رفض يواكيم لوف تأكيد بقائه على رأس الجهاز الفني لمنتخب ألمانيا بعد نهائيات كأس العالم وذلك إثر خسارة فريقه أمام إسبانيا صفر/1 في الدور نصف النهائي أمس الأول (الخميس).
وقال لوف: «في ما يتعلق بمصيري سنناقش الأمر بعد البطولة». لكنه أضاف ملمحاً إلى إمكانية عدم الاستمرار في منصبه وإمكانية التعاقد مع مدرب جديد وذلك للمرة الأولى بقوله: «هذا المنتخب سيواصل تطوره مهما كانت هوية المدرب، إنه مستمر في عملية التطور».
ويرغب الاتحاد الألماني في تجديد عقد لوف لسنتين إضافتين لينتهي بعد نهائيات كأس أمم أوروبا 2012 في بولندا وأوكرانيا، لكن لوف لم يبت في مصيره بعد علماً بأن خلافاً نشب بين الطرفين مطلع العام الحالي قبل أن تهدأ الأمور إفساحاً في المجال أمام المانشافت للتحضير للعرس الكروي.
ويعتبر لوف أنجح مدرب للمنتخب الألماني من حيث معدل الانتصارات إذ فاز فريقه تحت إشرافه في 38 مباراة من أصل 55، وبلغ بقيادته نهائي كأس أوروبا العام 2008 وخسره أمام إسبانيا صفر/1، ونصف نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010 وسقط أمام المنتخب ذاته بالنتيجة ذاتها.
وينتهي عقد لوف مع المنتخب بعد نهائيات كأس العالم الحالية مباشرة، وكان الاتحاد الألماني يود تمديد عقده لكن المفاوضات بين الطرفين وصلت إلى حائط مسدود بسبب أمور مادية وأجلت لما بعد نهاية المونديال.
ويطالب لوف بتوسيع مهامه والإشراف على منتخب الشباب من جهة ودفع منح إضافية لمعاونيه قبل التوقيع على العقد الجديد.
وكان لوف (50 عاماً) تولى المهمة خلفا للمهاجم الدولي السابق يورغن كلينسمان بعد نهائيات مونديال 2006 في ألمانيا إذ كان يعمل مساعداً له، وقد تم جديد عقده للمرة الأولى بعد كأس أوروبا 2008 حتى نهاية مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وعن الخسارة والمباراة، أقر يواخيم لوف بتفوق إسبانيا على فريقه في المباراة التي انتهت بخسارة الماكينات صفر /1.
وقال لوف عقب اللقاء: «إنه فريق لعب خلال العامين أو الثلاثة الماضية بنفس اللاعبين تقريبا، لذا فهو يتمتع بنسب تناغم عالية. إنه فريق تصعب السيطرة عليه».
وأكد لوف، أن فريقه خسر في نصف نهائي مونديال جنوب أفريقيا أمام المنتخب الإسباني الذي يعد أفضل فرق كرة القدم في العالم حاليا.
وقال لوف: «أعتقد أن المنتخب الإسباني هو أفضل فريق في العالم، ففي 2008 فازوا بكأس الأمم الأوروبية بطريقة رائعة، كما أنهم حققوا الفوز في جميع المباريات الكبرى خلال الأعوام الأخيرة».
وأضاف «إسبانيا تلعب بشكل جماعي، وأنا واثق من أن بإمكانهم الفوز في أية مباراة، ومن الصعب جدا اللعب أمامهم نظرا لإجادتهم لتمرير الكرة فيما بينهم»، كما أقر بسيطرة الماتادور على مباراة الأربعاء.
وقال لوف الذي نال الخسارة أمام إسبانيا في نهائي بطولة الأمم الأوروبية العام 2008 بالنتيجة نفسها: «غابت عنا تلك القدرة على تغيير الإيقاع التي تمتعنا بها في المباريات السابقة. كنا نفقد الكرة بسرعة نسبيا، وإسبانيا استفادت من ذلك».
وأثنى المدير الفني الألماني على المدافع المخضرم كارلوس بويول صاحب هدف اللقاء الوحيد «لقد توجه صوب الكرة بعزم كبير».
وتابع «إنييستا وزافي رائعان بالكرة، وتشابي ألونسو...»، مبديا انبهاره بقوة المنتخب الاسباني.
ووجه لوف التهنئة للمنتخب الإسباني ومدربه فيسنتي ديل بوسكي على المباراة التي قدموها وكان أداؤهم فيها «أفضل قليلا من ألمانيا»، مبينا «لم نتمكن من خلق فرص كثيرة للتهديف، كما أن الهدف جاء من ضربة ركنية ودوما يتم ارتكاب أخطاء في تلك الضربات».
وأشار أن لاعبي المنتخب الإسباني يلعبون سويا منذ عدة أعوام سواء في المنتخب أو في أنديتهم المحلية خصوصا برشلونة الذي يشارك معظم لاعبيه مع المنتخب، في حين لم يجتمع لاعبو ألمانيا سوى 7 أسابيع فقط.
وأبرز لوف «كنا نفقد الكرة بشيء من السهولة، بعد أن ننتزعها من إسبانيا، ومن الصعب انتزاع الكرة من إسبانيا».
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان المنتخب الأسباني قويا لهذه الدرجة قال لوف: «الاسبان يجعلون الكرة تجري بشكل يجعل الآخر يلهث وراءها كثيرا، لم نتمكن من الحصول على الكرة بالشكل المطلوب واستهلكنا الكثير من الجهد والطاقة، كان على الجميع أن يلعبوا في الخلف كثيرا، لم نلعب بالشكل الكافي لهزيمة الاسبان، ورغم ذلك فأنا أعبر عن تقديري وإعجابي بلاعبي المنتخب الألماني فقد فعلوا كل ما بوسعهم وتدربوا بقسوة، لقد أدينا حتى الآن بطولة رائعة».
وأضاف «بالتأكيد نشعر جميعا بالحزن، لأننا طمحنا كثيرا. قدمنا كل شيء في هذه البطولة، وتدربنا بشكل شاق ومكثف. اليوم لم نبلغ هدفنا، لكنني أهنيء الجميع».
ووعد لوف بأن يتعامل فريقه بجدية مع مباراة السبت أمام أوروغواي في بورت إليزابيث لتحديد صاحب المركز الثالث، مؤكدا أنه سيعمل خلال الأيام المقبلة على تحسين صورة المنتخب الألماني في مباراة تحديد المركز الثالث.
وقال: «سيكون علينا هضم هذا الإحباط لكننا سنعمل لتقديم مباراة جيدة يوم السبت».
وتغلبت ألمانيا قبل 4 أعوام على البرتغال بمدينة شتوتغارت في مباراة تحديد المركز الثالث للمونديال الذي استضافته.
وقال لوف: «إن تطور هذا الفريق لم يصل إلى مداه بعد، لا يزال أمامه الكثير»، معترفا بأن غياب اللاعب توماس مولر عن الفريق أمس الأول بسبب حصوله على إنذارين كان مؤثرا.
وقال: «إنه لاعب لا يمكن التكهن بما سيفعله أمام المرمى خلف الدفاع. واليوم كنا بحاجة إلى هذا المواصفات».
وأعرب عن ثقته في أن فريقه سيلعب بشكل جاد السبت المقبل، مشيرا إلى انه سيعمل على تبديد خيبة الأمل التي أصابت لاعبي ألمانيا بعد هزيمتهم أمام إسبانيا. وأكد المدير الفني للمنتخب الألماني عدم وجود ما يدعو للإحباط وسط مشجعي المنتخب الألماني بعد خسارته.
وقال لوف في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عقب المباراة:»أدينا بطولة جيدة جدا»، مشيرا إلى أن هدفه الآن هو الفوز بالمركز الثالث أمام أرووغواي.
العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ