كانت المواطنة (أ.ي) البالغة من العمر 34 عاما والحامل في شهرها التاسع مُصابة بأعراض انفلونزا وكحة شديدة، وفي 28 أغسطس/ آب من العام 2009 - إبان إعلان وزارة الصحة انتشار وباء انفلونزا الخنازير في البحرين - راجعت المريضة أحد المراكز الصحية وتم تشخيصها بأنها انفلونزا عادية وصُرفت لها الأدوية الاعتيادية التي لم تنفع في التخفيف من شدة حالتها.

وفي اليوم التالي الموافق 29 أغسطس ومع اشتداد حالتها الصحية راجعت طوارئ النساء بمجمع السلمانية الطبي وحولتها الطبيبة المختصة إلى مركز إبراهيم خليل كانو الصحي للاطمئنان من وضعها تجاه انفلونزا الخنازير، وفي المركز المذكور تم فحصها من دون أن يتم أخذ عينة منها للتأكد من نوعية الانفلونزا المصابة بها وعادت مرة أخرى إلى طوارئ النساء وصرفت لها الأدوية الاعتيادية لحالات الانفلونزا وتم السماح لها بمغادرة المستشفى.

وقالت أخت المريضة «في اليوم الذي يليه الموافق 31 أغسطس 2009 وخلال ساعات ساءت حالتها الصحية كثيرا فنقلها ذووها إلى أحد المستشفيات الخاصة الذين اكتفوا بتقرير مجمع السلمانية الطبي من أن المريضة غير مصابة بانفلونزا الخنازير، وقرر الطبيب في المستشفى الخاص أنها تعاني من التهاب في الرئة فأعطيت الأدوية اللازمة للالتهاب، وكانت لا تتمكن من التنفس فتم إدخالها وحدة العناية القصوى وقال الطبيب إنه يجب أن يتم توليدها حتى يخف ضغط الجنين على الرئة».

وأوضحت «تم تحويلها على مجمع السلمانية الطبي لإجراء عملية قيصرية لها، ثم راجعت المريضة طوارئ النساء مرة أخرى حتى تُجرى لها العملية القيصرية ووقعنا بالموافقة على إجراء العملية إلا أنه تم إعطاؤها طلق صناعي وتم توليدها ومن بعد الولادة لم نسمع صوتها، ونُقلت إلى وحدة العناية القصوى حتى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2009؛ إذ ظلت على التخدير والتنفس الصناعي وأخبرنا الأطباء حينها أن حالتها مستقرة لا تتحسن ولا تتدهور وإنهم يُعالجونها».

وواصلت أخت المريضة «وفي يوم الولادة نفسه اتصل المعنيون في المستشفى ليُخبروا زوجها أنها مُصابة بانفلونزا الخنازير الأمر الذي أثار استغرابنا من أنها وطوال ترددها على المركز الصحي وطوارئ النساء ومركز إبراهيم خليل كانو الصحي لم يتم تشخيصها بالمرض، ثم توالت الأحداث لنفاجأ بأنها أُصيبت بتوقف في القلب وتكرر مرة ثانية بعد ذلك قال الطبيب بأنه ناجم عن ضعف في عضلة القلب».

واستطردت «عالجوها وتحسنت قليلا وبعد ويومين من ذلك وتحديدا في 11 سبتمبر/ أيلول من العام 2009 تم نزع جهاز التنفس عنها منذ الحادية عشرة صباحا حتى الحادية عشرة مساء - بعد يومين من إصابتها بتوقف القلب - وطوال هذه الساعات الإثني عشر لم تكن تتمكن من التقاط أنفاسها وكانت تلهث بشدة، وعندما سألنا المعنيين في المستشفى: هل هذا الوضع طبيعي؟، أجاب الجميع بنعم».

وأضافت «اتصلوا بنا المستشفى في الساعة الثانية عشرة مساء ليُخبرونا أنهم وضعوا جهاز التنفس عليها مرة أخرى لأنها لم تتمكن من التنفس من دون الجهاز، وفي اليوم الثاني زرناها لنرى أن عينيها مفتوحتان وعندما سألناهم أخبرونا أن المخ بدأ يتأثر وجاء طبيب العيون لوضع قطرات في العين ولصق عينيها بشريط طبي لاصق، وأجريت لها أشعة الرنين المغناطيسي على المخ بينت وجود انتفاخ في المخ ووجود ماء، وجميع ما سمعناه من الأطباء المعنيين يفقدنا الأمل، تلفت معظم خلايا المخ فلا تحرك يديها ولا أرجلها ولا تشعُر بنا».

وبينت «راجعنا رئيس الأطباء في المجمع وأخبرناه بما حدث وأننا نريد أن يتم علاجها في الخارج وعُقدت لجنة لتقرير العلاج في الخارج من عدمه وتوصلت اللجنة إلى أن أختي تحتاج إلى تأهيل فقط وإن التأهيل موجود في البحرين، كما طلب رئيس الأطباء من طبيب المخ والأعصاب من المستشفى العسكري معاينتها أيضا فقال إنها تحتاج إلى تأهيل في مدينة سلطان التأهيلية، لكن أختي ظلت كما هي».

ومضت أخت المريضة قائلة: «ظللنا نتابع حالة أختي واللجنة التي عقدت حولها وكل شخص يحولنا على الآخر، وجاء في نتيجة التقرير الذي رفعته لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الأطباء عندما طلبنا منه التحقيق في حالة أختي، أن يستمروا في علاجها في مجمع السلمانية عدة أشهر لمعرفة ما سيؤول إليه حالها وهذه النتيجة ظهرت في مارس/ آذار من العام 2010، فماذا تنتظر إدارة المستشفى أكثر مما حدث؟، تحدثت والدتي إلى وزير الصحة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي وطلب منها رفع رسالة إلى مكتبه وهو ما فعلناه ولكننا لم نحصل على رد».

وطالبت أسرة المريضة وزارة الصحة بالتحقيق مع المقصرين في تشخيصها وعلاجها حتى وصلت حالتها إلى ما هي عليه الآن بالإضافة إلى التحقيق فيما حدث في وحدة العناية القصوى من رفع جهاز التنفس لمدة 12 ساعة كانت دقات قلبها خلالها 170 وهو ما سبب لها تلفاً في خلايا المخ مع أن الأطباء يؤكدون أن فطام المريض عن جهاز التنفس يجب أن يكون تدريجيا وهو ما لم يحدث مع المريضة.

كما طالبت أسرة المريضة بعلاجها سواء في البحرين أو الخارج وتوفير الرعاية العلاجية والتأهيلية اللازمة لها والتي ذكر أحد استشاريي السلمانية أنها تحتاج إلى ست ساعات من التأهيل يوميا فيما تُعطى المريضة فعليا ربع إلى نصف ساعة تأهيل فقط ولا تحصل عليها أيام الإجازات، كما أن هناك ممرضة واحدة في الجناح تُعالج ستة مرضى مُقعدين على أجهزة التنفس وهو ما يُشكل ضغطاً كبيراًَ على الممرضة بالإضافة إلى قلة الوقت الذي تقضيه لرعاية كل مريض.

يذكر أن عائلة المريضة رفعت شكواها إلى كل من وزير الصحة فيصل الحمر ورئيس الأطباء في مجمع السلمانية بالإضافة إلى مكتب شكاوى المرضى في مكتب التراخيص الطبية ومكتب علاقات المرضى في مجمع السلمانية الطبي.