تراجع الحزب الإسلامي الذي يعد احد ابرز الأحزاب السنية في العراق عن قراره دخول معترك الانتخابات وأعلن أمس انه سينسحب من الانتخابات ما لم تؤجل ستة اشهر. وفاجأ رئيس الحزب الإسلامي محسن عبدالحميد الصحافيين الذين حضروا مؤتمره الصحافي والذين ظنوا في بادىء الأمر انه مخصص لحملته الانتخابية عندما أعلن انه سينسحب من السباق. وقال إن «الحزب يجد نفسه ملزما بالانسحاب من الانتخابات ويتبرأ من النتائج التي ستتمخض عنها وما سيترتب عليها من استحقاقات». وأضاف «نحن ابتداء آمنا ووافقنا على أن الانتخابات ضرورة للشعب من اجل أن تأتي حكومة منتخبة ومن أجل أن يأتي مجلس نيابي منتخب ويدخل الجميع لرسم مستقبل العراق إلى السيادة الكاملة والاستقلال وتحديد أجندة زمنية لخروج قوات المحتل ووضع دستور العراق».

وتابع «لكن ظروف قاهرة واجهتنا وتواجه الشعب درسناها دراسة معمقة في الأسابيع الأخيرة وتأكد لنا أن الانتخابات لن تجري بصورة صحيحة وشاملة وكاملة في جميع أنحاء العراق». وأكد عبد الحميد أن هناك جملة من الأسباب دعت الحزب إلى اتخاذ مثل هذا القرار منها أن «الوضع الأمني يسير من سيء إلى أسوأ ويجب أن يعالج وان أعمال المفوضية العليا للانتخابات غير واضحة ولم يجيبوا على الأسئلة التي أثرناها في المجلس الوطني والصحافة بالإضافة إلى أن الناس لحد الآن لا يفهمون الانتخابات وليس لهم وعي كامل». وأشار إلى أن «خمسا إلى ست من المحافظات لن تجري فيها الانتخابات بصورة صحيحة كما أن الكثير من الاستمارات لم توزع في محافظات متنوعة». ورأى «نحن بحاجة إلى مدة إضافية من ستة اشهر حتى نستطيع الدخول في حوار مع جميع الأطراف الأخرى ويتهيأ الجميع لهذه الانتخابات». ومن جهته، صرح وزير الخارجية هوشيار زيباري في مقابلة نشرتها أمس وسائل إعلام صينية أن قد ترجأ في بعض المناطق «مثل الموصل وحول بغداد» بسبب الوضع الأمني الصعب. وأكد أن المفوضية العليا ستبت في هذه المسألة مؤكدا انه لن يطرأ تغيير كبير على برنامج الانتخابات.

في الإطار ذاته، قال الأردن انه وقّع اتفاق مع المفوضية العليا لاعتماد المملكة مقرا لفرز أصوات العراقيين الذين سيصوتون خارج بلدهم. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن وزير الخارجية هاني الملقي الذي التقى زيباري أمس قوله إن الاتفاق تم توقيعه الأحد «لاعتماد الأردن مقرا لفرز أصوات العراقيين المشاركين في الانتخابات المرتقبة».

وسيتم إنشاء مراكز للاقتراع في 14 دولة تضم أكبر عدد من العراقيين في الخارج منها استراليا وكندا والسويد وإيران والأردن