أكد مسئول عن القضايا الإنسانية في الأمم المتحدة أمس أن حركة المد التي اجتاحت جنوب آسيا تسببت في خسائر بـ «مليارات الدولارات» وستتطلب «أكبر عملية» إغاثة في تاريخ المنظمة.
وأودت حركة المد المدمرة التي نجمت عن الزلزال العنيف الذي وقع الأحد قبالة سواحل أندونيسيا بحياة أكثر من 23 ألفا و500 شخص في ثمان من دول جنوب وجنوب شرق آسيا وفقا لتقديرات غير نهائية.
وامتدت الموجات لتضرب سواحل شرق افريقيا وأحدثت خسائر في الصومال وكينيا وجزر الموراتينوس وسيشلز وبلغ أثرها حتى سلطنة عمان.
عواصم - وكالات
ارتفعت حصيلة ضحايا «زلزال القرن» الذي دمر مناطق عدة في دول جنوب شرق آسيا (تايلند وإندونيسيا وميانمار وبنغلاديش والهند وسريلانكا) إلى أكثر من 23 ألف قتيل وآلاف الجرحى والمشردين. وفي تايلند أعلن أن حفيد الملك من بين القتلى.
وفي الهند أعلن مقتل 6597 على الأقل بينهم حوالي ثلاثة آلاف في ولاية تاميل نادو وثلاثة آلاف على الأقل في جزيرتي اندامان ونيكوبار في خليج البنغال غير البعيد عن مركز الزلزال، كما قتل 377 شخصاً في جيب بونديشيري الفرنسي السابق في جنوب مدراس. وفي ولاية أندرا براديش قال مسئولون إن حصيلة القتلى تبلغ 77 قتيلاً، لكنهم أوضحوا أن عدداً كبيراً من الأشخاص ما زالوا مفقودين.
أما في سريلانكا، فأعلن الجيش والمتمردون التاميل أن 10890 قتلوا على الأقل، موضحاً أن عدد القتلى في الجزيرة باستثناء المناطق التي تسيطر عليها حركة تاميل وصل إلى 10029 قتيلاً مدنياً و48 من قوات الأمن. وأعلنت الحركة ارتفاع عدد القتلى إلى 820 بعد جمع جثث الضحايا من الشواطئ الشمالية الشرقية التي تقع فيها قواعد الحركة العسكرية الرئيسية.
وفي إندونيسيا أعلنت وزارة الصحة مقتل 4725 شخصا في شمال جزيرة سومطرة، وسجل العدد الأكبر من الضحايا في مدينة بندا اتشيه إذ قتل حوالي ثلاثة آلاف شخص. وقال مسئول في وزارة المالية إن إندونيسيا ستحاول السيطرة على عجز موازنة هذا العام على رغم الدمار الذي لحق بأجزاء أتشيه، في وقت دعا رئيس الجيش اندريارتونو سوتارتو إلى وقف مؤقت للقتال مع المتمردين المنشقين في إقليم أتشيه حتى يتمكن الطرفان من مساعدة ضحايا الزلزال، كما أعلن رئيس إندونيسيا سوسيلو بامبانغ يودويونو حدادا وطنيا يستمر ثلاثة أيام.
أما في تايلند، فأعلنت وزارة الداخلية مقتل 839 وإصابة أكثر من 7200، بينهم عدد كبير من الأجانب، وسقط أكثر من 300 من هؤلاء القتلى في جزيرة فيفي، فيما قال رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا إن بومي جينسين حفيد الملك بوميبول ادولياديج كان من بين القتلى.
أما ماليزيا فقد أعلنت الشرطة مقتل 51 وعدد غير محدد من المفقودين خصوصا في جزيرة بينانغ السياحية الأكثر تضررا، إذ قتل 21 شخصاً، فيما ذكرت السلطات في المالديف مقتل 43 على الأقل وفقد 51 ، في حين أعلن مسئولون إعادة فتح مطار المالديف الدولي.
إلى ذلك، أعلن مسئولون في بنغلادش مقتل أب وابنه في غرق سفينة سياحية، كما ذكر مصدر رسمي في ميانمار مقتل 30 قتيلاً.
أما في إفريقيا، فقد وصلت آثار الزلزال إلى الساحل الشرقي للقارة، إذ اعتبر 100 شخص في عداد القتلى في الصومال وغرق رجل قرب ممباسا في كينيا. وسيغادر وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه باريس على متن طائرة تحمل مساعدات إنسانية وأطباء متوجهة إلى سريلانكا وتايلند، وأفادت وكالات السياحة اليابانية أن 177 سائحا اعتبروا مفقودين. وأفادت تقارير بأن الزلزال أسفر عن مقتل كوري جنوبي على الأقل وفقد أو انعدام الاتصال بـ 16 آخرين.
إلى ذلك ذكرت السلطات الاسترالية أن ستة فقدوا نتيجة الأمواج. فيما قالت وزارة الخارجية في لندن إن أربعة بريطانيين على الأقل قتلوا، وفي باريس قال مسئول في وزارة الخارجية إن عدد الضحايا الفرنسيين من المتوقع أن يزيد عن اثنين اللذين أبلغ عنهما حتى الآن. كما قتل ثلاثة أميركيين، وأفادت وزارة الخارجية أن «أميركيين قتلا في سريلانكا، وان واحداً قتل في تايلند وأصيب آخرون بجروح».
كما قالت الخارجية الإسرائيلية إن 540 إسرائيلياً فقدوا في جنوب شرق آسيا، كما قالت الحكومة الإيطالية إن 11 ايطاليا قتلوا ولايزال 100 آخرون في عداد المفقودين.
ووصفت قوات الإغاثة للأمم المتحدة الموجات بأنها «كارثة لم يسبق لها مثيل». وقالت رئيس مكتب التنسيق إيفيت ستيفن إنه لم تحدث من قبل كارثة بهذا الحجم، كما حذرت الأمم المتحدة من تفشي أوبئة. وتعهد صندوق النقد الدولي بمساعدة. وقال المدير التنفيذي رودريغو دي راتو «سيساعد رد المجتمع الدولي السريع على تأقلم الدول المنكوبة، وأنوي تقديم كل المساعدات الممكنة كي تعالج جنوب آسيا نتائج الزلازل والفيضانات». وقدم الرئيس الأميركي جورج بوش تعازيه، وجاء في بيان البيت الأبيض أن المعونات أرسلت فعلاً إلى سريلانكا وجزر المالديف كما وعد بالتعاون في جهود الإغاثة مع الحكومات في المنطقة والأمم المتحدة والجماعات الخاصة.
وذكر خبير في رصد الزلازل أن الزلزال قد يكون نجم عن زلزال أقل شدة وقع الأسبوع الماضي قبالة جزيرة تسمانيا الاسترالية.
الوسط- غسان الشهابي، ريم خليفة، عقيل ميرزا
كشفت مصادر مطلعة لـ «الوسط» امس انه لا يزال يجرى البحث عن بحرينيين في ماليزيا اذ لم ترد اية انباء بشأن ذلك على اثر الزلزال الذي عصف بجنوب شرق اسيا امس الاول. واضافت ان الحكومة التايلندية سلمت قائمة بأسماء البحرينيين الموجودين في جزيرة بوكت («الوسط» تنشرالقائمة ص5).
في حين قال مدير الدائرة القنصلية بوزارة الخارجية يوسف أحمد إن بعض الأهالي أبلغوا وزارة الخارجية أمس عن وجود ثلاث أسر بحرينية في تايلند مجموع أفرادها حوالي عشرة، لا يزال الاتصال بهم متعذراً، كما ابلغ بعضهم ايضا عن قريبين اثنين لهم هناك، ولكن احدهما اتصل وطمأن اهله بانه بخير ويستعد للعودة.
الى ذلك اكدت مصادر في اتصال هاتفي اجرته «الوسط» معها ان الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في المنامة خالد علوش « بخير هو وعائلته التي كانت تمضي اجازتها السنوية في تايلند».
الوسط - غسان الشهابي
رجح مدير الدائرة القنصلية في وزارة الخارجية يوسف أحمد أن يكون بعض الأفراد من البحرينيين تركوا فنادقهم ومقار إقاماتهم وأنهم سيعودون إليها حال استقرار الأوضاع، وهذا ما يصعّب عمليات الاتصال التي يقوم بها مكتب المتابعة في الوزارة مع كل من السفارة الكويتية في بانكوك وسفارة البحرين في بكين.
في حين أشاد أحمد بالتعاون الكبير الذي أبداه القنصل الكويتي في بانكوك فيصل المطيري، من الاهتمام الكبير بالمواطنين البحرينيين، وكذلك الجهود التي يبذلها السكرتير الأول في سفارة البحرين لدى الكويت عيسى الذوادي الذي يمثل حلقة الوصل بين سفارة الكويت هناك ووزارة الخارجية. وقال ان السفارة التايلندية في البحرين أرسلت مذكرة إلى وزارة الخارجية مبدية فيها الاستعداد الكامل للتعاون والتنسيق بالاتصال بالسلطات التايلندية المختلفة لحصر البحرينيين هناك بشكل كامل، وتسهيل إجراءات عودتهم، مشيراً إلى أن العائلة البحرينية التي كانت فقدت أوراقها الرسمية عادت أمس إلى الفندق وعثرت على جوازات سفرها وتذاكرها وأموالها.
الوسط - ريم خليفة
حصلت «الوسط» أمس على القائمة التايلندية التي ضمت اسماء البحرينيين الموجودين في منتجعات جزيرة «بوكت» التايلندية بينما أشارت مصادر مطلعة إلى أن الحكومة التايلندية لم تعلمهم بأية إصابات تذكر بشأن الوضع الصحي للمواطنيين.
1) أسامة البحر
2) هبة إبراهيم
3) إبراهيم أسامة البحر
4) عبدالكريم حسن العنزور
5) رنا ناجي خلف
6) يوسف عبدالكريم العنزور
7) غادة راشد القصاب
8) راشد المهيري (إماراتي) متزوج من غادة
9) مرتضى عباس حاجي
10) موسى سلمان فريدون شريف
11) حكمت جعفر مراد
12) سلمان موسى شريف
13) محمد موسى شريف
14) محمد علي الجودر
15) نبيل يوسف عبدالله.
المحرق - علي العليوات
لم يخطر ببال ثمانية من البحرينيين الذين هبطت بهم الطائرة مساء أمس في مطار البحرين الدولي عائدين من تايلند أن يعودوا إلى أرض الوطن مرة أخرى، بعد الزلزال الذي ضرب جنوب آسيا صباح أمس الأول.
وقال موسى سلمان فريدون (أحد الذين عادوا مساء أمس برفقة ثلاثة بحرينيين آخرين) بأن «الوضع في تايلند كان أشبه بالمقابر الجماعية، وقد أتلف الزلزال كل معالم الجزيرة، والكثيرون ماتوا ومازالت جثثهم ملقاة على الأرض، وعند حدوث الزلزال هربنا نحو الجبال وتم إنقاذنا بعدها».
أما يوسف الشاعر الذي عاد مع زوجته وطفله البالغ ثلاثة أعوام ووالدة زوجته، فقال إن «الوضع في الجزيرة كان مخيفاً، ومما زاد من تخوفنا عدم وجود تنظيم من قبل الجهات المسئولة هناك في عملية الإغاثة، ولا توجد سوى طائرة واحدة وصلت إلى الموقع بعد عشر ساعات».
وذكر الشاعر أن «جميع معالم الجزيرة تدمرت ولم يبق منها شيء، والكثيرون ماتوا في بيوتهم». وأثنى على جهود السفارة الكويتية في تايلند، والسفير البحريني في الصين كريم الشكر الذي اتصل بهم هاتفياً للاطمئنان على حالهم.
وروت زوجته دلال عبدالرحيم فخرو الأوضاع قائلة: «كنا قد وصلنا إلى الجزيرة قبل 20 دقيقة فقط من وقوع الزلزال، وكنا حينها نكمل إجراءات الفندق، ومع حدوث الزلزال لم ندر ماذا نفعل فكنا نركض مع الآخرين حتى وصلنا إلى سطح الفندق الذي أحاطت به المياه من جميع جهاته، وقد بقينا هناك لمدة عشر ساعات حتى تمكنا من الصعود في قوارب النجاة»
العدد 844 - الإثنين 27 ديسمبر 2004م الموافق 15 ذي القعدة 1425هـ
