قال الباحث الفلكي علي الحجري: «إن ولادة هلال شهر رمضان وفقاً للحسابات الفلكية ستحدث في يوم الثلثاء الموافق للعاشر من الشهر أغسطس/ آب الجاري في تمام الساعة (06:08) صباحاً بتوقيت مملكة البحرين». وذكر أنه سيستحيل في ذلك اليوم رؤية الهلال في ست من قارات العالم (آسيا، وشمال إفريقيا، أوروبا، وسط وشمال أميركا الشمالية، وأخيراً أستراليا) وذلك بسبب صغر زاوية الاستطالة بين القمر والشمس، بينما ستزيد هذه الزاوية مع مرور الوقت في اليوم نفسه ليستثنى بذلك كل من الجنوب والجنوب الغربي لقارة إفريقيا من رصد الهلال بواسطة التلسكوب فقط، وكذلك قارة أميركا الجنوبية من رصد القمر بالعين المجردة في حالة صفاء تام للأفق الغربي في هذه القارة.

وأشار الحجري، في بيان أصدره أمس (السبت)، إلى أن بداية عملية الاستهلال لأفق المملكة ستكون عندما تكون الشمس تحت الأفق الغربي بسالب 4 درجات بعد يوم من ولادة الهلال وبالتحديد بتاريخ 11 من الشهر الجاري، وذلك في تمام الساعة (06:32) مساء، إذ يمكث في السماء مدة 32 دقيقة قبل أفوله في تمام الساعة (07:04) مساء ويكون عمر القمر في هذه الفترة يوما و18 ساعة و28 دقيقة وارتفاع القمر 6 درجات ونصف وزاوية الاستطالة بين القمر والشمس تساوي 21 درجة ونصف ليعكس بذلك (0.89 في المئة) من أشعة الشمس على سطحه.

وأكمل أن استحالة رصد هلال رمضان لهذا العام يوم الثلثاء الموافق لتاريخ 10 من هذا الشهر لمملكة البحرين ودول الخليج تكمن في عدة أسباب ومنها أسباب ثابتة وهي اختلاف المواقع الجغرافي للراصد والتي لا يمكن تغييرها بل يمكن تجاوز هذه العامل بتوزيع الراصدين على مختلف بقاع الجغرافية لعملية الاستهلال، وهناك أسباب غير ثابتة (متغيرة) وهي الظروف الجوية المختلفة والتابعة باختلاف موقع الراصد ومنها اختلاف في كل من درجات الحرارة والرطوبة والتلوث ومعامل الانعكاس وانكسار الضوء ولعل وأهم هذه الأسباب هي الاضطرابات الجوية المختلفة لطبقات الغلاف الجوي نتيجة الاحتباس الحراري والتي تؤثر سلباً بعملية الاستهلال، وهناك سبب آخر وعامل قوي ومؤثر وهو الحسابات الفلكية والتي تؤثر في رصد الهلال مثل ارتفاع القمر المنخفض عن الأفق وسوف يختلط لون القمر بلون الغلاف الجوي، ما يجعل تمييز القمر صعبا للغاية، وقيمة زاوية الاستطالة بين القمر والشمس والتي تؤثر طردا على شدة إضاءة سطح القمر، وزمن مكوث القمر بعد غروب الشمس.

وأضاف «لا ننسى العامل البشري بتأثيراته المباشرة وغير المباشرة مثل حدة البصر ومنها فيزيولوجية العين والتي تتأثر طردا بعمر الراصد ومعرفته بمنازل القمر والخبرة الرصدية أيضاً لتشكل عاملاً مهماً».

ومن جانب آخر، ذكر الحجري أن فترة الصيام في شهر رمضان المبارك بمعدل 15 ساعة ودقيقة في أول الشهر إلى أن تتقلص هذه المدة لمدة دقيقة ونصف الدقيقة في المتوسط في كل يوم إلى أن تصل في نهاية الشهر لتصبح فترة الصيام 14 ساعة و14 دقيقة.

وأوضح أن متوسط فترة الثالث الأخير من الليل في شهر رمضان ستكون لثلاث ساعات 13 دقيقة وهي أفضل فترات العبادة على مدار أيام شهر رمضان والتي سوف تبدأ بمشيئة الله تعالي في المتوسط ابتداء من الساعة (00:42) صباحا وتمتد إلى أذان صلاة الصبح