اعتاد المشاهدون لمباريات كأس العالم المقامة حالياً في جنوب إفريقيا أن يرى دخول الفريقين لأرضية الملعب بشكل اعتيادي، فالبداية تكون على خط مستقيم قبل أن يقف لاعبو كلا المنتخبين ويتوسطهما حكام اللقاء للاستماع إلى النشيد الوطني لكل بلد ومن ثم التصافح بين لاعبي المنتخبين.
ويعتبر النشيد الوطني أهم محطة قبل خوض اللقاء، فالنشيد يعبر عن الكثير من المعاني، فاللاعبون يشعرون بالفخر عند سماع النشيد الوطني لبلدهم ويرون أعلام بلدانهم ترفرف في سماء العرس المونديالي العالمي، بينما البعض الآخر فيهمل هذا الشعور، أما الفئة الأخيرة – المنتخبات التي لم تتأهل للمونديال – تشعر باليأس والحسرة عندما ترى الفرق التي هزمتها تشارك في المونديال والمهزومة جالسة وتكتفي بمشاهدة المونديال بحسرة وألم ودموعها على خديها.
سيكون الحديث في هذه الزاوية عن النشيد الوطني للبلدان والذي اعتدنا أن نسمعه قبل بداية كل مباراة، واعتدنا أن نشاهده في المونديالات العالمية منذ سنوات طويلة، والحديث اليوم سيكون عن المونديال الحالي الذي رأينا فيه الاحترام والتقدير من بعض اللاعبين عند سماعهم للنشيد الوطني الخاص لبلدهم، أما البعض الآخر فيهمل ما يعنيه هذا الموقف الذي يستغرق بضع ثوان.
الاتحاد الدولي «الفيفا» أجبر الجميع على الوقوف لبضع ثوان لاستماع نشيدهم الوطني الخاص بالإضافة إلى مصافحة تكون بين لاعبي المنتخبين المتباريين، ولكننا شاهدنا أمورا كثيرة عند عزف النشيد الوطني لبعض المنتخبات. الاحترام والتقدير يكون عنوان بعض اللاعبين عند سماعهم النشيد الوطني، والإهمال والتقصير وعدم معرفة قيمة ما يدور عند عزفه هو عنوان بعض اللاعبين الذين تراهم يريدون بدء المباراة بأسرع فرصة بالإضافة إلى ضحكهم المستمر أثناء عزف النشيد.
ويعتبر لاعب منتخب كوريا الشمالية كيم يونغ الأفضل من بين جميع اللاعبين، فالوضع الذي يكون فيه يعبر عن إخلاصه واحترامه لهذه الثواني المعدودة عند عزف النشيد الوطني، فتراه رافعاً يده وكأنه في معسكر للشرطة العسكرية ويدل على حبه الشديد والدور الكبير في هذه اللحظات الجميلة التي يتمناها جميع لاعبي العالم وخصوصاً الذين لم يحالفهم الحظ في التأهل للشرف بالمشاركة في مونديال كأس العالم الذي يعتبر أهم بطولة على الإطلاق في العالم.
ويقول اللاعب الكوري في مقابلة قصيرة نشرتها إحدى الصحف الانجليزية: «عندما أقف للاستماع للنشيد الوطني أعتبر هذا الأمر أصعب بكثير من خوض المباراة، إنه أمر رائع أن تستمع للنشيد الوطني في هذا المحفل العالمي، لابد أن أحترم تلك الكلمات والموسيقى التي تتردد عن بلدي».
وعلى عكس ما يقوم به اللاعب الكوري، شاهدنا الكثير والكثير من اللاعبين من مختلف دول العالم المشاركة في المونديال إهمالهم الكبير لتلك الثواني التي يسمع فيها النشيد الوطني الخاص لدولته أو جمهوريته، فالرعونة تكون العنوان الأبرز على وجهه، فمن غير المعقول أنك تهمل تلك اللحظات التي يتمناها الجميع، فالاحترام لابد أن يكون متواجدا لدى جميع اللاعبين على عكس ما يحصل الآن، فترى البعض يضحك والبعض الآخر يغمز بعينيه للكاميرا والبعض الآخر في فمه «العلك»!
أما خارج المستطيل الأخضر، فالجماهير التي تكون متواجدة في المباراة منذ بدايتها ترى الأمر ينطبق عليها أيضاً، ولكن الأغلبية العظمى تراها تقدر وتخلص لما يظهر خلال النشيد الوطني، البعض يردد خلف القائلين والبعض الآخر يلهو أثناءه، لكن الأغلبية تراهم يرددون النشيد بفعالية ويقومون بالتصفيق الحار بعد نهايته.
العدد 2860 - الإثنين 05 يوليو 2010م الموافق 22 رجب 1431هـ