العدد 2860 - الإثنين 05 يوليو 2010م الموافق 22 رجب 1431هـ

استقبال حار لمارادونا على رغم الخروج المؤلم

مطالبات جماهيرية ببقائه على مقاعد البدلاء

استقبل منتخب الأرجنتين لكرة القدم ومدربه ونجمه السابق دييغو مارادونا استقبالاً حاراً من آلاف المشجعين أمس الأول (الأحد) في بيونس آيرس على رغم الخروج المؤلم من ربع نهائي مونديال جنوب افريقيا.

وارتدى المشجعون الذين توافدوا إلى مطار ايسيزا (60 كلم جنوب العاصمة) لباس المنتخب الأرجنتيني وحملوا لافتات كتب عليها «أرجنتين» و»دييغو، دييغو»، وسط إجراءات أمنية مشددة.

لقي منتخب الأرجنتين خسارة ثقيلة أمام نظيره الألماني بأربعة أهداف نظيفة في ربع نهائي المونديال مع أنه كان مرشحاً للذهاب بعيداً نظراً للأسماء التي يضمها في صفوفه وفي مقدمها نجم برشلونة الاسباني ليونيل ميسي الذي فشل في تسجيل أي هدف في المباريات الخمس التي خاضها في النهائيات.

لكن الخروج من ربع النهائي لم يحل دون تدفق الجماهير لاستقبال معشوقهم دييغو مارادونا الذي قاد المنتخب إلى اللقب العالمي العام 1986 في المكسيك، وقال فرناندو أحد المشجعين وهو يحمل طفله على ذراعيه: «نحن سعداء، أطلب من دييغو الاستمرار في مهمته».

وقال مشجع آخر «أتيت من توكوميان وقطعت مسافة 1400 كلم لرؤية دييغو، أحبه حتى الموت»، مضيفا «رد الاعتبار يكون في كوبا أميركا (التي تنظمها الأرجنتين العام 2011)»، وبدا آخر أيضاً مقتنعاً بما حصل بقوله «إنها كرة القدم، لقد خسرنا لكننا سعداء واتينا لنقول ذلك لدييغو».

وحمل مجموعة من المشجعين لافتة كتب عليها «دييغو، ابق، فنحن ندعمك»، وكانوا يصرخون «أرجنتين، أرجنتين».

واستقل المنتخب حافلة من المطار إلى مقر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الذي يبعد بضعة كيلومترات عن المكان.

وأظهر أكثر من ألفي مشجع تأييدهم القاطع الذي أثار مشاعر لاعبي المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم ومديرهم الفني دييغو أرماندو مارادونا، الذين عادوا إلى البلاد.

ووجدت البعثة حشدا جماهيريا لدى وصولها إلى مقر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم في ضواحي العاصمة بيونس آيرس. وحمل المشجعون مئات الأعلام وأطلقوا هتافات تأييد للمدير الفني الذي بكى عندما طالبته الجماهير بأن يبقى في قيادة الفريق.

وكتبت الجماهير على أحد الأعلام «دييغو 2014»، في إشارة إلى رغبة مارادونا في البقاء على رأس الإدارة الفنية للفريق خلال بطولة كأس العالم المقبلة التي تقام في البرازيل بعد 4 سنوات.

كما حمل علم آخر عبارة «دييغو لن يرحل وكلنا معا سنثأر»، بينما غنت الجماهير لتحفيز اللاعبين ولمطالبة المدير الفني بالاستمرار.

وتتعارض القلة التي ودعت الفريق قبل أكثر من الشهر بقليل مع الآلاف الذين أعربوا أمس الأول عن فخرهم بفريق مارادونا، الذي أيقظ الأحلام لدى الأرجنتينيين بإمكانية الفوز بكأس العالم حتى جاءت الخسارة السبت أمام ألمانيا لتبدد هذا الحلم.

كما هتف المشجعون ضد البرازيل التي استقبلت لاعبيها بالسباب بعد خروجهم من الدور نفسه على يد هولندا: «أيها البرازيلي، كم هو الأمر مرير عليك. مارادونا هو الأفضل، إنه أعظم من بيليه».

وأثار الاستقبال الذي لم تغب عنه كذلك الألعاب النارية، بعض لاعبي الفريق فضلا عن مارادونا الذي أجهش بالبكاء.

من جانبه، أكد رئيس اتحاد كرة القدم الأرجنتيني خوليو غروندونا الأحد أن الوقت غير مناسب حاليا لتحديد مصير مدرب المنتخب دييغو أرماندو مارادونا من البقاء في منصبه أو الرحيل. وأوضح غروندونا في تصريحات لصحيفة (لاناثيون) أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحقيقا موسعا في أسباب الإخفاق المونديالي، ومن ثم تحديد مصير مارادونا الذي طلب مهلة للتفكير في مستقبله مع المنتخب».

وأشار المعد البدني لمنتخب التانغو فرناندو سنيوريني إلى أن القرار في يد مارادونا وحده، علما بأن المنتخب سيخوض مباراة ودية في دبلن في الـ11 من أغسطس/ آب المقبل. وأضاف سنيوريني أن «لاعبي الأرجنتين الشباب ذهبوا إلى حجرة مارادونا ليطالبوه بالاستمرار، وهو ما لم يفعله اللاعبون الكبار مثل خوان فيرون وخافيير ماسكيرانو وغابرييل هاينزه».

وأعرب عدد من رجال السياسة والثقافة الأرجنتينيين عن دعمهم وتأييدهم لمارادونا ومن بينهم رئيس الوزراء أنيبال فرنانديز الذي وجه برقية للمدرب يقول فيها «نؤيدك حتى الموت».

وأظهر استطلاع للرأي للصحيفة نفسها أن 60 في المئة من المواطنين يرغبون في بقاء مارادونا، بينما طالب 40 في المئة بإقالته والتعاقد مع مدرب آخر.


أحد مساعديه: إحدى شخصيات مارادونا ماتت

وأكد اخصائي اللياقة البدنية للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم فيرناندو سينيوريني في بريتوريا أن إحدى شخصيات مارادونا «ماتت» بسبب خروج الفريق من مونديال جنوب افريقيا، «لكنه كطائر العنقاء يحتاج أحيانا إلى التحول إلى أجزاء ليولد من جديد».

وقال سينيوريني في تصريحات أمس لوكالة الأنباء الأرجنتينية (تيلام): «أمس (السبت) مات مارادونا، لكن دييغو دائما يعيد اختراع نفسه. دييغو سيتمكن من تجديد تلك القوة، إنه كطائر العنقاء يحتاج أحيانا إلى التحول إلى أجزاء ليولد من جديد».

وقال اخصائي اللياقة البدنية: «مارادونا ذلك الذي رأيناه السبت ذهب والآن ستأتي نسخة جديدة. الآن قرار الاستمرار من عدمه في يد دييغو».

وأبرز سينيوريني الدعم الذي حصل عليه مارادونا من اللاعبين بعد الخروج من المونديال: «بالنسبة لدييغو يجب أن يكون ذلك إنجازه الأكبر منذ توليه مسئولية المنتخب ، لأن هؤلاء الفتيان جلسوا عند قدميه».

العدد 2860 - الإثنين 05 يوليو 2010م الموافق 22 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً