في بعض الأحايين تسمع عن ممارسات لبعض الإدارات المدرسية قد لا تجد لها سببا تربويا يجعل هذه الإدارة أو تلك العمل بهذا الأسلوب غير التربوي أو ذاك، ما مناسبة هذا الكلام؟ حديث سمعته يدور في أحد المحافل التربوية، بين مجموعة معلمات من مدارس ثانوية، كان حديثهن يركز على ممارسات إداراتهن في بعض القضايا التربوية، وما لفت انتباهي حديث إحداهن عن ممارسة غريبة تقوم بها إدارة مدرستها، حاولت أن أرسل بسمعي بكل اهتمام إلى حديثها، ليتسنى لي أن أسمع تفاصيل وحيثيات تلك الممارسة التي نعتها بغير الطبيعية، من حديثها عرفت أنها تقصد إحدى مدارس الثانوية الواقعة بالمحافظة الوسطى، سمعتها بوضوح تقول لزميلاتها المعلمات، ما سأقوله لكنّ أشبه ما يكون بالخيال، تشوقتُ كثيرا لسماع الحكاية على رغم أنني كنت في عجلة من أمري ، بدأت تسألهن، أولا، هل إداراتكن المدرسية تطلب منكن إذا ما أردتن نسخ ورقة للنشاط على الآلة الناسخة يطلب منكن شراء الأوراق أو جلبها من بيوتكن؟ أجبن على سؤالها بصوت واحد بالنفي، ثانيا، هل إذا ما أردتن نسخ ورقة من الحاسوب (الكمبيوتر) يطلب منكن مقابل تقديم هذه الخدمة 100 فلس؟ ردين جميعهن على سؤالها بالنفي مرة ثانية، ثالثا، هل إذا ما طلبت إحداكن الاستئذان للخروج من المدرسة لأمر ما، تعطيها إداراتكن بطاقة تسلموها للحارس، وبدونها لا يسمح لها الحارس بالخروج؟ ردين بالنفي أيضا، رابعا، هل تم تعويضكن عن الأيام التي قضيتموها في مدارسكن أيام تصحيح أوراق امتحانات نهاية الفصل الأول؟ أجبن غالبيتهن بالإيجاب، قالت المعلمة أما إدارتنا تماطل وتسوّف في إعطاء حقنا من الأيام التعويضية، وأخيرا، هل علاقة إداراتكن ليست وطيدة معكن؟ كان جوابهن يتفاوت بنسب متفاوتة بين معلمة وأخرى، علقت المعلمة قائلة: أما إدارتنا علاقتها بالمعلمات ليست على ما يرام، في الواقع إثارات المعلمة أستوقتني طويلا، بعد التحقق من هذه المسألة من مصادر كثيرة، أتضح لنا صحة ما قيل عن تلك الإدارة مع الأسف الشديد، ونعلم جميعا أن لكل مدرسة موازنة سنوية خاصة بها لتلبية احتياجاتها التربوية والتعليمية الأساسية، ونسخ الأوراق سواء بالآلة الناسخة أو عن طريق الحاسوب من أولى هذه الأساسيات، لهذا نتساءل، هل أن ممارسات تلك الإدارة التي ليس لها مكان في الساحة التربوية تعلم عنها وزارة التربية والتعليم أو أن إدارة التعليم الثانوي مطلعة عليها؟ في اعتقادنا أنها بعيدة عن علم الجهات المعنية بالوزارة، لأنها لو علمت عنها الوزارة وسكتت عنها سيقع عليها اللوم والعتاب، لما لهذه الممارسة من تداعيات تربوية وتعليمية كثيرة على واقع المعلمات والطالبات، ومن المؤكد أنها ستؤثر سلبيا على مستوى عطاء المعلمات اللاتي سيجبرن على تقليل أنشطتهن للطالبات خوفا من الغرامة المالية أن صح التعبير، وهذا بدوره سيؤثر تلقائيا على المستوى التعليمي العام للطالبات، ونعتقد أن هذين الأمرين لا ترغب الجهات المعنية بالتعليم الوصول إليهما، أليس كذلك؟ وأما بالنسبة إلى أسلوب الإدارة في الاستئذان سنتركه لوزارة التربية والتعليم للبت فيه، هل يتناسب مع مكانة المعلمات أم لا؟ ولن نتحدث كثيرا عن أهمية توطيد العلاقات الإنسانية بين الإدارات المدرسية والمعلمات والمعلمين، لأن الوزارة هي أكثر دراية بأهميته من غيرها، كل ما نتمناه أن تنظر الجهات المعنية إلى مثل هذه المسائل التربوية التي تؤثر سلبيا بصورة مباشرة على العملية التربوية والتعليمية حتى لا يسمح لها أن تتفاقم وتكبر وتكون ثقافة غير صحيحة في مدارسنا.
سلمان سالم
العدد 2390 - الأحد 22 مارس 2009م الموافق 25 ربيع الاول 1430هـ