العدد 838 - الثلثاء 21 ديسمبر 2004م الموافق 09 ذي القعدة 1425هـ

5 آلاف وجبة لمدارس الجنوب يومياً ونحارب الفقر بالفقراء

في لقائها بـ «العاصمة»... ممثلة مؤسسات الإمام الصدر:

أكدت مدير مكتب العلاقات العامة في مؤسسة الإمام الصدر مها أبوخليل أن مؤسسات الصدر تستمد قوتها من نهج الإمام الصدر التوحيدي، موضحة أن المؤسسات الضخمة التي انبثقت من المؤسسة الأم بحاجة إلى مزيد من الدعم الاقتصادي نظرا للأعمال الكبيرة التي تطلع بها.

وقالت أبوخليل: «توفر المؤسسة 5 آلاف وجبة مجانبة إلى مدارس الجنوب يوميا، وهذا العمل هو جزء لا يتجزأ من أعمال كثيرة تقوم بها المؤسسات... كما أننا تجاوزنا مرحة الإغاثة ودخلنا المرحلة التنموية، كما دخلت المؤسسات في حركة السوق الاقتصادي، وبدأنا نحارب الفقر بالفقراء من خلال تدريب المعوزين، ولدينا الكثير من التخصصات المهنية كالسكرتارية وغيرها. ولا يتبادر إلى الذهن بأننا نضع التخصصات اعتباطا، بل نضعها من خلال دراسة وافية إلى احتياجات السوق، واستطعنا أن نحقق شعارنا في محاربة الفقر».

وفي بداية اللقاء قال رئيس المجلس البلدي في محافظة العاصمة مرتضى بدر: «العمل التطوعي له نكهة خاصة، لأنه مجرد عن المصالح المادية، والإنسان المسلم يتلذذ عندما يخدم أخاه المسلم، كما أن العمل التطوعي يعتبر من العبادات لأن الدين الحنيف حث على هذا العمل المهم... لبنان دولة مرت بمحطة من المؤثرات بدأها الغزو الغربي الثقافي، واجتياح لبنان، والحروب، وعلى الرغم من هذا كله، استطاعت لبنان أن تحافظ على هويتها رغم قربها من «إسرائيل» ورغم كل المحاولات الفاشلة في تغيير كيانها وهويتها، استطاعت لبنا أن تتجاوز جميع العقبات. ولكن أهم نقطة مثيرة في لبنان هي وجود النشاطات الفكرية التطوعية، وانطلاق فئة كبيرة من الشباب والشابات للدفاع عن الأرض والعرض، ويتساءل الكثيرون؛ كيف استطاع لبنان أن يحافظ على كيانه على رغم كل هذه العقبات؟ والجواب هي وجود قادة وأبطال أمثال الإمام الصدر».

واستطرد «في السابق كان يقال لنا إن لبنان هو بوابة الغزو الثقافي، أما الآن فلبنان هو رمز روح الدفاع عن المقدسات... لقد زار الوفد البلدي لبنان، وتعرفنا على الأخوة في البلديات، والسؤال الذي طالما تساءلنا عنه هو؛ كيف تستطيع المجالس البلدية القيام بعملها البلدي؟ وكيف هو هذا العمل؟».

وردت أبوخليل «في البلدية أنقل لكم تحيات أسرة مؤسسات الصدر وعلى رأسهم تحيات رباب الصدر... إننا نتصرف ونعمل في لبنان بفضل فكر ونهج الإمام الصدر الذي أكد بأن لبنان لن ينتصر من دون تكاتف الشعب بجميع فئاته وطوائفه، وهكذا كان الأمر. في فترة من الفترات لم تكن هناك دولة في لبنان، وكانت جميع مؤسسات الدولة غائبة. وقام العمل التطوعي ولمدة 20 عاما بمقام الدولة...».

وأضافت بأن «مؤسسات الإمام الصدر كانت سباقة للعمل البلدي عندما أنشأت البلديات من جديد، والسبب في ذلك هو أن البلديات تعد بمثابة الحكومات المحلية. وفي سبيل هذا كله، قمنا بعمل زيارات لتحديد هوية المجالس البلدية، ودعونا المواطنين إلى التكاتف مع المؤسسة لحل مشكلات القرى».

وقالت أبوخليل: «نعتبر تجربتنا مع المجالس البلدية ناجحة رغم التجاذبات السياسية، ولا نقول إن تجربتنا كاملة، ولكننا نعمل معا ومن أية حساسية، ولا نسأل الناس عن هويتهم ولا دينهم وهذا هو نهج الإمام الصدر النهج التوحيدي... لقد غيب الإمام الصدر ليغيب نهجه، ولكن ذلك لم يحصل بل ذاع صيته ونهجه وفكره ونما ولنا الشرف في السير على هذا النهج».

بعد ذلك قدم أعضاء المجلس البلدي في محافظة العاصمة مجموعة من الأسئلة، بداها العضو محمد عبدالله منصور حين تساءل «ما الصعوبات التي تعانون منها في عملكم؟ وهل تجدون عزوفا عن العمل التطوعي كما هو حاصل في المملكة؟».

وأجابت أبوخليل «المعوقات ناتجة عن التعقيدات في المجتمع اللبناني، وهي كثيرة، فالبلد فيه من المشكلات بالنسبة إلى الثقافة الطائفية التي لا زالت موجودة، كما أن مؤسسات الصدر لا تعمل تحت أي علم، إلا راية الله ولبنان. وهذه نقطة لها حسناتها وسلبياتها، فالمال الذي تقدمه الدولة للمؤسسات التابعة لها لا يأتي إلى مؤسسات الصدر سوى اليسير اليسير، وسوى ما يأتي من الشئون الاجتماعية. كما أن الدعم الذي تعتمد عليه المؤسسات من اللبنانيين الموجودين خارج لبنان غير مستقر، خصوصا في أفريقيا وأميركا، وأنتم تعلمون معاناة الجاليات اللبنانية في هذه المناطق، كما أنكم تعلمون ماذا حل بالجاليات العربية بعد الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة».

وبالنسبة لتساؤل منصور عن العمل التطوعي أوضحت أبوخليل أن «مؤسسات الصدر قامت أساسا على الدعم التطوعي، واستطعنا من خلال العمل التطوعي أن نحقق الكثير من الإنجازات، فهناك مثلا الأطباء الذين يقدمون محاضرات بالمجان، وآخرون يجرون عمليات جراحية، ونجد أن الجميع يحاولون تقديم العمل التطوعي كل في مجاله. حتى أن أول نقابة ممرضات شكلتها خريجات مؤسسة الإمام موسى الصدر... وفيما يتعلق بعزوف البحرينيين عن العمل التطوعي، فإننا نقول إن العمل التطوعي بحاجة إلى منهاج واضح وبرنامج».

وتساءل عضو المجلس شملان عبدالرحمن الشملان عن سبب تركيز عمل المؤسسة على العنصر النسائي، فقالت أبوخليل: «هذه المصادفة جاءت مع انطلاق العمل. أنشأ الإمام الصدر الكثير من المؤسسات على مستوى البلاد، وكانت كل هذه المؤسسات تعمل تحت راية المجلس الشيعي الأعلى... وبعد أن غيب الإمام الصدر نتج عن ذلك بلبلة، وعندما يغيب القائد تتغير الأمور، وشعرت السيدة رباب الصدر أن الكثير من أتباع الصدر أرادوا اقتسام التركة، واحتفظت بقسم الأطفال والنساء الذي كانت تشرف عليه. هذا من جانب، كما أنه من الصعب جدا ضبط الشباب أيام الحرب، ولذا اقتصر عملنا على الجانب النسائي التربوي التعليمي، وهذا العمل لم يكن عفويا في المؤسسات بل كان مبنياً على دراسة»

العدد 838 - الثلثاء 21 ديسمبر 2004م الموافق 09 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً