أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون أمس (الاثنين) مساعدات جديدة لباكستان بأكثر من 500 مليون دولار في صورة مشروعات تأمل واشنطن أن تسهم في كسب ود جمهور متشكك في هذا البلد الذي يعد حليفاً مهماً في كسب الحرب في أفغانستان المجاورة.

وتقوم كلينتون بزيارة إلى إسلام آباد لمدة يومين في إطار الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وباكستان والذي يشمل سلسلة من المحادثات تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الحليفتين في الصراع ضد تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان». وقالت كلينتون في تصريحات بمبنى البلدية، «لفترة طويلة جداً أعاق ضعف الثقة بلدينا ما أعادنا إلى الوراء. نفهم أسباب هذا ونقبل المسئولية عن الدور الذي لعبته أفعالنا. لكننا بحاجة لإعادة بناء هذه الثقة».

وفي وقت سابق قالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع نظيرها الباكستاني، شاه محمود قرشي «تخطينا عثرة خلقها سوء تفاهم بيننا تم السماح له بأنه يكبر ولم يتم التعامل معه... ووصلنا إلى وضع أدخلنا في حوار هو الأكثر انفتاحاً بين بلدينا على الإطلاق حسبما أعتقد».

وتطير كلينتون في وقت لاحق إلى كابول للمشاركة في مؤتمر دولي في وقت تتعرض فيه الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان لشكوك متزايدة في الكونغرس. ووقع وزيرا التجارة في باكستان وأفغانستان اتفاقاً للتجارة أثناء وجود كلينتون، وتأمل واشنطن أن يساعد الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين.

وفي باكستان أعلنت الوزيرة الأميركية مجموعة من المشروعات الجديدة من بينها إقامة سدود ومحطات توليد كهرباء وتنمية زراعية وبناء مستشفيات بتمويل بموجب قانون أميركي تم إقراره العام الماضي قضى بزيادة حجم المساعدات المدنية لباكستان إلى ثلاثة أمثالها لتصل إلى 7.5 مليارات دولار على مدى الأعوام الخمسة المقبلة. وقال قرشي «النظرة إلى الولايات المتحدة ستتغير عندما يرى شعب باكستان كيف تغيرت حياته من خلال هذه الشراكة». وتسعى باكستان إلى تعزيز دخول الأسواق وزيادة قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب والحصول على الطاقة والقدرات التكنولوجية الأخرى من دون تمييز. والمطلبان الأخيران يمثلان رغبات باكستانية قديمة للحصول على المزيد من المعدات العسكرية ولإبرام اتفاق نووي سلمي مثل اتفاق مماثل وقعته الولايات المتحدة مع الهند.

وتسعى إسلام آباد أيضاً لعقد اتفاق نووي مع الصين وأثيرت هذه القضية أثناء وجود كلينتون في مبنى البلدية حيث سئلت عن دعم الولايات المتحدة الفاتر لأية اتفاقات نووية.

مقتل 8 بينهم جنديان أميركيان في جنوب أفغانستان

كابول تستعد لاستضافة أول مؤتمر دولي

كابول، إسلام آباد - د ب أ، أ ف ب

انتهت عمليات رصف طريق جديد ويجرى تخطيطه في كابول قبل انعقاد مؤتمر كابول الذي يتوقع أن يحول المزيد من أموال المساعدات والمسئولية إلى أفغانستان.

وبدأ المشاركون في إلى كابول الذي سيعقد اليوم (الثلثاء) وفي مقدمتهم وزيرا الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وإيران منوشهر متقي.

وقبيل وصولها إلى العاصمة الأفغانية، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون أمس الحكومة الأفغانية إلى المضي قدماً في برنامج المصالحة الرامي إلى التوافق مع مقاتلي حركة «طالبان» المستعدين التخلي عن العنف. وعشية مؤتمر دولي بشأن أفغانستان، قالت الوزيرة الأميركية في مؤتمر صحافي في إسلام آباد «ننصح بقوة أصدقاءنا الأفغان بالتفاوض مع المستعدين للالتزام بمستقبل سلمي، والتعبير عن آرائهم عبر صناديق التعبير السياسي وليس بقوة الأسلحة».

وبدأ الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي يعرض العفو مقابل استسلام تلك العناصر في العام 2005 لكن نداءاته لم تثمر.

ميدانياً، قتل جنديان أميركيان وستة شرطيين أفغان أمس في انفجار قنابل يدوية الصنع في جنوب أفغانستان. فيما أصيب 4 جنود ألمان إثر انفجار عبوة ناسفة في شمالها وقالت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان أن الجنديين قتلا في انفجارين منفصلين في جنوب البلاد من دون إضافة أي تفاصيل.

جاء ذلك في وقت أصيب فيه أربعة جنود ألمان إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية تابعة للقوات الألمانية في إقليم قندز. وقال متحدث باسم قيادة عمليات الجيش الألماني بالقرب من مدينة بوتسدام شرقي ألمانيا أمس إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الإصابات ليست خطيرة. ووقع الهجوم على بعد 12 كيلومتراً جنوب غرب معسكر القوات الألمانية في قندز. وتتعرض القوات الألماني في إقليمي قندز وباجلان إلى هجمات من قبل عناصر «طالبان» بشكل يومي تقريباً.