جريئة صاحبة صوت رخيم وقوي قادم من واحات الجنوب التونسي حيث تتمازج الموسيقى بتراثيات تعكس طبيعة سكان هذه المنطقة الجنوبية من تونس الخضراء وغالية بن علي جزء من ذلك وهي التي عرفها الجمهور الأوروبي قبل العربي وأثارت فضول الناقدين لأدائها على المسرح فكانت محل إعجاب الموسيقيين وحتى السينمائيين.
بن علي التي بدأت الغناء منذ العام 1993 أحيت حفلات كثيرة بداية في الغرب الأوروبي وفي الآونة الأخيرة في الحمامات وسوسة والقاهرة. في حين كان أول لقاء لها مع جمهور الخليج وتحديدا من البحرين أمس على مسرح قلعة عراد بينما ستلتقي بالجمهور الهندي في مدينتي مومبي وراجستان مع نهاية الشهر الجاري لتأدية أغاني البومها الذي صدر قبل عامين الذي يسمى هنديا «البلنا» (فراش المهد) إضافة إلى تادية مجموعة رابعة العدوية الصوفية.
تقول بن علي لـ «الوسط» أمس «الصدفة هي التي قادتني إلى الموسيقى وإلى تأسيس مشروع «كيفاش أنت» وهو مشروع موسيقي يركز على الموسيقى العربية الراقصة منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا». وأضافت «تأثرت بالأسلوب الصوفي رغم أنني لست متعمقة به لكن أسلوبي به تمازج بين مدارس الشرق والغرب لكن بداخلي دائما ينبض حس أهالي الجنوب التونسي إلى جانب الطربيات القديمة والأغاني لأم كلثوم وصباح فخري في الموال فجميعها شكلت أسلوبي في الغناء وحتى كيفية تقديمي على المسرح الذي أحبه الأوروبين قبل العرب ( تضحك) والعرب الذين بعضهم منتقدا لمزجي بين الغناء والرقص على خشبة المسرح».
بن علي أشارت إلى أنها تحب أن تكون حرة على المسرح لتعبر ما في خلجات نفسها فذلك أفضل وأكثر صدقا في كيفية تفاعلها مع الجمهور لذا فهي وجدت في أداء أغانيها أمس على مسرح عراد في البحرين مثل «لاموني غارو مني» لهادي جوين و» قضيت حياتي» لأم كلثوم بما فيه عرض «روميو وليلى» في عمل يزاوج الأدب العالمي والعربي بين قصة «روميو وجوليييت» و» قيس وليلى» ، جميعها عروض تسعى لإحياء التراث لكن بصورة مغايرة تحظى بلمسة وخصوصية بن علي في الصوت وفي الحركة على المسرح.
وعن رأيها في مغنيين تونس الخضراء أجابت بن علي بصراحة ودون تحفظ إن « الغناء العربي به صراخ أكثر عن الغناء الغربي فصوت الفنانة لطيفة العرفاوي المعروفة عربيا كثير الصراخ في غنائها الذي يزعجها شخصيا عند سماع أغانيها أما الفنان لطفي بوشناق فأسلوبه أيضا يشبه صراخ الديك رغم جمال صوته وكلاهما بكل احترام لا أستمتع بسماع أصواتهما لكن الفنانة المرحومة ذكرى فكان قويا يحظى بتذبذبات صوتية رخيمة».
كما أضافت «الفنانة المعروفة بأداء أغانيها وهي حافية القدمين أمينة فاخت فصوتها قوي نابع من القلب وصادق بينما زهرة لجنف فقد أحيت التراث القبائلي من الجنوب التونسي لكونها أستاذة في الموسيقى وورثت هذا التراث عن والدتها».
يذكر أن غالية بن علي ولدت في العام 1968 لعائلة فنية في بروكسل وانتقلت وهي في الثالثة من عمرها إلى جنوب تونس فعاشت في عالم غني بالأنماط الموسيقية والشعرية المتنوعة إضافة إلى الموسيقى الهندية والمصرية والسورية والعراقية، كما أنها خاضت تجربة التمثيل السينمائي في فيلم «موسم الذكور» للمخرجة التونسية المعروفة مفيدة تياتلي وآخر لعبت دور راقصة في فيلم «سوينغ» للمخرج توني غاتليف. وفي العام 1988 عادت بن علي إلى بروكسل لدارسة فن الجرافيك بجامعة «سانت لوكاس» لتقرر من بعدها البقاء بعد إنهاء دراستها هناك وتبدأ في نقل ما تأثرت به في طفولتها عن بلدها تونس في تقديم تشكيلة رائعة مازجة فيها بين الفن التونسي مع ثقافات موسيقية أخرى.
العدد 2386 - الأربعاء 18 مارس 2009م الموافق 21 ربيع الاول 1430هـ