افتتحت على شواطئ البحر الميت في الأردن أعمال مؤتمر «السياسة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي» بدعوة وتنظيم من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية والمركز العربي لبحوث التنمية والدراسات المستقبلية في القاهرة بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين والسياسيين وصناع القرار العرب والأجانب. وناقش المؤتمر محاور تتعلق بالعلاقات العربية الأميركية، إذ تناول المحور الأول تداعيات حوادث 11 سبتمبر/أيلول على المجتمع الأميركي والسياسة الخارجية الأميركية. وترأست جلسات هذا المحور مديرة برنامج الشرق الأوسط في المعهد الملكي للشئون الدولية في لندن روز ماري هوليس.
أما المحور الثاني، الذي ترأس جلساته مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية مصطفى الحمارنة، فناقش تصورات شرائح مختلفة من الرأي العام العربي في كل من سورية، لبنان، مصر، الأردن وفلسطين، تجاه الغرب، وتحديدا تجاه كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا. وتناول المحور الثالث من المؤتمر قضية الإصلاح الديمقراطي في البلدان العربية والإسلامية، وذلك في عدد من الأوراق التي أدار النقاش عنها مدير برنامج بحوث الشرق الأوسط وإفريقيا في المعهد الألماني للشئون الأمنية والدولية فولكر بيرتيز.
واتسمت المناقشات بالسخونة وشبه الإجماع على اتهام السياسات الأميركية بأنها غير متوازنة وعدوانية ومنحازة لـ«إسرائيل»، فضلا عن سعيها لفرض الهيمنة الأميركية على المنطقة العربية والإسلامية. أما عن التوترات التي تشهدها العلاقات العربية - الأميركية ليست ناجمة في جوهرها عن خلافات حضارية أو دينية، بل إنها تتركز على صراع المصالح السياسية والاقتصادية في المنطقة، ما يجعل واشنطن تتبنى مواقف متصلبة حيال القوى الساعية إلى التوفيق بين المصالح المشتركة بين العرب والغرب
العدد 836 - الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ