لاح في الأفق شبح نشوب خلاف جديد بين بكين وواشنطن، إذ أثار رد فعل الصين الغاضب على مواجهة قادتها الولايات المتحدة بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. فيما بدأت الجروح من بداية عنيفة للعام تلتئم لتوها.
وغضبت الصين حين شعرت بنصب كمين لها في أكبر منتدى أمني بآسيا حيث دارت مناقشة حول مطالب حساسة خاصة بالسيادة على أراض في بحر الصين الجنوبي وهي منطقة غنية بالطاقة ومحورية في مجال الشحن.
ونجحت بكين في إبقاء قضية بحر الصين الجنوبي بعيداً عن جدول أعمال منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لمدة 15 عاماً. لكن في الأسبوع الماضي خلال اجتماع في العاصمة الفيتنامية هانوي أثار 12 من 27 عضواً قضايا بحرية بينهم عدد ليست له مصلحة مباشرة في النزاعات على الأراضي.
وغلبت النغمة الغاضبة على ملخص للاجتماع نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية على الإنترنت ليل الأحد متخلياً عن اللغة الدبلوماسية التي تكون عادة مبهمة ليتهم وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون بالاعتداء المقنع على المصالح الصينية.
وقال البيان «كما كان متوقعاً اختار الجانب الأميركي تجاهل نصيحة الصين وضخم من شأن القضية خلال الاجتماع». وأضاف «التصريحات التي كانت في ظاهرها غير منحازة (التي أدلت بها كلينتون) كانت هجوماً فعلياً على الصين وكانت تهدف إلى إعطاء المجتمع الدولي انطباعاً خاطئاً بأن الوضع في بحر الصين الجنوبي مثار قلق بالغ».
وأعيد نشر البيان في اليوم التالي بالإنجليزية لضمان أن يقرأ أكبر عدد من القراء هذا الهجوم المركز وتبعته افتتاحيات اتسمت بالغضب في وسائل الإعلام الحكومية الصينية. ويقول خبراء إن هذا الغضب ليس لأغراض استعراضية فحسب بل إنه يهدد العلاقات المتوترة بالفعل.
وقال أستاذ الأمن الدولي بجامعة رينمين، شي يين هونغ «الصين غاضبة. هذا هو أول تدخل أميركي علني بشأن بحر الصين الجنوبي الذي تعتبره وزارة الخارجية قضية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا.
«أعتقد أن هذه مسألة خطيرة لأنها توسع بشدة مساحة الخلافات بين الصين والولايات المتحدة».
وكانت العلاقات بين بكين وواشنطن قد بدأت تتحسن بعد بداية سيئة للعام شهدت خلافات بشأن العديد من الأمور من التبت وتايوان التي تتمتع بحكم ذاتي إلى التجارة وقيمة العملة الصينية.
لكن العلاقات العسكرية على وجه الخصوص تتعافى ببطء شديد ويأتي الخلاف الأخير في أعقاب مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في البحار القريبة من الصين كانت موجهة لكوريا الشمالية، لكن بكين انتقدتها أكثر من مرة أيضاً.
ونقلت صحيفة «غلوبال تايمز» الحكومية عن الأستاذ بجامعة الدفاع الوطني، هان شو دونغ قوله «يجب أن تفهم إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما بوضوح: هل هي مستعدة لفتح حقبة كاملة من الخلاف مع الصين؟ إذا لم تكن مستعدة فمن المؤكد أنها تعطي الانطباع بأنها مستعدة».
وأنهت كلمة كلينتون منهج واشنطن القديم حين كانت تكف يدها عن قضية بحر الصين الجنوبي على الرغم من ظهور إرهاصات لذلك في خطب ألقاها مسئولون عسكريون ودبلوماسيون أميركيون عبروا منذ فترة طويلة عن خشيتهم من تقويض المصالح الاستراتيجية الأميركية بالمنطقة.
وهناك خلافات مستمرة منذ فترة طويلة بين الصين وبروناي وماليزيا وتايوان والفلبين وفيتنام بشأن الحدود في بحر الصين الجنوبي وهي منطقة رئيسية للشحن ويحتمل أن تكون غنية بالنفط والغاز.
وأصرت بكين لسنوات على معالجة الخلافات - وهي خطيرة بدرجة فجرت في بعض الأحيان اشتباكات بحرية فتاكة - على أساس مباشر وليس متعدد الأطراف وهي استراتيجية وصفها البعض بتعبير «فرق تسد».
وأدت ثقة الصين المتزايدة التي عززتها مؤخراً السهولة النسبية التي تجاوزت بها الأزمة المالية العالمية إلى إظهارها مزيداً من الحزم على المستوى الدولي. وقال مدير برنامج سياسة الصين بجامعة جورج واشنطن في واشنطن، ديفيد شامباو «بعض (مدعي الحق من دول جنوب شرق آسيا) يتحدثون عن أن الصين باتت أكثر صرامة معهم في الأشهر الأخيرة بشأن هذه المسألة».
وأضاف «أبلغني مسئول رفيع المستوى من سنغافورة في مايو أن الصين حذرتهم جميعاً بألا يناقشوا مسألة الجزيرة المتنازع عليها حتى بين بعضهم بعضا». بل إن وسائل الإعلام الصينية حذرت الدول الآسيوية بعد المنتدى الأمني من التسرع في تبني موقف الولايات المتحدة قائلة إنها بهذا قد تضحي بمصالحها من أجل قوة خارجية أنانية.
وقالت وكالة أنباء «تشاينا نيوز سيرفيس» في تعليق «على الدول الكبرى من مناطق أخرى... بذل جهود لخلق ظروف خارجية جيدة لدول المنطقة لحل القضية من خلال المفاوضات السلمية بدلاً من إثارة المشاكل ونشر الخلاف في بحر الصين الجنوبي».
واعتبرت المناقشات متعددة الأطراف لقضية بحر الصين الجنوبي أولاً وقبل كل شيء انتصاراً للدبلوماسيين الفيتناميين الذين كانوا يحشدون الدعم بقوة والذين يفوق اهتمامهم بالبحث عن حلفاء اهتمامهم بالتضامن الآسيوي. ويشتكون كثيراً من تحرشات الصين بالصيادين الفيتناميين في المياه المتنازع عليها. وطلبت فيتنام مؤخراً شراء ست غواصات.
أما بالنسبة لواشنطن فإن إقدامها على اتخاذ موقف من النزاع بشأن بحر الصين الجنوبي ينطوي على نوع من المقامرة.
فهو يسمح لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بإعادة تأكيد نفوذ الولايات المتحدة في منطقة بعيدة لكنها حيوية. غير أنها تفعل هذا بلا هدف محدد بوضوح في مواجهة بكين التي تتسم بالتصميم والصبر.
وقال الباحث بمعهد سنغافورة لدراسات جنوب شرق آسيا، آيان ستوري «الصين لن تتراجع عن موقفها الذي تمسكت به لفترة طويلة.
«غير أن هذا أصعب على الولايات المتحدة لأنها قالت الآن إنها تريد تسهيل هذه المحادثات فماذا سيحدث بعد ذلك؟ كل هذا مرتبط بصعود البحرية الصينية والقلق المتزايد داخل البنتاغون بشأن نمو هذه القوات البحرية».
العدد 2883 - الأربعاء 28 يوليو 2010م الموافق 15 شعبان 1431هـ
تصجيج للآية الكريمة: لا يحيق المكر السيئ إلا باهله .......... ام محمود
الغدر والمكر وترويج الاباطيل وحمل الناس على اتباعهم في باطلهم، هذه هي صفات امريكا
قال تعالى أيضاً: :((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)).
و :((وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)).
ان المكر السيء يحيق بأهله .......حرب بين الشرق والغرب من المحتوم........ ام محمود
سوف تكون هناك حرب مرعبة بين دولتين عظيمتين واحدة في الشرق يمكن الصين والثانية في الغرب يمكن امريكا وسوف تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة النووية الفتاكة بحيث ان قارات بكاملها سوف تطير من على وجه الكرة الأرضية والخارطة حسب الروايات الشريفة والمسلمين سوف يكونون بعيدين عن هذه الحروب المدمرة بفضل دعاء صاحب العصر والزمان لحفظهم من الشرور سوف أكتب التفصيل لاحقاً.
كل الخوف من اشعال فتيل الخلاف والمعارك .. لأن ردة الفعل ستكون قوية جدا , مدهشة ومرعبة وساحقة الله يستر من كيد الأعداء.