تحدث المقلع عن التدخين الحاج محمد علي العرادي إلى «الوسط» عن تجربته في الإقلاع عن التدخين بعد مضي أكثر من 24 عاماً من تدخين السجائر، فمن تدخين 100 سيجارة يوميّاً، نجح بعد محاولات عدة في التوقف عن التدخين نهائيّاً.

وقال العرادي لبرنامج «صحة» الذي يبث كل جمعة على «الوسط أون لاين»: «إن التوقف عن التدخين صعب جدّاً، ولكن بالإرادة لاشيء مستحيل، وقد كنت أدخن خمس عُلب سجائر يوميّاً وبعد محاولتي الأخيرة في التوقف عن التدخين نجحت بالفعل في الإقلاع وهو ما أثار سعادة أسرتي»، مضيفاً أن «ضغوط العمل هي ما جعلتني أدخن بشراهة».

وفيما يأتي نص اللقاء مع المقلع عن التدخين محمد علي العرادي:

الحاج محمد العرادي، متى بدأت التدخين؟

- بدأت التدخين العام 1976.

واستمررت إلى أي عام؟

- خلال هذه السنين كل ما بين سنة أو سنتين أقف عن التدخين شهراً واحداً من دون صعوبة، وأقول في الليل لن أدخن كفترة راحة، ولكن من العام 1990 توقفت عاماً و7 أشهر عن التدخين، وبعدها رجعت أدخن بسبب ضغوط العمل فدخنت بشراهة وبطريقة لا تصدق إلى 15 أبريل/ نيسان 2010.

كم علبة سجائر كنت تدخن يوميّاً؟

- كنت أدخن ما بين 3 و5 علب، يعني العلبة فيها 20 سيجارة، من 60 إلى 100 سيجارة أدخن في اليوم الواحد.

وكيف كنت تشعر بصحتك وأنت تدخن عدداً كبيراً من علب السجائر؟

- صحتي لم تكن جيدة ومع أني لا أبلع الدخان إلا أن بلاعيمي دائماً فيها مشكلة، كما أن الأهل يتأذون كثيراًَ من التدخين وزوجتي أصابتها كحة نوعاً ما مزمنة بسب تدخيني.

عندما قررت أن تتوقف عن التدخين كيف توصلت إلى كاظم الحلواجي وعيادة مركز الحورة؟

- سمعت عن عيادة مركز الحورة من فترة طويلة إلا أنني لم أضع في نفسي ذلك، كما أنني لا أدلي المكان لأنني سمعت أنها ليست في الحورة بل في رأس الرمان وكنت أحاول أذهب إلى الصيدلية لأخذ علكة أمضغها لكنها كانت تسبب لي نوعاً من الحرقة، صاحب الصيدلية قال لي إذا أردت أن تدخن امضغ هذي العلكة لكن لم أكن أمضغها بطريقة صحيحة. أما الحلواجي فسبب اتصالي به هو أنه كان لدي مريض هو ابن خالتي الذي كان يعاني من أمراض كثيرة بسبب التدخين أو أشياء أخرى، فلديه القلب والرئة ويعاني من صعوبة التنفس، فذهبت معه إلى الأردن وتعالج وأصبحت حالته جيدة، لكنه لم يستطع أن يقلع عن التدخين، فقلت له دعنا نذهب أنا وأنت إلى العيادة وخصوصاً بعد أن سألنا عن مكان العيادة وعرفنا أنها إنها في الحورة وذهبنا إلى العيادة والتقينا كاظم الحلواجي، والحمدالله رب العالمين، أنا توفقت وهو ما توفق إلى الحين.

لماذا؟

- لم يستطع التوقف عن التدخين.

التوقف صعب في نظرك؟

- التوقف صعب وصعب جدّاً، فإذا كان هناك شخص مدمن تدخين ومن سنين ويدخن بشراهة، فهذا لا يستطيع التوقف عن التدخين إلا إذا وجد أحداً يرشده ويضع النقاط على الحروف.

ما هي الأعراض التي حصلت لك بعد أن عزمت على التوقف عن التدخين؟

- يصيبني وجع في الرأس ورغبة في التدخين، لذلك هذا العلك الذي يعطيني إياه الدكتور أكسره وأضعه ما بين اللثة والفم لمدة تتراوح ما بين 5 و10 دقائق حتى يمتص الجسم المادة التي فيه.

هل وصف لك الدكتور أدوية أخرى، أم أنك تمكنت من التوقف فقط بمساعدة العلك والإرشادات التي قدمها الدكتور؟

- الدكتور قال إن هناك أدوية كثيرة تستمر عليها 3 أشهر وغالية الثمن، أي إن سعر العلبة يبلـغ 46 ديناراً، بينما العلكة بدينار و900 فلس، أنا بالصراحة لم آخذ علكة من العيادة أنا بنفسي اشتريتها، وفي اللصقات وهذه الأشياء ما جربتها، جربت علكة قبلاً... ليس هناك ما يدعو إلى أن ألزم نفسي بكورسات من الحبوب والسوالف الطويلة والعريضة وعندي صديق توقف قبلي بيومين أو ثلاثة من دون أن يستخدم علكة وأنا ما استخدمتها حتى يومين...

وتوقفت بشكل نهائي حاليّاً؟

- نعم، ونصحت أناساً كثيرين، لكن تجاوب معي شخص منذ تقريباً شهر ونصف الشهر أو شهرين وهو يستخدم العلك دائما وأقول له خلاص أنا استخدمته يومين قال لي انت يمكن قدرت تسيطر على روحك أنا مو قادر، وهو يتواصل مع الدكتور يذهب إليه كل أسبوع ويأخذ من عنده علكاً.

الأعراض التي حصلت لك منذ توقفك عن التدخين؛ هل مازالت تعاودك مرة ثانية؟

- لا والله، الواحد يحن للسيجارة خلال أسبوعين فقط أو يحصل ضغط جسماني أو رغبة للنيكوتين، يمكن أنا لا إراديّاً أضع يدي على شفتي وكأني أدخن من دون ما أشعر، وواحد من أولادي نبهني إلى هذا الشيء في بعض الحالات وأنا لم أكن منتبهاً، لأن هذه عادة سيئة وكنت أمارسها من 34 عاماً، طبعاً الواحد بصعوبة يتخلص منها، بس الحمد الله ما أشوف عندي أي مضاعفات يعني الناحية الصحية تحسنت بطريقة لا تصدق، سابقاً لم أكن أمشي كيلو متراً واحداً الآن أستطيع أن أمشي كل يوم ما بين 3 إلى 9 كيلومترات ببساطة كما كنت أعاني من آلام في الرجلين، أما الآن فقد زالت الآلام.

عندما تعاودك الرغبة في التدخين كيف تتصرف، كيف تواجه هذه الرغبة؟

- إلى الحين وإلى غد أرى أناساً يدخنون واشتم الريحة وأنا أتقزز وأنصحهم بترك التدخين.

وإن شاء الله هل المرة لن ترجع إلى التدخين بل ستصر على التوقف عنه؟

- إن شاء الله... لأن التجارب التي مررت بها كفيلة بأن تجعلني لا أرجع إليها.

بالنسبة إلى الأهل كيف كانت ردة فعلهم بعد إصرارك على أنك تحاول مرة أخرى تتوقف عن التدخين، يعني كيف كانت ردت الأبناء والزوجة بعد ان حاولت مرة أخرى أن تتوقف وفعلا توقفت إلى الآن؟

- لم أصدق الفرحة التي هم فرحوا بها، وكل واحد يقول شيء واحد يقول بنسوي بارتي واحد ... مرتاحين ومستانسين، وقد تحولت رائحة التدخين التي كانت في البيت إلى العطر والبخور والحمد الله رب العالمين.