لم يتبقَ على انتهاء دورة المجلس الطلابي بجامعة البحرين سوى شهرين تقريبا، وقد تنوعت إنجازاته حتى اعتقد البعض بأنه كان أقوى من المجالس السابقة، فقد بدأ المجلس بمطالبات قوية ومازال يطالب بمطالبات أقوى.
«الوسط» حاورت رئيسة مجلس الطلبة الحالي زينب العرادي لمعرفة ما وصل المجلس له وخصوصا مع اقتراب نهاية دورة المجلس، ما يجعل الأخير يقف وقفة تساؤل عن مدى الإنجازات التي حققها ومدى الاستفادة التي تم تحقيقها إلى طلبة الجامعة.
وفيما يلي نص الحوار:
* كيف تقيّمين أداء المجلس مع اقتراب موعد انتهاء دورته؟
- لا أستطيع أن أقيّم المجلس بنفسي، إذ إن على الطلبة تقييم المجلس وتقييم ممثليهم، إلا أني أستطيع أن أقول إن المجلس قد أنجز، سواء كانت هذه الإنجازات أكاديمية أو خدماتيه، وإن من وجهة نظري أن إنجازات المجلس هذه المرة كانت أفضل بكثير من السابق، إلا أن تقييم الأعضاء يختلف، وهذا يعتمد على عدد المقترحات التي قدمها وعلى مدى التزامه بمهمته.
* البعض يصف المجلس بأنه لا يعدو عن كونه صورة فقط، ولا تظهر إلا في أيام الحذف والإضافة، فما هو ردك على هذا الوصف؟
- من وجهة نظري المجلس ليس صورة شكلية فقط، وفي الوقت ذاته إذا كان المجلس مجرد صورة تظهر أيام الحذف والإضافة فأن ذلك يقع على عاتق الطلبة أنفسهم، وعلى الأعضاء أيضا، إذ إنه لابد من إيصال إنجازات المجلس إلى الطلبة، إلى جانب ضرورة إيصال المقترحات إلى الطلبة أنفسهم، ذلك حتى يكون المجلس أكثر من صورة، إن المشكلة التي وقع فيها المجلس هذا العام هو عدم عقد لقاء مفتوح مع الطلبة فقد كان مقررا عقد لقاءين، إلا أن الإجراءات الإدارية حالت دون ذلك، لذلك فإن التواصل بين المجلس والطلبة شبه معدوم، إذ إن التواصل الوحيد الموجود هو عن طريق المنتديات، ولكن ذلك لا يفي بالغرض.
* ما هو الحل الذي يراه المجلس لمحو الصورة الشكلية في عقول الطلبة التي تكونت عن المجلس نفسه؟ وما هي الطريقة التي يسعى من خلالها المجلس إلى حل مشكلة عدم التواصل بينه وبين الطلبة؟
- من خلال التجربة الشخصية أرى أن الحل يكمن في المسئولية المشتركة بين الأعضاء والطلبة، حيث إنه لابد أن يحاسب الطلبة ممثليهم في الكليات ومعرفة ما قاموا به من أجل خدمتهم، أما في ما يتعلق بالتواصل فإن المجلس قدم مقترحا لموقع مجلس الطلبة ذلك من أجل تعزيز التواصل مع الطلبة، كما سيكون هناك اجتماع قريب مع عميد القبول والتسجيل يوسف البستكي لمناقشة مقترحات الموقع، وأتمنى أن يخدم هذا الموقع الطلبة والمجالس الطلابية المقبلة.
* ما هي أكبر إنجازات مجلس الطلبة؟
- إن أكبر إنجاز قام به المجلس هو مشروع فقر الدم المنجلي، إن هذا المشروع قدم سابقا من قبل المجلس السابق، إلا أنه تم متابعته حاليا ولقد تم الاجتماع قبل أيام وتم الحصول على الموافقة، إلا أن هناك بعض الجزئيات التي يتم دراستها لمعرفة مدى تأثير المرض على الدراسة.
* وما هي الإنجازات الأخرى التي قام بها المجلس؟
- إن للمجلس عدة إنجازات منها خفض معدل التخصص لكل من كلية الهندسة وإدارة الأعمال، وقد تم تقديم هذا المقترح مسبقا، إلا أن المجلس الحالي تابعه وقد ساهم هذا المشروع بتحقيق الكثير، كما تم إعادة فتح معرض بيع الكتب المستخدمة والذي توقف لمدة فصلين دراسيين، إلا أن هذه المرة تم فتحه بحلة جديد، ذلك عن طريق تدشين موقع إلكتروني يتم من خلالها عملية حجز الكتب وعملية البيع والشراء ولقد حقق هذا المشروع الكثير وخصوصا أن عدد الطلبة المستفيدين بلغ 1207 طلاب وقد بلغت الإيرادات التي تم جمعها من بيع الكتب 5363 دينارا.
* وماذا عن مشروع ملحق مشاريع التخرج الذي تبنته صحيفة «الوسط»؟
- إن هذا المشروع يعتبر من الإنجازات التي حققها المجلس الحالي، وهذا المشروع يهدف إلى إظهار مشاريع الطلبة على السطح، وخصوصا أن هناك بعض المشاريع التي يقدمها طلبة جامعة البحرين والتي تعتبر من المشاريع القوية التي يمكن أن تتبناها عدد من الشركات والمؤسسات، لذلك فإن المجلس قام بإظهار هذه المشاريع للرأي العام وذلك من أجل دعم الطلبة ماديا ومعنويا، إلى جانب أن الهدف كان التأكيد إلى الجميع أن البحرين تمتلك طلبة متميزين بإبداعاتهم.
* وماذا بشأن الإنجازات الخدماتية التي قدمها المجلس للطلبة؟
- إن المجلس قام بعدة أمور منها تطوير الخدمات الطبية في الجامعة، وذلك من خلال السعي إلى زيادة عدد الممرضات، إلى جانب المطالبة بزيادة عدد سيارات نقل الممرضين والمرضى، إلا أن هذا المقترح مازال قيد التعديل، كما تم متابعة مقترح إنشاء إنترنت لاسلكي والذي تمت المطالبة بها مسبقا من قبل المجالس السابقة، لقد تم الآن تخصيص إنترنت لاسلكي في كل من كلية الهندسة والمعلمين، كما يتم العمل حاليا على 6 مبانٍ في جامعة الصخير، ومن جانب آخر قام المجلس بتقديم مقترح بزيادة عدد الباصات التي تنقل الطلبة بين المباني وقد تمت الزيادة بالفعل، كما يتم العمل على بطاقة التخفيض الجامعية والتي ستطلق في 25 مارس/ آذار الحالي وذلك بالتعاون مع 50 محلا.
* ما هي المقترحات التي يتم متابعتها حاليا؟
- حاليا يتم متابعة مقترح إدراج مواد المستوى الرابع والثالث لكلية الحقوق خلال الفصل الصيفي، حيث إن طلبة الحقوق يعانون من عدم نزول مواد المستوى الثالث والرابع خلال الفصل الصيفي، ما يعطل تخرجهم، كما أن هناك مقترحا لبناء مسجد مصغر في كلية العلوم، إلى جانب وجود مقترح لمشاهدة ورقة الإجابة عند التظلم، كما يتابع المجلس مقترح العضو التطبيقي والذي يعتبر مراقبا في المجلس، إذ إن هناك مطالبا وهي أن يكون هذا العضو كباقي الأعضاء أي من حقه التصويت والاقتراح.
* وما هي الاقتراحات التي تم رفضها؟
- لقد تم رفض مقترح وضع درجة على التدريب العملي لكلية الحقوق، كما تم رفض مقترح أن يمارس المجلس أعماله لحين يتم تشكيل المجلس الجديد، حيث إن المجلس يتوقف عن العمل مع نهاية شهر أبريل/ نيسان في الوقت الذي يشكل المجلس الجديد في مايو/ أيار.
* على ماذا يعمل مجلس الطلبة حاليا؟
- إن المجلس يعمل حاليا على منتدى الموارد البشرية والذي سيكون في شهر أبريل، كما يتم العمل حاليا على نشرة بيع الكتب المستخدمة.
* هل استطاع المجلس الحالي إضافة شيء جديد على ما قدمه في الدورات السابقة؟
- نعم لقد استطاع المجلس إضافة شي جديد، إذ أعتبر أن الإنجازات التي حققها المجلس حاليا تضفي عليه خاصية أخرى.
* كيف تفسرين غياب عدد من أعضاء المجلس عن حضور الاجتماعات؟ هل تعتقدين أن هناك تسييسا لهذه التصرفات؟
- لا أعتقد بأن هناك تسييسا للتصرفات وخصوصا أنه تم تنبيه الأعضاء في بداية إنشاء المجلس بشأن الغياب عن الاجتماعات وخصوصا أن النظام القانوني يحسب عدد الغياب الذي يقوم به الأعضاء، إلا أن المشكلة الأساسية هي عدم عقد الاجتماع بسبب عدم اكتمال النصاب.
* ماذا حدث عن مقترح النظام الأساسي؟ هل هناك تطورات في الموضوع؟
- إن مقترح النظام الأساسي سيغير الكثير من الأمور في المجلس، وإن الأخير لم يتوقف عن المطالبة ببعض التعديلات وخصوصا أن المجلس يعتبر عدم تعديل النظام الأساسي خطأ قانونيا يضاف إلى الأخطاء القانونية الصادرة من الجامعة، ولقد حاولنا مخاطبة عميد شئون الطلبة ونجحنا في الأمر، كما وعدنا العميد بمناقشة بعض التعديلات على اللائحة الداخلية با يتماشى مع سياسة الجامعة، والمجلس الحالي يطالب بالإسراع في إجراء التعديلات لكي يستفيد منها المجلس الحالي والمجالس المقبلة.
* عدد من الأعضاء السابقين انتقدوا تقييد حرية المجلس، وعدم إعطائه الصلاحيات لاتخاذ القرارات، فهل ذلك يعني وجود قصور في الأعضاء وهو الأمر الذي لا يضمن لإدارة الجامعة تسليم القرارات للمجلس؟
- ربما يكون هناك قصور في بعض الصلاحيات، إلا أن المشكلة الأساسية موجودة في النظام الإداري، على رغم أن المجلس الحالي حاول التغلب عليها بشتى الطرق، فالمجلس الطلابي هو من يحرك الصلاحيات لا الجامعة، لذلك يجب الوقوف عند هذه الصلاحيات، فالأعضاء هم الذين يحددونها، والتغيير يأتي من أعضاء المجلس وليس من الجامعة، فالمجلس الحالي سعى إلى الدخول إلى اجتماع مجلس الجامعة عند مناقشة مقترح قدمه المجلس الطلابي وهذا ما حدث وتم إشراك المجلس في الاجتماع.
* ذكرتِ أن هناك مشكلة في النظام الإداري في الجامعة ما هي هذه المشكلة؟
- إن النظام الإداري في الجامعة يعاني نوعا ما من التأخر في الموافقة على بعض المقترحات، ما يؤثر في النهاية على مصلحة الطالب، فبعض المقترحات كمقترح خفض المعدل لمواصلة البكالوريوس في كلية إدارة الأعمال وكلية الهندسة تأخر كثيرا حتى تمت الموافقة عليه، لذلك فإن عددا كبيرا من الطلبة لم يستفيدوا منه على رغم رغبتهم في مواصلة الدراسة.
* هل هناك تعاون ملموس بينكم وبين المسئولين في الجامعة؟
- بالنسبة إلى إدارة الجامعة فإن تعاملنا يختلف مع كل عميد ومع كل كلية، ذلك بحسب مدى إحساس العمداء بأهمية المجلس وأهمية الطلبة في الوقت ذاته، إلا أن تعاوننا جيد مع عميد التسجيل ونشكر له كل وقفة مع المجلس ومع الطلبة.
* كيف تقارنين دور المجالس الطلابية في الجامعات الخاصة مقارنة بالمجلس الطلابي في جامعة البحرين؟
- في اعتقادي أن المجالس الطلابية في الجامعات الخاصة ما هي إلا مجالس تنظم الأنشطة وغيرها من الفعاليات وخصوصا أن نسبة المشكلات في هذه الجامعات أقل، إلى جانب أن العديد من حقوق الطلبة محفوظة ومكفولة، في الوقت الذي يعاني فيه طلاب جامعة البحرين الكثير من المشكلات وخصوصا أن عدد الطلبة أكثر من عدد طلبة الجامعات الخاصة، إلى جانب أن طلبة جامعة البحرين لديهم مشكلات تختلف بشكل كلي عن مشكلات طلبة الجامعات الخاصة.
* وكيف ترين مجلس طلبة الجامعة مقارنة بالمجالس الطلابية في جامعات الدول الأجنبية؟
- إن المقارنة كبيرة، ففي الدول الأجنبية هناك ما يسمى بالاتحاد الطلابي والذي يكون ممثلا محليا للجامعات الموجودة في المنطقة، ما يعطيها صلاحيات أكبر من الصلاحيات الموجودة لدينا، لذلك لابد من إنشاء اتحاد طلابي في البحرين يكون ممثلا عن كل الجامعات وعن الطلبة.
* بعد خوضك تجربة رئاسة المجلس الحالي، ما هي توقعاتك للمجالس المقبلة؟ هل تقرأين تطورا سيطرأ؟ وهل هناك نية فعلية لدى إدارة الجامعة لرفع مستوى المجلس ومنحه حرية أكثر؟
- لا أعلم مدى القوة التي ستتمتع بها المجالس المقبلة، لأن ذلك يعتمد على نوعية الأعضاء وعلى نوعية المترشحين الذين سيمثلون الطلبة، وعن نية إدارة الجامعة لرفع مستوى المجلس ومنحه حرية أكثر فإني أؤكد لأعضاء المجالس المقبلة بأن الأمر رهن شخصياتهم ومدى قدرتهم على الحصول على الصلاحيات، فالأعضاء هم من يخلقون هذه الصلاحيات.
العدد 2390 - الأحد 22 مارس 2009م الموافق 25 ربيع الاول 1430هـ