جرى أكبر تبادل للجواسيس منذ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا أمس (الجمعة) عندما توجهت طائرتان روسية وأميركية إلى فيينا لتبادل عملاء لنزع فتيل دراما تجسس هددت العلاقات الآخذة في التحسن بين البلدين.
وتوقفت الطائرتان الروسية والأميركية جنباً إلى جنب على المدرج في مطار فيينا لنحو ساعة ونصف الساعة بينما كانت سيارات تتحرك ذهاباً وإياباً بينهما. وبعد ذلك أقلعت الطائرة الروسية وأعقبتها الطائرة الأميركية. وفرض المسئولون في فيينا، التي كانت ذات يوم مركزاً للتآمر إبان الحرب الباردة، تعتيماً إعلامياً صارماً من البداية إلى النهاية. لكن وكالات أنباء روسية نسبت إلى مسئول أمني روسي غير محدد الهوية تأكيده أن العملاء الذين اعتقلوا في الولايات المتحدة غادروا فيينا على متن طائرة إلى روسيا.
فيينا، واشنطن - أ ف ب
جرى تبادل جواسيس لا سابق له منذ الحرب الباردة صباح أمس (الجمعة) في مطار فيينا لعشرة عملاء روس طردوا من الولايات المتحدة مقابل أربعة روس قدموا من موسكو كان ثلاثة منهم أدينوا بالتجسس لمصلحة دول غربية.
وفي فصل شبيه بما كان يجري إبان الحرب الباردة جرى التبادل في مدرج مطار فيينا. وحطت طائرة أميركية قادمة من نيويورك قبيل الساعة التاسعة والنصف إلى جانب طائرة روسية حكومية وصلت قبل ذلك. وبحسب شهود فقد نقل العملاء إلى طائرة أخرى بحافلة صغيرة زجاجها داكن لا يتيح رؤية من بالداخل.
وأقلعت الطائرة الروسية التابعة لوزارة الحالات الطارئة نحو الساعة العاشرة والنصف من مطار فيينا باتجاه موسكو وعلى متنها العملاء الروس العشرة الذين طردتهم واشنطن الليلة قبل الماضية.
و ذكرت وكالة «انترفاكس» الروسية أن الطائرة هبطت في مطار دوموديدوفو بالعاصمة الروسية موسكو.
وبعد ربع ساعة من ذلك أقلعت الطائرة الأميركية باتجاه نيويورك وعلى متنها الروس الأربعة الذين قدموا من موسكو. وأعلنت القاضية كيمبا وود أمس الأول (الخميس) في المحكمة الفيدرالية بنيويورك التي مثل أمامها الجواسيس العشرة الذين عملوا لسنوات للاستخبارات الخارجية الروسية أنه تقرر «طردهم على الفور من الولايات المتحدة» بعد أن أقروا بذنبهم. وأضافت «لقد وافقوا على أنهم لن يحاولوا العودة أبداً» إلى الولايات المتحدة. وبين هؤلاء آن شابمان التي أثارت صورها الخاصة وتفاصيل حياتها الجنسية وسائل الإعلام.
وكان أحد محامي العملاء ريتشارد بوم أعلن سابقاً للصحافيين أن «كل الذين أقروا بذنبهم سيستقلون حافلة تقلهم إلى أحد مطارات نيويورك للتوجه إلى موسكو» وذلك قبيل إعلان محطة التلفزيون المحلية النيويوركية عن إبعادهم.
من جهة أخرى وقع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مرسوم عفو على إيغور سوتياغين والكسندر زابوروجسكي وغينادي فاسيلينكو وسيرغي سكريبال الذين أدين ثلاثة منهم بالعمل لصالح بلدان غربية. وكان الأربعة وجهوا طلب عفو إلى الرئيس الروسي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم مدفيديف، نتاليا تيماكوفا قولها إنه وقع مرسوماً بالعفو عن الكسندر زابوروجسكي وجينادي فاسيلينكو وإيغور سوتياغين وسيرجي سكريبال الذين يقضون أحكاماً بالسجن لإدانتهم بالتجسس.
وهذا أول تبادل جواسيس منذ نهاية الحرب البادرة في 1989 - 1990 وكانت عمليات تبادل الجواسيس دارجة أيام الحرب الباردة وخصوصاً على جسر غلينيكي الذي يربط برلين الغربية بألمانيا الشرقية. وبحسب مسئول روسي فإن ما جعل عملية التبادل «ممكنة هي الروح الجديدة التي تطبع العلاقات الروسية الأميركية والمستوى العالي من التفاهم الثنائي والثقة بين رئيسي البلدين التي لن يتمكن أحد من تدميرها».
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة أمس الأول أن تبادل الجواسيس مع روسيا إنما تقرر لأسباب تتعلق «بالأمن القومي» وأسباب إنسانية، مشيرة إلى أن احتجاز عشرة جواسيس روس لا يمثل أبداً مصلحة استراتيجية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: «تقرر التوصل إلى حل سريع وشامل (للقضية) لأسباب تتعلق بالأمن القومي وأخرى إنسانية». وأضاف أن «سجن هؤلاء الجواسيس لفترة طويلة في الولايات المتحدة لا يخدم أبداً المصلحة القومية».
العدد 2864 - الجمعة 09 يوليو 2010م الموافق 26 رجب 1431هـ