ذكر تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية أمس (الاثنين) أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني يشن «حملة وحشية من الاعتقالات التعسفية والتعذيب والترويع النفسي والجسدي» ضد معارضي الرئيس السوداني، عمر البشير.
وقال مدير برنامج إفريقيا في منظمة العفو الدولية، إروين فان دير بورجت إن «جهاز الأمن السوداني يحكم السودان بالخوف». وأضاف أن «السلطات السودانية تسكت بصورة وحشية المعارضة السياسة والمدافعين عن حقوق الإنسان في السودان عبر العنف والترويع». ولفتت المنظمة إلى أنها قامت بتوثيق عمليات اعتقال لما لا يقل عن 34 فرداً على يد جهاز الأمن السوداني، بمن فيهم صحافيون وناشطون حقوقيون وطلبة.
وأشارت في تقريرها إلى «مجموعة متنوعة من أساليب التعذيب التي يستخدمها جهاز الأمن السوداني، من ضرب المعتقلين وهم معلقون بالمقلوب على الحائط والصدمات الكهربائية والجلد والحرمان من النوم». وأضافت: «اعتقل أحمد علي محمد عثمان، وهو طبيب يعرف أيضاً باسم أحمد سردوب، على يد (جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني) في 20 مارس/ آذار 2009 في الخرطوم، عقب كتابته مقالاً انتقد فيه قرار الحكومة بطرد منظمات إنسانية من السودان وأعمال اغتصاب في إقليم دارفور».
ونقلت المنظمة عن عثمان قوله: «أسندوني إلى كرسي وأمسكوا بي من ذراعي وقدمي، بينما قام آخرون بضربي على ظهري وساقي وذراعي بشيء يشبه السلك الكهربائي». وأضاف عثمان: «وقاموا بركلي في خصيتي وهم يتحدثون عن تقرير الاغتصاب في دارفور».
وذكرت المنظمة أن عثمان يعيش حالياً خارج البلاد بعد تلقيه تهديدات بـ «القتل» عندما حاول الإبلاغ عن الحادث. وقالت المنظمة: «منذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أبريل/ نيسان 2010، جدد جهاز الأمن السوداني حملته ضد حرية التعبير... فاستأنف عملاء الجهاز رقابتهم السابقة على طبع الصحف السودانية، حيث يقومون بزيارات يومية لمكاتب الصحف ولدور الطباعة».
في سياق آخر، أعلن وسطاء أمس أن متمردي حركة «العدل والمساواة» في دارفور سيوقعون غداً (الأربعاء) في جنيف اتفاقاً مع الأمم المتحدة لحماية الأطفال، وخصوصاً لمنع استخدام الأطفال الجنود.
وقال مركز الحوار الإنساني الذي تولى التفاوض بشأن هذا الاتفاق أن «حركة العدل والمساواة تتعهد اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان حماية الأطفال في دارفور». وأوضح الوسطاء في بيان أن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) سيكون قادراً «على الوصول إلى كل مواقع حركة العدل والمساواة لمراقبة تطبيق الاتفاق»، على أن يضع المتمردون في تصرفه مسئولاً سيشرف على هذا التطبيق.
وسيشارك مدير «اليونيسيف» في السودان نيلز كاستبرغ في حفل التوقيع في جنيف، على أن يترأس وفد حركة «العدل والمساواة» المسئول عن التنسيق الإنساني، سليمان جاموس والمتحدث أحمد حسين.
العدد 2874 - الإثنين 19 يوليو 2010م الموافق 06 شعبان 1431هـ