قال آمر الأكاديمية الملكية للشرطة بوزارة الداخلية العقيد طارق الحسن، إن «الوزارة مستعدة لتبني الشباب والطلبة ودعمهم لحفظ الأمن وخدمة البلاد، وهي تسعى جاهدة حاليّاً إلى تطبيق مبدأ الشراكة المجتمعية مع مختلف فئات المجتمع ضمن برامج وفعاليات عدة تسعى إلى تطبيقها خلال هذه الفترة المقبلة».

وذكر الحسن في حديثه إلى «الوسط» أن «المعسكر الصيفي للشباب بالأكاديمية اعتذر عن قبول أعداد كبير من الشباب والطلبة الذين يودون المشاركة في فعاليات المعسكر بسبب الاكتفاء، غير أنها تسعى على رغم ذلك إلى تحقيق الأهداف الأساسية التي جاء المعسكر وبرامجه من أجلها». وفيما يأتي نص الحوار الذي أجرته «الوسط» عبر برنامج «شئون بلدية» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين» اليوم (الأربعاء) مع العقيد طارق الحسن:

كيف تسير فعاليات المعسكر الشبابي الصيفي لهذا العام، وهل تعطينا لمحة عن طبيعة المعسكر وأهدافه؟

- بدأ المعسكر خلال الأسبوع الماضي، وهو استمرار لبرنامج إعداد شباب المستقبل للعام الثاني على التوالي، علماً بأنَّ هناك إقبالاً كبيراً على المعسكر، إذ استقر تقريباً على الأعداد الموجودة حاليّاً، لكننا اضطررنا إلى تغيير بعض الفعاليات لعدم مناسبتها مع الجو.

والبرنامج يستهدف المصلحة العامة للشباب وتنمية قدراتهم الذهنية والبدنية والنفسية، وتوجيه طاقاتهم نحو ما يحقق لهم الخير والمنفعة الذاتية ولمجتمعاتهم وأهلهم ووطنهم، وكذلك تعزيز الشعور بالمواطنة والولاء والانتماء لله ثم إلى الوطن.

ويُعنى البرنامج بإعداد جيل الشباب لتحقيق تلك الرؤية وحمايتهم من الجريمة والانحراف من خلال برامج هادفة وموجهة إلى مختلف فئاتهم السنية (12 - 18 عاماً). إذ أطلقت وزارة الداخلية على البرنامج العسكري الشبابي مسمى «برنامج إعداد شباب المستقبل»، باعتبار أنه عبارة عن مشروع متكامل طموح يرتكز أساساً على الرؤية الاقتصادية للعام 2030.

والبرنامج الشبابي الصيفي موزع على 8 برامج رئيسية مكثفة، لا تطبق كلها في فترة الـ 21 يوماً الأولى (دورة هذا العام)، إلا أن بعضها سيكون تطبيقه على مدى الأعوام الستة المقبلة نظراً إلى استمرارية مشاركة الطالب طوال هذه الفترة.

وستكون البرامج الثمانية، هي التدريب العسكري متضمناً تدريبات المشاة والضبط والربط والنشيد الوطني ومراسم العلم ومهارات القيادة، والثاني برنامج السلامة العامة الذي يتضمن تدريبات الوقاية من الحريق، وأساسيات الإسعافات الأولية والسلامة الشخصية إلى جانب الثقافة الصحية.

أما البرنامج الثالث، فسيكون برنامج تعزيز المواطنة متضمناً تثقيف المشاركين وعرض الموروثات الشعبية عليهم على هامش الزيارات الميدانية للمواقع الأثرية والتاريخية والشعبية، فضلا عن المشاركة في حملات حماية وتطوير البيئة والتوعية. في حين سيكون البرنامج الرابع تحت مسمى «من جد وجد» (قصة نجاح)، وذلك عبر تنظيم لقاءات وندوات مع قدوات ناجحة في مختلف المجالات، ومنها الرياضية والاقتصاد والتعليم والإبداع، وكذلك مع أعضاء من المجلس الوطني وإعلاميين.

كما ستتعرض برامج الأكاديمية للشباب في الصيف عبر برنامج متكامل بشأن حقوق وواجبات المشارك نحو الوطن، متضمناً التعريف بسلطات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية والمجلس الوطني، إضافة إلى المجلس الأعلى للمرأة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ناهيك عن التعريف أيضاً بحقوق الإنسان والطفل والتعليم والبيئة والمجالس البلدية.

من جانبٍ آخر، سيتضمن البرنامج بندًا خاصّاً عن الوقاية من الجريمة، عبر تعزيز الثقافة القانونية لدى المشاركين، ودعمهم لمواجهة المخدرات وجرائم الحاسوب وغيرها، بالإضافة إلى مجموعة من البرامج المعنية بالجانب الترفيهي وكيفية اغتنام الفرص لتحقيق حياة أفضل.

كم هو عدد الشباب المشاركين ضمن فعاليات المعسكر لهذا العام وخصوصاً عقب تصريحات في العام الماضي بمضاعفة هذا العدد؟.

- العدد يقارب 200 فرد ممن شاركوا في المعسكر خلال العام الماضي، لكن هذا العدد لم يستقر حتى الآن لأن هناك بعض الطلبة ممن ترتبت عليهم امتحانات للدور الثاني وآخرون يتغيبون بناء على ظروف معينة، لكن العدد الذي تم قبوله لهذا العام يبلغ 300 فرد، ليصبح العدد الإجمالي بالعسكر حاليّاً 500 فرد.

المعسكر نفذ عدة حملات لتنظيف السواحل خلال الأسبوع الماضي، هل هناك حملات مواتية مماثلة خلال الفترة المقبلة؟

- بالتأكيد، فالمعسكر ينمي العديد من المواهب لدى المشاركين، ويركز على خدمة المجتمع وأن يكون الفرد فاعلاً فيه، وكانت لنا حملات تنظيف لبعض السواحل خلال الأسبوع الماضي في خليج توبلي وساحل الغوص بالمحرق وساحل أبوصبح بالدراز، كما ستكون هناك حملات مجتمعية مختلفة تتنوع بين التنظيم والجداريات والتوعية والتشجير.

البرنامج لهذا العام لابد أن يحتوي يوميّاً على فعالية معينة لخدمة المجتمع بالتفريق والدمج في الوقت نفسه بين مجموعة العام الماضي والعام الجاري.

بناءً على الأهداف التي وضعت وأعلنت ضمن برنامج المعسكر، هل حققت الوزارة التماساً إيجابيّاً لدى الشباب من حيث القدرات الذهنية وخفض مستوى العنف والجريمة في المجتمع؟

- بعض الأهداف يتم تحقيقها على المدى القصير، وهو ما لمسناه فعلاً في الطلبة والشباب الذين شاركوا في المعسكر خلال العام الماضي من خلال تكوين صداقات وقدرة على الإدارة والتدبير وتغيير بعض السلوكات وإيجاد روح الفريق الواحد.

كما أن هناك بعض الجوانب التي يحتاج تحقيقها إلى وقت أطول، ونأمل أن تتضح الأمور خلال المستقبل القريب، علماً بأن هناك استطلاعات رأي من قبل المشاركين أنفسهم وأولياء الأمور الذين أدخلوا بإيجابية أكثر عبر إجراء التقييمات الأسبوعية عن أبنائهم.