العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ

ألمانيا بين حسرة الماضي والتفاؤل بالمستقبل!

كانت علامات الاستياء بادية بجلاء على وجه باستيان شفاينشتايجر وهو يخرج من حجرة الملابس نحو الساعة الحادية عشرة ليلاً، إذ خلفت الخسارة (0/1) أمام إسبانيا في نصف نهائي كأس العالم 2010 آثاراً عميقة في نفوس الألمان، وهم الذين كانوا يمنون النفس في مواصلة مشوار مونديالي استهلوه بأفضل طريقة وأمتعوا فيه المتتبعين بعدما أزاحوا من طريقهم أعتى المنتخبات وأقوى المرشحين. وقف صانع ألعاب المانشافت في بهو ملعب دوربن ينتظر الصحافيين وهو متكئ على الحائط في مشهد يرمز لحالة الإحباط التي أصابته ورفاقه بعد خيبة الأمل. وقد اعتقد البعض أنه سيترك المكان من دون الإدلاء بأي تصريح من شدة تأثره، لكنه سرعان ما وجد في مدربه خير مؤنس في حالة يصعب فيها تملك الأحاسيس والمشاعر. ثم توجه الاثنان معاً لمقابلة ممثلي وسائل الإعلام، محاولين إيجاد تفسير لتلك الهزيمة القاسية. إذ أوضح صاحب القميص رقم 7 قائلاً: «من المؤسف أن تكون قريباً من الهدف ولا تسجل. بخلاف ما حصل أمام إنجلترا والأرجنتين، لم نلعب هذه المرة بكامل طاقاتنا. لقد أتيحت لنا بعض الفرص لكننا لم نحسن استغلالها. ومع ذلك فإننا قدمنا بطولة رائعة ويمكننا أن نفخر بفريقنا».

وكان طوني كروس قاب قوسين أو أدنى من وضع ألمانيا في المقدمة، لكن تسديدته من داخل المربع وجدت في طريقها حارساً إسبانيا يقظاً، إذ تصدى لها العملاق أيكر كاسياس بكل براعة في الدقيقة 69. وقد أقرّ في حديث خص به لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): «نعم كان بإمكاني أن أصنع الفارق. لو سجلت تلك الكرة لسارت الأمور على نحو مغاير تماماً».


حظ سعيد

من جانبه، قال حارس المانشافت مانويل نوير: «إنها حسرة كبيرة بالنسبة لنا. ربما كانت تنقصنا الشجاعة بعض الشيء. لقد أتيحت لنا فرصة ثمينة لبلوغ النهائي لكن النجاح لم يحالفنا. وبصراحة، يجب أن أقر بأن إسبانيا كانت الأفضل وهي تستحق الفوز. أتمنى لهم حظاً سعيداً في النهائي».

وكانت مظاهر الحزن واضحة في المعسكر الألماني، وهو ما تعكسه تصريحات المهاجم كاكاو، الذي لم يتابع هزيمة رفاقه من دكة البدلاء، إذ أوضح هداف شتوتغارت قائلاً: «لقد كنّا قريبين من التسجيل، والآن نحتاج لبعض من الوقت حتى نهضم هذه الخسارة. أعتقد أننا سنكون فخورين بما حققناه عندما تمر بعض الأيام ونفكر ملياً في ما حصل».

فيما لم يجد مدير المنتخب الألماني أفضل من الجملة المسكوكة التي طالما رددها كل من تلقى هزيمة مؤلمة، إذ قال أوليفر بيرهوف أن «هذا حال كرة القدم. مع مرور الوقت سنقوم بتقييم الإنجاز الذي حققناه هنا مع هؤلاء اللاعبين، الذين بات بإمكانهم أن يفخروا بأنفسهم».

وكان بيوتر تروشوفسكي يتمنى نهاية أفضل لبدايته مع منتخب بلاده في هذه البطولة، وعلى رغم حسرته على النتيجة إلا أنه بدا أكثر تفاؤلاً وتطلعاً للمستقبل من زملائه، إذ أكد بإصرار وعزيمة: «يعّم استياء كبير في صفوف الفريق، لكننا سننهض غداً ونبدأ استعداداتنا للمباراة أمام أوروغواي».


مستقبل واعد

يحتاج المنتخب الألماني «ليوم أو يومين» من أجل استرجاع عافيته، على حد قول كاكاو، وهو وقت كافٍ لكي يخوض نجوم المانشافت مباراتهم الحاسمة الأخرى التي من شأنها أن تواسيهم وتضمد جراح خسارة نصف النهائي، إذ سيواجهون كتيبة لاسيليستي يوم السبت في بورت إليزابيث.

فعلى غرار بطولة 2006، وقف الألمان على عتبة النهائي من دون أن يتمكنوا من عبور بوابته. وعلى رغم الهزيمة أمام منتخب إسباني صعب المراس، إلا أن أصغر تشكيلة ألمانية في أم البطولات منذ 76 عاماً نجحت في إقناع أنصارها وعشاقها وباقي المتتبعين من كل حدب وصوب على امتداد أيام المونديال الافريقي. صحيح أن اللاعبين والمدرب يجمعون على أنهم أضاعوا فرصة ثمينة بإخفاقهم في نصف النهائي، لكن شفاينشتايجر يؤكد أن «هذا الجيل الرائع ينتظره مستقبل زاهر»، قبل أن يتابع بتطلع إلى القادم من الاستحقاقات قائلاً: «لم ترحمنا الإصابات لسوء الحظ، والآن يجب أن نواصل العمل سوية حتى نتمكن من الذهاب أبعد من ذلك».

ومن جهته، وصف يواكيم لوف لاعبيه بكل عبارات الثناء والمدح خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مباشرة بعد نهاية المباراة، مؤكداً أنهم «يتمتعون بالكثير من النشاط والحيوية، وهم يتحلون برغبة جامحة في التعلم ويتعطشون للنجاح».

نلمس من كلمات المدير الفني أن ساعة الإنجازات الألمانية قادمة عاجلاً أم آجلاً. صحيح أن شعار حافلة المانشافت كان يتنبأ بأخذ الفريق «في الطريق إلى الكأس»، لكن المشوار توقف في محطة المربع الذهبي. وعلى رغم ذلك، فإن رحلة أوزيل ولام ومولر والبقية نحو المجد العالمي قد انطلقت للتو، إذ تَعد كتيبة لوف بالشيء الكثير في المستقبل.

العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً