في كل واحد منها أن توفر فائضاً... «وأعمالي لاقت الاستحسان من القيادة».
تراجع المثقف البحريني
وعما يثار من تراجع دور المثقف البحريني عما كان عليه في السابق، تؤكد مي أن الثقافة في البحرين لاتزال بخير، مستشهدة بعدد من الرواد في الجيل الحديث ممن حصدوا جوائز عالمية، ومثلوا البحرين في شتى المناسبات العالمية.
وتشيد في هذا الصدد بالانفتاح الثقافي المواكب للسياسي في بلادها، ولكنها تشير إلى أن «الثقافة لا تسيس»... «نحتاج إلى مزيد من الوقت»... «والانفتاح ساعد في ازدهار الثقافة».
وتقول الكاتبة البحرينية والمؤرخة في مؤسسة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث إنها تسعى وبدعم من شيوخ البحرين وغيرهم لأن تبرز الدور الثقافي للبحرين من خلال عدة أعمال من بينها شراء عدد من دور الرواد البحرينيين وتحويلها إلى متاحف، والاهتمام بتدوين التاريخ والرواد ومنهم الشيخ إبراهيم آل خليفة (جدها)، الذي ألفت عنه عدة كتب بسبب دوره الريادي والاجتماعي الذي أهمله المعاصرون، وهي الآن تسعى لتسجيل حياة جدها من خلال رصد ما سجل عنه في الوثائق البريطانية الدقيقة.
وتتحدث عن اهتماماتها الثقافية وكتاباتها التاريخية، مشيرة إلى أنها لا تكتب في التاريخ كمتخصصة، ولكنها ولجت إليه من خلال الاهتمام بتاريخ بلدها وأسرتها وبعض الظواهر التاريخية التي توقفت عندها، كتاريخ القرامطة الذين لفتوا انتباهها كأول دولة اشتراكية حرة، إذ كان القرامطة «يحكّمون العقل، ويقيمون حقوق المرأة»، وتختم الكاتبة البحرينية اللقاء بتأكيد أن دور المرأة في البحرين «على ما يرام... ولكن نطمح للمزيد»
العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ