أفصح رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ البحرية الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة عن مشروع تعمل عليه المؤسسة العامة للموانئ البحرية حالياً لإنشاء محطة خاصة ومؤقتة لاستيراد مواد البناء والتشييد في ميناء سلمان.

ويطالب المقاولون والشركات الإنشائية في البلاد منذ سنوات بإيجاد بديل عن الموانئ الصغيرة البحرية التي عادة ما تكون حكراً على مؤسسات بعينها، عن طريق بناء ميناء خاص لمواد البناء بطاقة استيعابية كبيرة، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على أسعار مواد البناء مستقرة والقدرة على توسيع مصادر مواد البناء.

وقال الشيخ دعيج في كلمة تصدرت التقرير السنوي للمؤسسة والذي كشف عنه حديثاً، إنه تم التخطيط لإنشاء المحطة بغرض سد النقص الحالي في عملية توفير مواد البناء في البحرين، كما أن هذه المحطة ستتيح استيراد مواد البناء والعمل على تخزينها أيضاً.

وأضاف الشيخ دعيج « بهذه الوسيلة فإن المؤسسة ستعمل على دعم ومساندة قطاع البناء والتشييد المحلي. وفي نفس الوقت. فإن المؤسسة العامة للموانئ البحرية تعمل حالياً على وضع تصور واضح لتأسيس ميناء جديد خاص باستيراد وتخزين مواد البناء في منطقة ميناء خليفة بن سلمان».

واستعرض الشيخ دعيج أداء المؤسسة العامة للموانئ البحرية قائلاً «في سياق مجريات الأحداث والتحديات الدولية التي نواجهها اليوم، فإن النجاح الذي حققناه خلال العام 2009 يعد نجاحاً بارزاً ومنقطع النظير، وكهيئة رقابية وإشرافية، فإن المؤسسة العامة للموانئ البحرية تعمل جنباً إلى جنب مع الشركة المشغلة للميناء لضمان أن اتفاقية التسليم قد تم الالتزام بها كلياً وتنفيذها على أفضل وجه، وأن الأهداف المرجوة منها قد تحققت. إن جل تركيزنا ينصب اليوم على زيادة حجم الحركة في الميناء، ليس على نطاق السوق المحلي فحسب، بل على مستوى أكثر استراتيجية للنهوض بقيمة وحركة الملاحة البحرية وإعادة التصدير والمسافنة إلى الدول المجاورة، إن حجم الحاويات في ميناء خليفة بن سلمان أخذ في الزيادة والنمو بشكل مطرد حيث يتماشى ذلك مع جهودنا الرامية إلى تحقيق رؤيتنا في جعل مملكة البحرين كمركز إقليمي للملاحة البحرية لمنطقة شمال الخليج العربي والمملكة العربية السعودية».

توقعات العام 2010

وتناول رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ - البحرين تأثير الأحداث الاقتصادية العالمية على حركة الشحن البحري بالقول «على رغم المناخ الاقتصادي العالمي غير المستقر، فقد شهدنا معدلا للنمو يقارب 4 في المئة في حجم الحاويات في العام 2009م – والذي يعد إنجازاً بارزاً تم تحقيقه خلال عام شهدت خلاله صناعة السفن العالمية استمراراً في تكبد الخسائر. وهكذا، ومع استعادة ثقة المستهلكين والمستثمرين، فإن العام 2010 سوف يشهد نمواً أقوى ونجاحاً أكبر يضاف إلى الإنجازات التي تحققت اليوم».

واستطرد الشيخ دعيج «شهد العام 2009 أيضا زيادة في عدد سفن ناقلات البضائع والركاب الآتية إلى الميناء، ويأتي ذلك كجزء من التوجهات الاستراتيجية التي تم تبنيها على المستوى الوطني، ضمن الهدف الرامي إلى بناء البحرين لتكون وجهة مفضلة للسياحة البحرية. إن بنيتنا التحتية قد تم تجهيزها الآن بشكل ممتاز لتحقيق هذا الهدف، ويعزز ذلك وجود رصيف خاص للمسافرين في ميناء خليفة بن سلمان ومرسى مخصص لاستقبال السفن الخاص بالركاب والقادمة للمملكة. وهذا من شأنه أن يساعد مملكة البحرين في تحقيق أهدافها للارتقاء بمكانتها وترويجها كوجهة سياحية مفضلة وجذابة، ليس فحسب لجذب السفن إلى البحرين، بل أيضا لتحويل البحرين إلى مركز مهم للسياحة البحرية في المنطقة».

وأشار إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يلبي متطلبات المملكة طويلة المدى في هذا المجال بينما يتم تلبية احتياجات البحرين الفورية من خلال الاستخدام المخطط لميناء سلمان. إن هذه الخطط المرسومة كانت نتيجة مباشرة لالتزامنا بتلبية الاحتياجات الاقتصادية، وقد تم وضعها بالتشاور والتنسيق مع شركائنا من القطاعين العام والخاص، وهي خطوة نعتقد أنها تعد مهمة جداً من أجل وضعنا في الاتجاه الصحيح.

وأوضح الشيخ دعيج أن «جميع المبادرات التي نقوم باتخاذها تعد منظومة متكاملة وتنصب في إطار الجهود التي نبذلها تجاه تحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030. والواقع أن المؤسسة العامة للموانئ البحرية تعتبر هذه الرؤية مرجعاً لخططها ومشاريعها المستقبلية وتتقيد بما جاء بها، كما تحرص المؤسسة على أن تتواكب أهدافها ورؤاها مع هذه الرؤية، وفي إطار هذه الرؤية التي تهدف إلى تحقيق الرخاء والازدهار للبحرين، فإننا نهدف بكل ثقة إلى تأسيس مركز إقليمي رائد للموانئ والملاحة البحرية وصناعات اللوجستيات والعمل كجهة محفزة وداعمة لنهضة المملكة وتوسعها في إطار هذه الرؤية الاستراتيجية».

مؤشرات لقياس الأداء

وبين أن المؤسسة العامة للموانئ البحرية تسعى جاهدة إلى وضع مؤشرات واضحة لقياس الأداء حيث يعتبر ذلك حجر الزاوية للوقوف على كفاءة الأداء في مختلف أنشطة المؤسسة والعمل على تطويرها بشكل مستمر.

وقال «الواقع أننا نولي في المؤسسة أهمية خاصة لموضوع تدريب جميع منتسبي المؤسسة والعمل على تطويرهم والنهوض بقدراتهم وكفاءاتهم، وفي هذا المضمار فإنه يسرني أن أبين بأن ميزانيتنا السنوية للتدريب قد شهدت نمواً مطرداً، كما أن شراكاتنا وتعاوننا تعد مهمة لجهودنا الرامية إلى دفع البحرين لتتبوأ المكانة المناسبة والمرموقة في مختلف مجالات صناعة الملاحة البحرية والمناطق اللوجستية».

وتطرق الشيخ دعيج إلى علاقة المؤسسة مع صندوق العمل (تمكين) بالقول «إن علاقاتنا الوثيقة مع «تمكين» (الجهة المسئولة عن الاستثمار في الثروة البشرية) قد ساعدت في تعزيز وتزويد فريق العمل المسئول عن التدريب لدينا بشتى برامج التدريب الأكاديمية المتنوعة التي تهدف إلى صقل مهارات الموظفين العاملين في المؤسسة والارتقاء بقدراتهم وتطويرها باستمرار».