العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ

إسبانيا تدخل التاريخ وأصحاب الأرض تفوقوا في التنظيم

قصة كأس العالم في كلمات قصيرة

قصة كأس العالم لكرة القدم 2010 يمكن تلخيصها في كلمات قصيرة إذ أسدل المنتخب الإسباني الستار على بطولة حافلة بالأحداث والمفاجآت المثيرة وتوج بلقب كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بعد تغلبه مساء أمس الأول (الأحد) على نظيره الهولندي في المباراة النهائية للبطولة.

وخرج المنتخب الهولندي صفر اليدين من البطولة واكتفى بلقب الوصيف للمرة الثالثة في تاريخه كما فشل لاعبوه في الفوز بأي لقب شخصي ليصبح الخاسر الأكبر من بين منتخبات المربع الذهبي.

بينما فاز لاعب خط الوسط الألماني الشاب توماس مولر بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في البطولة برصيد 5 أهداف سجلها و3 أهداف صنعها لفريقه.

وعلى غير المتوقع، أحرز مهاجم أوروغواي دييغو فورلان جائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في البطولة.

وشهدت البطولة خيبة أمل كبيرة للقارة الإفريقية التي استضافت البطولة للمرة الأولى في التاريخ وشاركت فيها بستة منتخبات ولكن أحدهم فقط نجح في عبور الدور الأول (دور المجموعات) وهو المنتخب الغاني الذي خرج من دور الثمانية.

بينما أصبح منتخب جنوب إفريقيا هو أول منتخب مضيف يخرج من الدور الأول على مدار تاريخ بطولات كأس العالم.

ومع نهائية فعاليات الدور الأول للبطولة، بدا أن السيادة والهيمنة انتقلت من المنتخبات الأوروبية إلى نظيرتها من أميركا الجنوبية وعزز دور الستة عشر هذا الشعور ولكن الأدوار التالية بداية من دور الثمانية شهدت عودة السيادة لأوروبا التي أحكمت قبضتها ببلوغ المنتخبين الإسباني والهولندي المباراة النهائية وفوز المنتخب الألماني بالمركز الثالث على حساب أوروغواي.

وشهدت البطولة ثامن نهائي يجمع بين فريقين أوروبيين على مدار تاريخ المونديال وأول نهائي أوروبي خالص لأي من بطولات كأس العالم التي تقام خارج القارة الأوروبية وأول بطل أوروبي لمونديال يقام خارج القارة العجوز وثامن فريق يتوج بلقب المونديال على مدار تاريخ البطولة.

وعبرت جميع المنتخبات الخمسة التي شاركت من أميركا الجنوبية في البطولة فعاليات الدور الأول ووصلت لدور الستة عشر ولكن دور الستة عشر شهد اصطدام المنتخب البرازيلي بنظيره الشيلي ليخرج الأخير من هذا الدور وتتأهل البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراغواي لدور الثمانية.

ولكن منتخب أوروغواي كان الوحيد من بين جميع فرق أميركا الجنوبية الذي بلغ المربع الذهبي للبطولة.

وبالنسبة لأوروبا، وجدت المنتخبات الستة من القارة العجوز إلى دور الستة عشر في البطولة نفسها في مواجهات مباشرة مع بعضها البعض ليتقلص العدد إلى 3 منتخبات في دور الثمانية.

ولكن هذه المنتخبات الثلاثة أكدت هيمنتها في دور الثمانية وأطاحت بمنافسيها من منتخبات أميركا الجنوبية لتتأهل إلى المربع الذهبي مع أوروغواي التي تأهلت على حساب غانا آخر ممثلي القارة السمراء وذلك بضربات الترجيح.

وضاعفت أحداث المباراة آلام المنتخب الغاني الذي حرم من هدف مؤكد في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي للمباراة بعدما أبعد مهاجم أوروجواي الشاب لويس سواريز الكرة بيده من على خط المرمى. وسدد المهاجم الغاني أسامواه جيان ضربة الجزاء ولكنها اصطدمت بالعارضة لتضيع فرصة الفوز ويحتكم الفريقان لضربات الترجيح التي أطاحت بالنجوم السوداء وبددت آمال القارة السمراء في وصول أحد منتخباتها إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخ المونديال.

وتأهل المنتخب الألماني للمربع الذهبي بعدما اكتسح نظيره الأرجنتيني 4/صفر ليصبح ثاني منتخب في تاريخ بطولات كأس العالم يسجل 4 أهداف في 3 مباريات مختلفة ببطولة واحدة. وكان المنتخب الوحيد السابق الذي حقق ذلك هو المنتخب البرازيلي في مونديال 1970 بالمكسيك.

بينما تأهل المنتخب الهولندي للمربع الذهبي على حساب أحد المرشحين بقوة للفوز باللقب وهو المنتخب البرازيلي.

وبدا المنتخب الإسباني أقل بريقا إذ عبر للمربع الذهبي بفوز هزيل وصعب على باراغواي 1/صفر في مباراة شهدت ضربة جزاء ضائعة لكل من الفريقين.

وخسر المنتخب الألماني صفر/1 أمام نظيره الإسباني في الدور قبل النهائي قبل الفوز على أوروغواي 3/2 في مباراة تحديد المركز الثالث والتي عززت موقف اللاعب الألماني الشاب توماس مولر في الفوز بجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.

وفاز مولر (20 عاما) بجائزة الحذاء الذهبي التي تمنح لهداف البطولة إذ سجل 5 أهداف لفريقه في البطولة بالتساوي مع فورلان والإسباني ديفيد فيا والهولندي ويسلي شنايدر ولكنه تفوق عليهم بفضل صناعته لثلاثة من أهداف فريقه الأخرى.

وسيطر المنتخب الإسباني بشكل كبير على مجريات اللعب في المباراة النهائية للبطولة والتي سيطرت عليها أجواء قاتمة بسبب 14 بطاقة صفراء أشهرها الحكم الإنجليزي هاورد ويب للاعبي الفريقين بالإضافة لبطاقة حمراء طرد بها المدافع الهولندي جون هيتينغا.

وكان الإخطبوط بول هو النجم الأول لكأس العالم 2010 إذ جذب أنظار العالم كله إلى الحوض الذي يعيش فيه بمتحف الأحياء المائية بمدينة أوبرهاوزن الألمانية بعدما أصابت جميع توقعاته لنتائج المباريات السبع التي خاضها المنتخب الألماني في البطولة بالإضافة لتوقعه الصحيح بفوز إسبانيا على هولندا في النهائي.

وإذا كان كل ذلك مجرد جانب واحد للبطولة فهناك جانب آخر لمونديال 2010.

وقبل بداية البطولة وخلال الاستعدادات لاستضافتها، ثارت شكوك ومخاوف عديدة حول قدرة جنوب إفريقيا على استضافة البطولة والقلق من ألا تكون الاستادات جاهزة بشكل تام أو أن تظل المدرجات شاغرة بالإضافة للخوف من انهيار البنية الأساسية في ظل تدفق أعداد هائلة من السائحين والمشجعين واللاعبين والمسئولين الأجانب والخوف على اللاعبين والمشاهدين من معدلات الجريمة العالية التي تتسم بها جنوب إفريقيا.

وعلى رغم ذلك، فعندما سلم رئيس الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر والرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما كأس البطولة إلى حارس مرمى وقائد المنتخب الإسباني أيكر كاسياس أسدلا الستار على بطولة ناجحة للغاية.

وعلى رغم ذلك، شهدت البطولة بعض الهفوات والأخطاء التنظيمية ومنها تعذر وصول مئات من المشجعين في الوقت المناسب إلى استاد «موزيس مابيد» في دوربن قبل بدء المباراة بين المنتخبين الألماني والإسباني في الدور قبل النهائي بسبب ازدحام مطار دوربن بالطائرات الخاصة التي وصل بها عدد من كبار الشخصيات.

واتهمت عائلة مانديلا الفيفا بتشكيل ضغوط قوية عليهم لضمان حضور نيلسون مانديلا المباراة النهائية للبطولة.

وفي النهاية، ظهر الزعيم والمناضل الإفريقي الشهير مانديلا الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا لفترة قصيرة للغاية قبل بداية المباراة النهائية وغادر الاستاد قبل بداية المباراة.

كما ظهرت بعض المشاكل الأمنية إذ تعرضت بعض المنتخبات لسرقة غرفها في الفنادق التي تقيم بها.

ولكن على أي حال، لم تشهد البطولة تحقق أي من المخاوف الكبيرة التي ثارت قبلها.

العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً