وصول فريقين أوروبيين إلى المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي قد يعطي مؤشرا قويا باستفادة الفرق الأوروبية من قوة أنديتها، في حين دفعت الفرق اللاتينية اعتمادها على الحل الفردي من قبل محترفيها في الخارج بغيابها عن النهائي العالمي للمرة الثانية على التوالي.
وبغض النظر عن (إسبانيا وهولندا وألمانيا) - وهي الفرق الأوروبية التي استفادت من قوة مسابقاتها المحلية وترجمة ذلك بتقديم مستويات راقية في المونديال - سقطت منتخبات أوروبية أخرى في المحظور مع أنها تتمتع بمسابقات محلية تنافسية، لذلك لم يكن الأمر مجرد كونك تمتلك دوريا محليا قويا فقط، بل يجب تفعيل هذا الأمر لبناء أجندة وطنية تساعد في تركيبة المنتخب.
ولعل إيطاليا هي من بين الفرق التي دفعت ثمن تركيزها على قوة الدوري فقط، ونسيت أن نتاج هذا الدوري يجب أن يكون منتخبا محليا قويا قادرا على منافسة الفرق الكبيرة، ولو لاحظنا تشكيلة فريق إنتر ميلان الإيطالي وهو الفريق المسيطر على البطولة المحلية في السنوات الأخيرة، للاحظنا افتقادها ولو للاعب واحد إيطالي، وهو ما انعكس على مستوى المنتخب الذي لم يجد اللاعب المحلي الذي يسد غياب النجوم السابقين من أمثال توتي وديل بيرو.
ولعل حال إسبانيا هو عكس الوضع الحاصل تماما مع إيطاليا، فقبل أعوام أصدر الاتحاد الإسباني قانونا يسمح للأندية الإسبانية بجلب 3 لاعبين أجانب فقط، ما يحتم على الأندية الاعتماد على اللاعب المحلي، فأصبحت تشكيلة برشلونة بطل الدوري تحمل الطابع الإسباني في أكثرها، كما حذا ريال مدريد حذو منافسه، ففي حين قدوم الرئيس بيريز صرح للجميع انه سيبني مشروع «أسبنة» الفريق بجلبه لعدة لاعبين إسبان للفريق، ونتيجة لهذا الخطوات التي اقدم عليها اكبر ناديين في إسبانيا لم تتأخر النتائج كثيرا فبعد لقب اليورو 2008 ها هم يؤكدون حضورهم القوي مرة أخرى في المونديال.
أما بالنسبة إلى الحضور المخيب للآمال للاتينيين، فلربما الفشل بدأ في إيجاد المزيج المناسب بين اللاعبين والطاقم الفني، هذا ما حدث بالضبط للتانغو والسامبا، فكيف لمدربين لا يحملون الفكر التكتيكي والفني الحديث أن يتعاملوا مع نجوم هويتهم لاتينية ولكن عقليتهم وتكتيكهم بنكهة المدرسة الأوروبية الحديثة، فمارادونا أضاع ميسي ورفاقه بتكتيك أصبحت شفرته واضحة أمام الألمان، أما «دونغا» فبعد الانتقادات الكثيرة عليه بسبب طريقه لعبه الدفاعية المملة، جاءت هزيمة هولندا التي باتت «القشة التي قصمت ظهر البعير».
جاسم محمد
العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ