أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما دعم الولايات المتحدة للإجراءات السياسية والتجارية التي اتخذتها كوريا الجنوبية بحق جارتها إلى الشمال رداً على إغراق غواصة كورية شمالية لإحدى سفنها الحربية. وجاء في قول الرئيس كما ورد في بيان للبيت الأبيض على لسان الناطق، روبرت غيبز بتاريخ 24 مايو/ أيار: «تحديداً، إننا ندعم طلب الرئيس (ميونغ باك) لي بأن تقدم كوريا الشمالية اعتذاراً فورياً وأن تعاقب المسئولين عن الهجوم، وأهم من ذلك كله، تتوقف عن مسلكها العدائي والمهدد».

وكان رئيس كوريا الجنوبية أعلن يوم الاثنين الماضي أن حكومته ستقطع كل علاقاتها التجارية تقريباً مع كوريا الشمالية، كما ستمنع سفنها من استخدام ممرات بحرية في مياهها الإقليمية وستطلب بأن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءً لمعاقبة كوريا الشمالية. وأضاف لي أن الهجوم على سفينة بلاده الحربية يوم 26 مارس/ آذار الماضي والذي أودى بحياة 46 بحاراً كان متعمداً.

من ناحيته ذكر غيبز أن «الإجراءات التي أعلنت عنها جمهورية كوريا (الجنوبية) هذا لها ما يسوغها ومناسبة تماماً. وبإمكان جمهورية كوريا أن تواصل الاعتماد على كامل دعم الولايات المتحدة - حسبما أوضح الرئيس أوباما بجلاء».

ويوم 26 مارس الماضي أدى انفجار الحراقة الكورية الجنوبية «شيونان» البالغة حمولتها 1200 طن إلى شطرها من النصف فغرقت في عمق نحو 40 متراً من المياه بالقرب من الحدود الفاصلة بين الكوريتين المتنازع عليها غرب البلاد. وتم إنقاذ 58 بحاراً فيما لقي 46 غيرهم حتفهم في الانفجار.

وخلصت لجنة مؤلفة من خبراء من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والسويد وبريطانيا إلى أن السفينة أغرقها طوربيد من نوع تصنعه وتستخدمه حكومة بوينغ يانغ. وعثر صيادو أسماك من كوريا الجنوبية على قطع لطوربيد يحمل علامات من كوريا الشمالية في قاع البحر بالقرب من موقع الحادث ووجد محققون بقايا متفجرة من نوع RDX التي تستخدم في الطوربيدات والألغام البحرية.

الرد الدبلوماسي

إلى ذلك أعلنت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون في بكين أنها كانت تتشاور بصورة وثيقة مع مسئولين في كوريا الجنوبية وستواصل مشاوراتها لدى وصولها إلى سيئول يوم 26 الجاري. وتقوم كلينتون حالياً بجولة في شمال شرق آسيا تشمل 3 بلدان بدأتها في طوكيو التي انتقلت منها إلى شنغهاي، وبعدها اتجهت إلى بكين للاجتماع بالقادة الصينيين. ومن المقرر أن يحط بها الرحال في سيئول في زيارة ليوم واحد. وأبلغت كلينتون المراسلين في بكين ما يأتي: «أجريت محادثات معمقة مع الزعامة اليابانية وأنا في خضم مشاورات مع الحكومة الصينية بصدد هذه القضية. والصينيون يأخذون هذه المسألة على محمل الجد البالغ ويسلمون بأهمية المحافظة على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية».

وأضافت كلينتون أن وزراء آخرين في الحكومة الأميركية، بمن فيهم وزير الدفاع روبرت غيتس، «ينشطون في التواصل مع بلدان في المنطقة.» وسيلتقي غيتس ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مالين مع وزير الدفاع الكوري الجنوبي، كيم تاي يانغ وغيره من مسئولين دفاعيين من جميع أنحاء شرق آسيا في حوار شانغري- لا الأمني السنوي الذي سيعقد في سنغافورة في الفترة بين 4 و 6 يونيو/ حزيران المقبل.

كما سيلتقي أوباما برئيس كوريا الجنوبية لي في قمة مجموعة الدول العشرين بتورونتو، كندا، يومي 26 و27 المقبل.

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة تؤيد دعوة لي لكوريا الشمالية كي تتقدم بالحقائق والبينات التي أحاطت بالاشتباك البحري. ثانياً، إن دعم الولايات المتحدة لدفاعات كوريا الجنوبية حقيقة لا لبس فيها.

ومضت قائلة: «لقد أوعز الرئيس أوباما لقادته العسكريين كي ينسقوا عن قرب مع نظرائهم من كوريا الجنوبية بما يكفل الجهوزية لردع اعتداء آخر في المستقبل. كما سنستعرض تعزيزات أخرى لوضعيتنا في شبه الجزيرة الكورية».

ولفتت إلى أن قرار الرئيس الكوري الجنوبي، لي بعرض المسألة على مجلس الأمن الدولي كان حكيماً، وقد بدأت مندوبة الولايات المتحدة لدى المجلس سوزان رايس ونظيرها الكوري الجنوبي وممثلون عن الصين واليابان وغيرهما من أعضاء في مجلس الأمن بالعمل للتوصل إلى صيغة اتفاق بشأن المسار المستقبلي.

وشرعت واشنطن كذلك بمراجعة سياساتها تجاه كوريا الشمالية لتحديد مجالات قد يصبح إدخال تعديلات عليها ضرورياً.

من جهته أعلن الناطق غيبز أن الولايات المتحدة «ستواصل العمل مع جمهورية كوريا (الجنوبية) وغيرها من حلفاء وشركاء لغرض تقليص تهديد كوريا الشمالية للاستقرار في المنطقة».