العدد 843 - الأحد 26 ديسمبر 2004م الموافق 14 ذي القعدة 1425هـ

اليونان وشوماخر وآرمسترونغ وفيليبس نجوم الرياضة

في حصاد العام 2004 أفراح وأتراح

حوادث رياضية عدة شهدها العام 2004 ستظل محفورة في سجلات الرياضة العالمية وخصوصاً بعد أن شهد هذا العام إقامة دورة الألعاب الاولمبية بأثينا وعدد من البطولات القارية والدولية التي شهدت مفاجآت عدة بهرت العالم كله.

وإذا كان المنتخب اليوناني قد نجح في تفجير كبرى المفاجآت في عالم كرة القدم عندما توج بطلا لأوروبا للمرة الأولى على حساب فرق أخرى كبيرة وعريقة فإن اليونان نجحت أيضا في فرض حضورها بقوة على الساحة الرياضية بعدما نظمت دورة الألعاب الاولمبية الناجحة في أغسطس/ آب الماضي على رغم مشكلة المنشطات الخاصة باثنين من عدائيها والتي ألقت بظلالها على الدورة.

وفي اليوم نفسه الذي اختتمت فيه دورة الألعاب الاولمبية بأثينا وتحديداً في 29 أغسطس/ آب الماضي كان الألماني مايكل شوماخر نجم فريق فيراري لسباقات سيارات فورمولا 1 يكتب لنفسه سطرا جديدا في تاريخ اللعبة وفي سجلات الأرقام القياسية عندما توج باللقب السابع له في بطولة العالم لفورمولا 1 وذلك قبل أربع جولات من ختام موسم 2004 ليحطم الرقم القياسي السابق في عدد مرات الفوز باللقب (سبع مرات) والمسجل باسمه.

ولم يكن شوماخر صاحب الإنجاز الفردي الوحيد في العام 2004 إذ نجح متسابق الدراجات الأميركي الشهير لانس آرمسترونغ في الفوز بلقب سباق فرنسا الدولي (تور دي فرانس) للمرة السادسة وذلك بعد شهور قليلة من وفاة أحد نجوم اللعبة وهو الإيطالي ماركو بانتاني الفائز سابقا باللقب نفسه، إذ وجد متوفيا في غرفة بأحد الفنادق بعد تعاطي جرعة زائدة من الكوكايين.

وشهد العام 2004 أيضا عودة فريق بوشطن ريد سوكس للبيسبول إلى منصة التتويج في سلسلة بطولة العالم بعد غياب دام 86 عاما.

وإذا كان رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روج قد أشاد بنجاح اليونان في تنظيم أولمبياد 2004 التي شارك فيها عشرة آلاف و500 لاعب ولاعبة من 202 دولة، ووصف الدورة بأنها «حلم لا يمكن نسيانه». فإن السباح الأميركي كان النجم الأول للدورة إذ نجح في إحراز ميدالية في كل سباق يخوضه بمنافسات السباحة ليحصد ست ميداليات ذهبية وبرونزيتين ليتساوى في الرصيد (ثماني ميداليات) مع بطل الجمباز الروسي ألكسندر ديتايتين الذي حصل على العدد نفسه في أولمبياد 1980.

ومن أبرز الظواهر والإنجازات التي تحققت في هذه الدورة كان ما حققه العداء المغربي الشهير والقدير هشام القروج إذ فاز أخيرا بسباق العدو 1500 متر بعد أن فشل في محاولتين سابقتين بدورتي الألعاب العامين 1996 في أتلانتا و2000 في سيدني ثم أكمل الإنجاز الكبير بالفوز بسباق العدو خمسة آلاف متر ليكون ثاني لاعب في التاريخ يحقق هذه الثنائية بعد الفنلندي بافو نورمي الذي حققها في أولمبياد 1924.

وتصدر المنتخب الأميركي قائمة الميداليات في ألعاب القوى بأولمبياد أثينا بفضل النجوم الجدد جوستين جاتلين بطل سباق العدو 100 متر وشون كراوفورد بطل سباق العدو 200 متر وجيرمي وارنر 400 متر.

ولكن كانت الضربة التي تلقتها البعثة الأميركية هي فشل المنتخب الأميركي لكرة السلة في الحفاظ على الميدالية الذهبية التي كان يحرزها بانتظام منذ بدء السماح بمشاركة فريق المحترفين إذ خرج من الدورة بالهزيمة أمام نظيره الأرجنتيني.

وشهد أولمبياد 2004 انتفاضة رائعة للبعثة الصينية التي حققت أفضل الإنجازات في تاريخها وحصلت على المركز الثاني في الترتيب العام للدورة برصيد 32 ميدالية ذهبية و17 فضية و14 برونزية ليصبح مجموع الميداليات التي حصلت عليها 63 ميدالية متنوعة بينما حصلت البعثة الأميركية على المركز الأول برصيد 102 ميدالية متنوعة منها 35 ذهبية و38 فضية و29 برونزية لتحتفظ بالصدارة مثل دورتي 1996 و2000.

وشهدت الأولمبياد جدلا واسعا بشأن التحكيم وخصوصاً في الفروسية والجمباز بالإضافة إلى فضائح المنشطات التي ألقت بظلالها أيضا على حوادث الدورة منذ بدايتها وحتى النهاية.

وكانت البداية مع تهرب نجمي العدو اليونانيين كوستادينوس كيديريس (بطل 200 متر في أولمبياد سيدني 200) وإيكاتريني ثانو (الفائزة بفضية سباق 100 متر عدو في سيدني) عن اختبار الكشف عن المنشطات الذي كان مقررا لهما في الليلة السابقة ليوم الافتتاح.

وبعد محاولات بحث مكثفة عثر عليهما في اليوم التالي بأحد المستشفيات الذي دخلا إليه وهما يدعيان تعرضهما لحادث سير غامض بدراجة نارية ثم أعلن الاثنان انسحابهما من الدورة قبل أن يستبعدا بقرار من المنظمين واللجنة الاولمبية. ووصل عدد اللاعبين المخادعين الذين استخدموا المنشطات في الدورة 23 لاعبا ولاعبة وكان من بينهم عدد من الرباعين والهنود ولاعبي ألعاب القوى مثل إيرينا كورزانينكو الفائزة بذهبية دفع الجلة وروبرت فازيكاش بطل رمي القرص وأدريان آنوس بطل رمي المطرقة.

وتعاملت سلطات مكافحة المنشطات في الولايات المتحدة بصرامة مع فضيحة المنشطات المتعلقة بمعمل بالكو المتهم بإنتاج عقار تيتراهيدروجيسترينون «تي. إتش. جي» إذ أوقفت كلاً من كيلي وايت ومايكل كولينز بعد اعترافهما بتعاطي المنشطات ولم تسلم نجمة العدو ماريون جونز من هذه الفضيحة أيضا.

وفي مجال كرة القدم كان المنتخب اليوناني هو نجم العام 2004 الأول إذ توج في يوليو/ تموز الماضي بلقب كأس الأمم الأوروبية الثانية عشرة (يورو 2004) التي أقيمت بالبرتغال وذلك بعد تغلبه في المباراة النهائية على نظيره البرتغالي 1/صفر في واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ اللعبة.

ونجح المنتخب اليوناني في الفوز باللقب بقيادة مدربه الألماني أوتو ريهاجل في الوقت الذي تساقطت فيه القوى الكروية العظمى في أوروبا الواحدة تلو الأخرى بخروج كل من هولندا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا حاملة اللقب صفر اليدين علما بأن المنتخب اليوناني لم يسبق له الفوز بأية مباراة في النهائيات بالبطولات الكبرى.

ولم تكن اليونان هي المفاجأة الوحيدة في كرة القدم إذ سبقها إلى سجل المفاجآت فريق بورتو البرتغالي الذي توج بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2003/2004 بالتغلب في المباراة النهائية على موناكو الفرنسي بعدما أطاحا في طريقهما للمباراة النهائية بالقوى الكروية الكبيرة على مستوى الأندية.

وكان ريال مدريد الإسباني هو المفاجأة السيئة في الموسم نفسه، إذ خرج صفر اليدين من جميع البطولات المحلية والأوروبية على رغم النجوم التي تزخر بهم صفوفه وترك لقب الدوري الإسباني لفريق فالنسيا الذي توج أيضا بلقب كأس الاتحاد الأوروبي. وكان المنتخب البرازيلي بطل العالم عند حسن الظن عندما فاز بلقب بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية «كوبا - أميركا» التي أقيمت في بيرو بالتغلب في المباراة النهائية على منافسه العنيد والتقليدي المنتخب الأرجنتيني الذي استعاد توازنه بعدها بأسابيع قليلة وأحرز الميدالية الذهبية لكرة القدم في أولمبياد أثينا. وفي اللعبة البيضاء. واصل لاعب التنس السويسري روجيه فيدريه تربعه على عرش التصنيف العالمي للمحترفين وحصد خلال العام 2004 عددا من الألقاب من بينها ثلاثة ألقاب في بطولات «جراند سلام» الأربع الكبرى بالإضافة إلى لقب كأس الأساتذة الذي أحرزه في هيوستن في ختام الموسم. وكان المنتخب الإسباني هو الأفضل على مستوى الفرق إذ فاز بكأس ديفيز لتنس الرجال للمرة الثانية في تاريخه بالتغلب في المباراة النهائية على نظيره الأميركي صاحب الرقم القياسي في عد مرات الفوز باللقب (31 مرة). وفي تنس السيدات شهد العام 2004 ثورة حقيقية للروسيات اللاتي فزن بثلاثة من أربعة ألقاب في بطولات «جراند سلام» الأربع الكبرى وكانت الألقاب الثلاثة من نصيب أنستازيا ميسكينا في بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) وماريا شارابوفا في بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) وسفيتلانا كوزنيتسوفا في بطولة أمريكا المفتوحة (فلاشينج ميدوز). وفي الولايات المتحدة فاز فريق ديترويت بيستونز بلقب دوري السلة الأميركي للمحترفين

العدد 843 - الأحد 26 ديسمبر 2004م الموافق 14 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً