قال الباحث الفلكي علي الحجري: «إن الكرة الأرضية ستشهد كسوفاً كلياً للشمس غير مرئي في البحرين لتعلن بذلك ولادة قمر شهر شعبان عندما يكون كل من الشمس والقمر على خط واحد بالنسبة لمركز الأرض»، مشيراً إلى أنه وفقاً للحسابات الفلكية سيشهد يوم الأحد 11 يوليو/ تموز الجاري في تمام الساعة (10:40) مساءً بتوقيت مملكة البحرين ظاهرة ولادة القمر.

وذكر الحجري أن وقت الاستهلال يبدأ في 12 من الشهر الجاري أي بعد يوم من ولادة القمر وذلك بعد ربع ساعة من غروب الشمس وذلك في تمام الساعة (06:48) مساءً إذ يمكث القمر في السماء مدة 17 دقيقة قبل أفوله في تمام الساعة (7:05) مساءً والذي يكون عمر القمر في هذه الفترة 20 ساعة و8 دقائق، وارتفاعه المنخفض عن يمين الأفق الغربي بـدرجتين و55 دقيقة، والزاوية الاستطالة بين القمر والشمس تساوي 11 درجة و7 دقائق ليعكس بذلك أقل من 1 في المئة من أشعة الشمس على سطح القمر.

وقال: «إن رؤية القمر تكون صعبة جداً في مملكة البحرين والخليج العربي بما فيها مجموعة من القارات ومنها آسيا وإفريقيا وأستراليا وأوروبا وأميركا الجنوبية في اليوم التالي من ولادته».

وأضاف أنه «تكمن صعوبة رؤية القمر العينية بسبب أن لون الشفق سيكون أسيراً وممتزجاً بلون الأفق الغربي وبذلك يصعب تميزه نتيجة ارتفاعه المنخفض عن الأفق الغربي، وسيكون في يوم الاستهلال قريب في مداره من الأرض وبتالي فإن سرعة المدارية السريعة للقمر تؤدي إلى قصر فترة مكوثه في الأفق الغربي، وأخيراً صغر المساحة العاكسة إلى إضاءة الشمس إلى الأرض بسبب صغر زاوية الاستطالة بينهما».

وأوضح أنه «يمكن الاستدلال على صفاء الجو في عملية الاستهلال وذلك إن تمكنا من رؤية أقرب الكواكب إلى الشمس وأولهم وهو كوكب عطارد أثناء عملية استهلال قمر شهر شعبان على هيئة نجمة لامعة وبشدة إضاءة سالب (0.7) وعلى ارتفاع 9 درجات و7 دقائق دقيقة على يمين الأفق الغربي ليكون القمر تحت كوكب عطارد مباشراً والذي يشترط لرويتهما بالاعتماد الكلي على الظروف الجوية المناسبة والنظيفة للمملكة وخاصة عند الأفق».

وبيّن أن هناك معايير وشروط للحالات التي يمكن فيها رؤية القمر بعد ولادته من قبل الفلكيين وخصوصاً الراصدين للأهلة منهم, بعد دراسات دقيقة ومستفيضة لكل العوامل المؤثرة على رؤية الهلال العينية ومنها الأخذ بالاعتبار كل من الحسابات الفلكية للقمر وحالة الطقس والموقع الجغرافي للمستهلين في يوم 29 و30 من الشهر القمري والذين اشترطوا أن لا يقل عمر القمر عن 15 ساعة لرصده بالعين المجردة أو 12 ساعة بالتلسكوب، ولا يقل ارتفاع القمر عن الأفق الغربي ما بين 6 إلى 10 درجات، والبعد الزاوي بين القمر والشمس وتسمى بزاوية الاستطالة أن لا تقل عن 10 درجات وأخيراً أن يمكث القمر قبل أفوله على أقل تقدر نصف ساعة في السماء مع مراعاة الحالة الجوية ليوم الرصد.

وأشار إلى ظاهرة الاقتران النادرة لهلال شهر شعبان مع الكواكب الأربعة المجتمعة في سماء البحرين من الجهة الغربية وهي بالترتيب كوكب زحل والمريخ والزهرة وعطارد لمدة 4 أيام ابتداءً من 13 وحتى 16 من شهر يوليو/ تموز الجاري بينما سيجتمع هلال شهر رمضان لمدة يومين فقط بهم من تاريخ 12و13 من شهر أغسطس/ أيلول المقبل.

ومن جانب آخر ذكر الحجري أن فترة الصيام في شهر شعبان ستكون بمعدل 15 ساعة و39 دقيقة في أول الشهر إلى أن تتقلص هذه المدة لمدة دقيقة في المتوسط في كل يوم إلى أن تصل في نهاية الشهر لتصبح فترة الصيام 15 ساعة ودقيقتين وبنسبة مئوية في متوسطه وتساوي 63.92 في المئة لطول فترة الصيام، وبنسبة 36.07 في المئة لطول فترة الإفطار لليوم الواحد في شهر رجب لهذا العام.

وأوضح الحجري أن متوسط فترة الثلث الأخير من الليل في شهر رجب ستكون لثلاث ساعات وخمس دقائق وهي أفضل فترات العبادة على مدار اليوم والتي ستبدأ في المتوسط طوال شهر رجب من ساعة (00:40) صباحاً وتمتد إلى أذان صلاة الصبح.

وختم الحجري بالإحصاءات التي أجري حساباتها بأن شمس شهر شعبان ستنكسف على مدى أربع أعوام متتالية مشكلتا حالة نادرة لظاهرة كسوف الشمس والتي تحدث لشهر شعبان وذلك ابتداء من الأول من شهر أغسطس/ آب 2008 و22 من شهر يوليو 2009 و11 من الشهر ذاته في 2010 وأخيراً في الأول من شهر يوليو 2011، بينما تكررت هذه الظاهرة قبل 23 سنة ابتداءً من العام 1986 إلى العام 1989 وستتكرر هذه الظاهرة بعد 20 سنة ابتداءً من العام 2029 إلى العام 2032.