العدد 853 - الأربعاء 05 يناير 2005م الموافق 24 ذي القعدة 1425هـ

الحص: إمكانات التنمية ستبقى محدودة مادامت تدار من منطلقات قطرية

دعا إلى تشكيل اتحاد اقتصادي عربي

دعا رئيس وزراء لبنان السابق سليم الحص إلى تشكيل اتحاد اقتصادي عربي تنطوي تحته جميع الدول العربية وأكد أن إمكانات التنمية في الوطن العربي ستبقى محدودة وضيقة مهما بذل من الجهود والطاقات ومهما وظف من الرساميل مادامت تدار من منطلقات قطرية مغلقة.

وقال: "إن حجم السوق في كل قطر عربي، حتى في أكـبر الأقطار العربية وهي مصر، وحتى في أغناها وهي المملكة العربية السعودية، لن يكون من شأنه التمكين من تغيير جذري في واقعنا الراهن بالسرعة المنشودة".

وأضاف خلال الحلقة النقاشية بشأن التنمية العربية وحجم السوق التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة البحرين مساء أمس بمبنى الغرفة ان الدول العربية ستبقى في حال من التخلف الاقتصادي، وبالتالي الاجتماعي، نسبيا مادامت منغلقة على نفسها، أي مادامت متفرقة ومشتة. مؤكدا في هذا المجال أن النموذج الإنمائي الأسلم للعرب هو الأنموذج الأوروبي.

واردف: "إن ما يجمع بيننا نحن العرب أكثر وأعظم مما يجمع بين الأوروبيين". مشيرا إلى الأواصر التي تشد العرب من لغة واحدة وثقافة مشتركة وتاريخ مشترك ومصالح متبادلة.

واكد أن التنمية نتاج عوامل كثيرة أهمها حجم السوق. وأشار إلى أميركا القوة الأولى في العالم اليوم، وقال: "إن أميركا ما كانت لتكون كذلك لولا حجم سوقها الواسعة. لو كانت أميركا ولايات مستقلة ولم تكن متحدة كما هي اليوم لما بلغت ما بلغت من شأن اقتصادي فائق في العالم، وما كانت تلك القوة العظمى في العالم أساسا على كل صعيد".

ولفت إلى دور حجم السوق في تمكين الدول اقتصادا إذ ذكر أن قوة الدولة سياسيا وعسكريا وتكنولوجيا هي رهن إلى حد بعيد بقواتها الاقتصادية، وقواتها الاقتصادية رهن بحجمها الذي يتلازم وحجم السوق. فالصناعة، وهي العمود الفقري للاقتصادات الأكثر تطوارا في العالم، لا تنعم بفرص التوسع والنمو على الوجه الأمثل إلا في كنف أسواق تؤمن تصريف إنتاجها المتعاظم". وأشار إلى حجم السوق في جمهورية الصين وأثره في تنامي الدور التجاري الصيني وقال: "إن اميركا تشكو من عجز فادح متصاعد في تبادلها التجاري مع الصين، وباتت الصين تشكل أحد مصادر التمويل المهمة للعجز الذي باتت أميركا تمنى به سنويا سواء في ميـزانها التجاري أم في ميزان مدفوعاتها عموما".

وأكد على أن الصين أصبحت اليوم قوة ذات صوت مسموع على مستوى القرار الدولي وذات قواة اقتصادية تجارية مالية جعلت منها نقطة جذب واستقطاب بين جيرانها وسائر الدول الناهضة في العالم، وهي ذات دور مشهود في حركة العولمة التي أخذت تطبع نسـيج العلاقات الدولية على وجـه غامر علـى الصعد كافة، حتـى ثقافيا

العدد 853 - الأربعاء 05 يناير 2005م الموافق 24 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً