العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ

مونديال 2010 يؤكد نجاح فكرة «الكرة الشاملة»

في ظل سقوط المنتخبات صاحبة الأداء الدفاعي

لم يعد المفهوم الذي كنا نفرّق فيه بين أسلوب لعب فريق ما عن آخر كما كان في السابق، فربما كنا نسمع في السابق عن فريق يلعب بطريقة (4-4-2) والآخر يلعب بطريقة (4-4-3)، أما في هذا المونديال فتميز كل منتخب باستراتيجية معينة في مبارياته، فبغض النظر عن أسلوب اللعب، أصبحت استراتيجية الفريق هي الطاغية على أسلوب لعبه، إذ احتفظت بطلة العالم إيطاليا بتكتيكها الدفاعي البحت، وتمرد «دونغا» على الأسلوب البرازيلي المعروف في بطولات كأس العالم والمغلف بالطابع الهجومي وغيره إلى أسلوب دفاعي جاف، وعلق الأسطورة الهولندية كرويف على أداء المنتخب البرازيلي هذا بقوله «لن ادفع ثمن تذكرة لكي أشاهد هذا المنتخب البرازيلي، فريق السامبا الذي نعرفه قد اختفى في هذه النسخة من المونديال»، ويبدو أن العرق الإيطالي المتمثل في المدرب الايطالي «فابيو كابيللو» أثر في جسد المنتخب الإنجليزي، إذ على رغم ظهوره بشكل جيد في التصفيات لم يقدم الفريق ما يشفع له في البطولة وتوقف عند بوابة الدور الثاني.

وعلى رغم كل الترشيحات والآمال على هذه المنتخبات في المونديال سقط أغلبها في المحظور وخيب آمال جماهيره، إذ لم تظهر هذه الفرق بمظهرها المعتاد وظهرت بثوب مخيب لعبا ونتيجة، ولعل هذه النتائج ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسهم منتخبات أخرى مثل ألمانيا والأوروغواي وبشكل أكبر هولندا وإسبانيا اللتان ظهرتا بشكل رائع في المونديال، إذ شقت إسبانيا طريقها إلى النهائي الأول في تاريخها بعد أداء رائع قدمته في مجمل مباريات البطولة وخصوصا في نصف النهائي أمام ألمانيا، أما منتخب هولندا فهو الآخر قدم أداء جميل لا يقل عن روعة الأداء الإسباني وتأهل للنهائي بفوز مستحق على الأوروغواي.

ولم يكن سر هذا الأداء الجميل لهذين المنتخبين الأوروبيين مخفي لمتابعين الكرة، إذ باتت معالم «الكرة الشاملة» واضحة على أسلوب لعب الفريقين، كيف لا وهذا الأسلوب مرتبط أساسا بالفريق الهولندي، فعندما يطل على مسامعنا أسلوب «الكرة الشاملة»، تعود ذاكرتنا إلى سبعينيات القرن الماضي، إذ قاد الأسطورة و المدرب «رينوس ميشلز» صاحب نظرية الكرة الشاملة مع نادي أياكس أمستردام الهولندي عندما أحرز معه بطولة الأندية الأوروبية في أعوام 1971 و1972 و1973 وكذلك قيادته للمنتخب الهولندي في نهائيات كأس العالم في ألمانيا الغربية العام 1974، ويقول «ميشلز» عن هذا الأسلوب «الكرة الشاملة مع ضغطها الهجومي شيء خيالي ورائع جدا، هذه الطريقة تحدد على من يطبقها من لاعبين ومدربين مسئوليات وتحديات كثيرة».

ويبدو أن مدرسة الكرة الشاملة لم تعد محتكرة فقط على المنتخب الهولندي، إذ تأثرت أوروبا وخصوصا إسبانيا كثيرا بهذا الأسلوب الذي جلبه معه «يوهان كرويف» و تحديدا عندما قدم كمدرب لبرشلونة في نهاية الثمانينات، ولم يخفي المدرب ديل بوسكي سر تفوق الفريق الإسباني، فأسلوب «الكرة الشاملة» أو كما يطلق عليه في إسبانيا بأسلوب «التيكي تاكا» برز بشكل لافت على أداء الماتادور، ويضيف ديل بوسكي في هذا الشأن «أسلوب السيطرة على الكرة (التيكي تاكا) هو الذي قادنا للنهائي».

أنور إسماعيل عبدالحسين

العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً