بعدما سقطا في فخ التعادل السلبي خلال مباراتهما أمس الأول (الثلثاء)، أصبح كل من المنتخبين البرتغالي والإيفواري لكرة القدم بحاجة إلى إتباع أسلوب جديد في التعامل مع المباريات إذا أرادا عبور «مجموعة الموت» إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.
وعلى الرغم من وجود عدد من أفضل المهاجمين في العالم ضمن صفوف المنتخبين البرتغالي والإيفواري، ركز الفريقان على الجانب الدفاعي في مباراتهما أمس الأول ضمن منافسات الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة بالدور الأول للمونديال.
وبعيدا عن التسديدات بعيدة المدى التي أطلقها كريستيانو رونالدو والتي ارتدت إحداها من القائم، شهدت المباراة عددا قليلا للغاية من الفرص الفعلية. وربما بدا التعادل السلبي مناسبا لكل من الفريقين ولكن المباراة الثانية التي فاز فيها المنتخب البرازيلي 1/2 على كوريا الشمالية أكدت أن الحسابات لن تسير في هذه المجموعة مثلما كان متوقعا. وكانت خطة كل من المنتخبين البرتغالي والإيفواري هي الحصول على نقطة التعادل من مباراتهما سويا ثم التغلب على منتخب كوريا الشمالية والتعادل مع البرازيل من أجل التأهل لدور الستة عشر. ولكن إذا استمر أداء المنتخبين البرتغالي والإيفواري في المباريات الباقية بالشكل نفسه الذي ظهرا عليه في المباراة الأولى فقد يرحل الفريقان سويا من البطولة بعد نهاية الدور الأول مباشرة.
وأظهرت مباراة المنتخب البرازيلي مع كوريا الشمالية أن الفريق البرازيلي (راقصو السامبا) لديه الأدوات التي تساعده على فك واختراق أقوى وأصعب خطوط الدفاع. وعلى الرغم من الترتيب المتدني لمنتخب كوريا الشمالية في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة والصادر عن الاتحاد الدولي (الفيفا)، كشفت المباراة أمس الأول أنه منافس عنيد وصعب يتميز بالروح العالية. كما برهنت المباراة على أن الفريق يمتلك أيضا هجوما جيدا وبذلك فإن فارق الأهداف قد يلعب دورا لصالحه في نهاية منافسات المجموعة في حالة تساوي فريقين أو أكثر في عدد النقاط.
وتعامل المنتخب البرازيلي مع مباراة أمس الأول بشكل يعتمد على النظام أكثر منه على الكرة الجميلة التي يتسم بها الأداء البرازيلي. ولكن هدفي المباراة أكدا ميل البرازيل وولع لاعبيها برفع مستوى الأداء إلى مستوى الأداء الجمالي في بعض الفترات إذ جاء الهدف الأول بتسديدة مايكون من زاوية صعبة للغاية بينما جاء الهدف الثاني بتسديد الكرة في الزاوية البعيدة بمهارة وحساسية رائعة للمسة الكرة.
وفي تصريحاتهما عقب انتهاء المباراة ، أجمع المدير الفني للمنتخب الإيفواري السويدي زفن جوران إريكسون والمدير الفني لمنتخب بلاده البرتغالي كارلوس كيروش على أنه كان من الصعب اللعب بأسلوب هجومي والمجازفة في المباراة الأولى.
وأوضح إريكسون أن الهدف الأساسي للفريق كان ألا يخسر مباراته الأولى في هذه المجموعة التي توصف بأنها «مجموعة الموت». وقال: «كل من الفريقين لم يرد أن يستغل الفرص ويخسر. يجب أن نفتخر بالفعل بعد الأداء الذي قدمناه اليوم أمام المنتخب البرتغالي» على رغم ما أشار إليه كيروش بشأن اعتماد المنتخب الإيفواري على أسلوب الهجمات المرتدة مع الحرص الدفاعي الشديد مؤكدا أن هذا الأسلوب كان سببا في قلة عدد الفرص إلى أدنى درجة ممكنة.
وأضاف إريكسون أنه أكد للاعبيه ضرورة تضييق المساحات أمام لاعبي المنتخب البرتغالي الذين يتمتعون بالمهارة مثل رونالدو وديكو. وقال إريكسون: «إذا بدأت الهجوم بشكل عشوائي أمام المنتخب البرتغالي فإنه سيقتلك. لا يمكنك منحه مساحات خاصة في المباراة الأولى بكأس العالم وعندما تكون مباراتك الثانية أمام المنتخب البرازيلي».
ووجه إريكسون إشادة خاصة إلى لاعبه لاعب خط وسط أشبيلية الأسباني ديدييه زوكورا مؤكدا «كان (زوكورا) رائعا. إنه يسدد الكرة برأسه بشكل رائع ويتميز بالسرعة. وأمام رونالدو، تحتاج دائما لمدافعين يتميزون بالسرعة». وقال زوكورا إنه لعب في خط الدفاع بجوار كولو توريه عندما كانا في المنتخب الإيفواري للشباب.
وأضاف «أشعر بسعادة بالغة. لعبت جيدا اليوم أمام رونالدو. وأمام البرازيل، سنحاول أن ندافع أيضا وأن نسجل من الهجمات المرتدة». وقال كيروش «لم يكن ممكنا أن نلعب بمستوى مرتفع من المجازفة. لعبنا بقدر كبير من الحذر ولم ندفع بالعدد المعتاد من اللاعبين في خط هجومنا». وأوضح ظهير أيمن المنتخب البرتغالي باولو فيريرا أن الفريق ركز على عدم السقوط في فخ الهزيمة. وقال: «كان من المهم أن نحقق نتيجة جيدة سواء بالفوز أو التعادل. المباراة الأولى تكون صعبة دائما وإذا خسرت في هذه المباراة تكون الأمور صعبة للغاية. كلا من الفريقين كان يعرف أنه لا يجب أن يخسر المباراة».
العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ