العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ

طلبة «الفرنسي» بين مطرقة جامعة البحرين وسندان وزارة التربية

أنهيت دراستي مع جامعة البحرين بشهادة دبلوم مشارك للغة الفرنسية ولأن الجامعة لم تعمل على إيجاد خطة للبكالاريوس كما وعدونا دائما كلما أردنا معرفة مصيرنا مع هذا التخصص الذي أحببناه، اضطررنا للقبول بهذه الشهادة، وفي ذات الوقت ذهبت أنا مع صديقتي من نفس التخصص لطرق باب وزارة التربية والتعليم طلبا لبعثة دراسية لفرنسا أو طريقة ما لإكمال الدراسة ولكن لم يفتح لنا باب فكان كل شخص يخبرنا كلاما وأحدهم يقول: إن الموازنة ليست مخصصة لكم، وآخر يقول: إن هذا ليس من شأننا بل من شأن جامعة البحرين أن تبتعثكم لإكمال الدراسة... وللعلم فإن مدرسة مغاربية كانت مدرسة اقتصاد ببلادها وأتت هنا لتدريس الفرنسي مع أنه ليس تخصصها تدريس الأدب الفرنسي، رأتني هذه الأخيرة في المركز الفرنسي في مدينة عيسى وقالت أذهبي للوزارة لكي يعطوكِ بعثة فهم قد أعطوها وأعطوا أخرى بعثة للدراسة في كندا!... ذهبنا مرة أخرى أنا مع صديقتي ولكن لا فائدة ترجى... وبعد أن أحسسنا باليأس قررنا أن ندرس في جامعة لديها بكالاريوس للأدب الفرنسي في الإمارات فاستخرجنا شهادة حسن السيرة والسلوك وراسلنا الجامعة وأعطتنا كذلك الوزارة رسالة عدم ممانعة بالدراسة هناك ولكنها لن تتحمل أي مصاريف أخرى... أشعرنا هذا الشيء مرة أخرى بالعجز فنحن لا تسمح لنا ظروفنا بالالتزام المادي... ولماذا تعجز دولتنا عن ابتعاث عدد قليل من طلبة الفرنسي لإكمال الدراسة وأخذ البكالاريوس في الخارج!

للعلم فإن الوزارة أرسلتنا للدراسة لفرنسا فقط لشهر واحد... كورس مكثف ولكن هذا لايكفي ولم تكن شهادة جامعية بل كانت شهادة معهد لا غير... ما أحزننا حقا هناك في فرنسا فإننا تعرفنا على 3 طلبة إماراتيين وقد ابتعثتهم الدولة لدراسة الفرنسي لأنهم لا يملكون له تخصصا بجامعتهم... لم لا تحتذي دولتنا بالإمارات فهي قد اعتنت بهذه الفئة البسيطة ولا بد أنهم الآن رموزا مشرقة ومشرفة بين فرنسا والإمارات... لم أُهمِلنا من طرف الجميع؟ كنا طلبة لا نتجاوز حتى العشرة! بعد جميع المحاولات الفاشلة قررت أن أنزل لسوق العمل وأقبل بالواقع ولكنني إنسانة أملك طموحا كبيرا وكم كانت لدي أحلام كثيرة بتخصصي في اللغة الفرنسية أن أكون مترجمة لبلادي أو أن أعمل في السفارة ولكن الكثير من المؤسسات لا تقبل بالدبلوم وبعضها ينظر إليّ كأنني حاملة شهادة ثانوية!وكأننا لم ندرس ولم نتعب ولم نسهر الليالي لأجل الشهادة والنجاح كغيرنا... حتى إن جامعة البحرين لا تكلف نفسها بعمل حفلة تخرج لطلب الدبلوم... كأننا لا شيء! عملت بعد ذلك ولا زلت أعمل ولله الحمد ولكنني لا أعمل في مجالات أنا أحبها كثيرا أنا أعمل في مجال الإدارة وبجهدي الخاص وصلت لما أنا عليه... في نفس العام الذي تخرجت فيه من الأدب الفرنسي 2005 قررت أن أبحث لي عن جامعة أخرى حتى أدرس بكالاريوس... وبعد بحث طويل وجدت ما يناسب التزاماتي المادية ومدخولي فالكثير من الجامعات الخاصة رسومها الفصلية غالية جدا... لقد قررت أن أدرس في أحد المعاهد الخاصة، طبعا لم يعجبني المكان ولا شكله ولا نظافته ولكنني رضيت بالواقع فقط لأجل الحصول على الشهادة ولأن الرسوم لم تكن بالمرتفعة كثيرا كنا 4 طلاب تخصص بكالاريوس في علوم تقنية المعلومات، قبل التسجيل سألنا شخصا عن ما إذا كانت الشهادة معترفة في وزارة التربية والتعليم وقال: نعم... سجلنا للدراسة في إحدى الجامعات الهندية وكانت مدة الدراسة 3 سنوات، تحملت المدرسين الغير متخصصين في موادهم وتحملت العملي التعبان لدى المعهد فمرة الكمبيوترات لا تعمل ومرة أخرى فهي ليست مزودة بالبرامج التي يجب أن نعمل عليها وكل مرة مشكلة، ومشكلة تغيير الجداول المستمرة ومشكلة وصول الكتب متأخرة من الهند «أي في منتصف الفصل» ومشكلة عدم توافر مدرسين في أوقات أخرى، ومشكلة اللغة الغير جيدة للشرح «أكسنت هندي غير مفهوم جيدا» ومشكلة خروج المدرسين لإجازات خاصة في منتصف الفصل ونبقى من دون أحد! – للعلم فقد اتصلت مرتين بوزارة التربية والتعليم واشتكيت على المعهد ولكن لا من حس ولا خبر... ويا ليتني كتبت رسالة حتى أوثقها في موضوعي.

لقد تحملت كل ذلك... وانسحب طالبان وبقيت أنا وطالب غير بحريني آخر، نعاني وفي كل فصل لابد من وجود رسوب في مادة أو أكثر مع العلم بأنني كنت أدرس جيدا للامتحانات ولكن المواد صعبة ونحتاج لمدرسين جيدين وملمين بالمادة ولكنهم كانوا يعتمدون على أسلوب الحفظ من الغلاف للغلاف!ولا كأنني طالبة تقنية معلومات ولاهم يفقهون! الآن أنا أكملت ستة فصول – 3 سنوات ولدي بعض المواد التي رسبت فيها، ويجب عليّ أن أكملها حتى أخذ البكالاريوس ولكنني تعبت كثيرا من هذا المكان وقررت أن أدرس أو أن أواصل في جامعة أخرى، أرسلت أوراقي لجامعة خاصة أخرى، وأجروا معادلة فقط لشهادة الأدب الفرنسي أما أوراق علاماتي لتقنية المعلومات فقد قالوا أنها غير معترفة ويجب عليكِ الحصول على تصديق من وزارة التربية والتعليم، ولو أحببت الدراسة لديهم فيجب أن أدرس 3 سنين أخرى!، اتصلت مرارا وتكرارا يوم 17 مارس/ آذار 2009 في وزارة التربية والتعليم ولم أجد أي رد ودخلت موقعهم وأخذت الرقم واتصلت ولكن من ردّ علي قال أختي الرقم قد تغير منذ 4 سنوات!

دليل واضح على متابعتهم للموقع الإلكتروني، بعد ذلك اضطررت للخروج من العمل فقط حتى أذهب للوزارة وللتحدث معهم، علما بأن الرقم الذي أخذته من بدالة الهاتف اتصلت عليه عشرات المرات وكان عامل البدالة كلما حولني على قسم لا يردون، تخيلت أن الوزارة خالية من عروشها! ساعة كاملة لأجل الوصول وحينما وصلت ذهبت لقسم المعلومات الجامعية وحولوني لقسم الدراسات العليا وقسم الدراسات العليا حولوني لقسم تقويم المؤهلات وبعدها هناك تحدثتُ مع إحداهنّ وقالت لي إن المعهد أصلا غير مرخص من طرفنا! وأي جامعة تحته فلن تكون مصدقة أو معترفة من عندنا!انصدمت كثيرا وقلت لها: إن لم يكن المعهد مرخصا فكيف يعقل أن يكون مفتوحا ويدرس فيه الكثير من الطلبة ويتخرجون بشهادات غير معترف بها أصلا. قالت: هذا السؤال يجب عليكِ سأله للمعهد!

أنا أسأل المعهد لماذا هو ليس مرخصا؟ أليس هذا عمل الوزارة، أو أفيدوني من هي الجهة المختصة عن المعاهد وماتدرس فيها وعن تدرسيهم لجامعات معروفة في الخارج! يجب أن تكون هناك مراقبة على هذه المعاهد وإن لم تكن مرخصة فيجب إغلاقها بدلا من تعرضنا لمشاكل مستقبلية لا نعرف لها حلا ولا مخرجا! قد لا أستطيع الآن التحويل لأي جامعة محلية للسبب المذكور أعلاه، أنا لا أواجه أية مشكلة مع عملي بسبب الشهادة لأنني أعمل في القطاع الخاص ولكنني لو فكرت مستقبلا في العمل في القطاع الحكومي فبالتأكيد لن تأخذ شهادتي، ولو فكرت أن أدرس الماجيستير كذلك في جامعة محلية فإنني سأواجه نفس المشكلة، أنا ضائعة بين مشاكل الوزارة وقراراتها وكذب المعهد من جهة أخرى، من المسئول عن كل هذا؟ وأين هي حقوق الطالب البحريني؟ نحن الآن نعيش في السنة التاسعة من الألفية الثانية ولكم أن تتخيلوا متى بدأت دراستي الجامعية، منذ العام 2001 للآن وهي 8 سنوات من عمري... ذبلت فيه أحلامي وكانت جامعة البحرين مقبرة لطموحي، مهما حاولت أن أقاوم اليأس فإنه لابد ليدٍ أن تساعدني حتى أحقق طموحي لا أستطيع الآن أن أدرس 3 سنوات أخرى في جامعة معترفة حتى أحصل على البكالاريوس ولا أستطيع أن أتراجع بعد هذا الشوط الطويل من حياتي، وحتى لو أنهيت دراستي الآن وحصلت على بكالاريوس من تلك الجامعة الهندية ولكن أين سأكمل الماجيستير؟!

شكرا لجامعة البحرين فبسببهم حدث كل ذلك، ولو افتتحوا لنا باب البكالوريوس لما تشتتنا!

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً