منذ إعلان مشروع إصلاح سوق العمل في سبتمبر/ أيلول الماضي والحديث لايزال يتداول بصورة منفصلة عن التدريب والتعليم. ولكن ذلك سيتغير قريبا عندما يطرح مجلس التنمية الاقتصادية مشروعا لإصلاح التربية والتعليم ليواكب مشروع الإصلاح الاقتصادي ومشروع إصلاح سوق العمل.
ولو رجعنا إلى إحصاءات وزارة التربية والتعليم للعام الماضي، فسنجد أن لدينا أرقاما كبيرة عن الطلاب المتخرجين وأرقاما أخرى عن مشروعات هنا وهناك.
ففي يونيو/حزيران 2004 اعلنت وزارة التربية والتعليم انه تقدم إلى امتحانات المرحلة الثانوية في الدور الأول للمستوى الثالث 6780 طالبا وطالبة منهم 2418 "بنين" و4362 "بنات" في التخصصات العلمية والأدبية والتجارية. وأظهرت نتائج الدور الأول في هذا المستوى أن معدل نسبة النجاح الإجمالي قد بلغ 71,74 في المئة وبنسبة ارتفاع مقدارها نحو 1,5 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وتوقع الوزير أن يرتفع هذا المعدل بعد ظهور نتائج الدور الثاني قبل نهاية هذا الشهر بعون الله تعالى. وقالت الوزارة إنه تخرج في المرحلة الثانوية بمساراتها "العلمي والتجاري والأدبي" في امتحان الدور الأول 4846 طالبا وطالبة.
أما بالنسبة إلى نتائج الدور الأول من الثانوية العامة الصناعية بمساريها الفني والتطبيقي فتجاوزت 97 في المئة بالنسبة إلى المسار الفني و87,8 في المئة بالنسبة إلى المسار التطبيقي، وارتفع عدد المتفوقين في 2004 ليصل إلى أكثر من 400 متفوق ومتفوقة مقارنة بـ 350 في العام الدراسي ،2003 وبلغ عدد المتفوقين من البنين 118 بمن فيهم 45 من التعليم الصناعي، 286 من البنات.
وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي صرح لـ "الوسط" بأن "الوزارة حريصة على تطوير مخرجات التعليم الثانوي وتعزيزه من خلال مشروع توحيد المسارات الأكاديمية" والذي خطط لكي يبدأ تطبيقه في مدرسة الهداية الخليفية الثانوية للبنين ومدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات كمرحلة أولى.
وقال النعيمي ان: "نظرة الوزارة لتطوير التعليم تتميز بالشمولية، إذ انها ستستمر في الاهتمام بتطوير التعليم الصناعي وخصوصا بعد أن حصلت المدارس الصناعية البحرينية على اعتمادية المؤهلات الاسكتلندية حديثا".
كما ذكر النعيمي أن اهتمام الوزارة في المرحلة المقبلة سيشمل تطوير المرحلتين الابتدائية والإعدادية بالشكل الذي يجعلهما منسجمتين مع التطوير الحاصل في المرحلة الثانوية، موضحا أن هنالك مشروعا مشتركا بين وزارتي العمل والشئون الاجتماعية والتربية والتعليم للتدريب المهني والفني ضمن منظور يهدف إلى تطوير مخرجات التعليم وخدمة سوق العمل في مملكة البحرين، إلا أن هذا المشروع وقبل تنفيذه سيتم طرحه في مؤتمر عام على جميع الجهات والفعاليات المعنية في المجتمع، كما أن الوزارة ستستمر في تقديم ومراجعة المرحلة الابتدائية لتطويرها، إذ تم تشكيل لجنة لهذا الغرض ينتظر أن تقدم تقريرها الأولي بشأن أفضل السبل لتطوير هذه المرحلة.
وأشار الوزير إلى أن "أولى خطوات هذا التطوير بدأت بتدريس اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي في 20 مدرسة ابتدائية كمرحلة أولى".
أحد المدرسين تحدث إلى "الوسط" مفضلا عدم ذكر اسمه إذ قال: "لو أخذنا التعليم الصناعي فسنجده سجنا وليس مدرسة". وأوضح "أن التعليم من الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدول، وأن أقل شائبة فيه قد تودي بحياة مجتمع كامل، وان خطأ المعلم أو أحد أضلاع العملية التربوية هو خطأ مستمر باستمرار الحياة، فالمفاهيم والقيم التي تدرس، ترسخ في ذهن الطالب ويورثها في نفوس أبنائه لتبنى عليها قيم جديدة. وإذ ان الطالب هو محور العملية التعليمية والمدرس هو المنفذ الأول المتصل مباشرة بهذا المحور، فإن راحة المدرس في عمله وتعامله الودي مع إدارته ينعكس إيجابا على الطلبة وسلوكهم ونبوغهم العلمي".
وقال إن غالبية المدرسين في التعليم الصناعي يشتكون بشكل متكرر من زيادة حصة ثامنة على الحصص السبع، عللها بحاجة الطلبة للتقوية في معظم المواد، ولكن ذلك سبب مشكلات مثل: زيادة ربع ساعة على الدوام المعمول به سابقا، أي أن الدوام من الساعة السابعة وحتى الواحدة وخمس وأربعين دقيقة، وتقليص وقت الفسحة عشر دقائق، وحذف الخمس دقائق بين الحصص ما جعل الحصص ملتصقة من دون فاصل بينها.
وقال ان ذلك ترتب عليه الضجر الزائد عند الطالب من عدد الحصص، والارهاق والتعب من طول الجلوس في الفصل ما دفع الطلبة إلى استغلال تقدير المدرسين لذلك وطلب الخروج للحمام في كل حصة، الأمر الذي دفع الإدارات إلى تقنين ذلك بعمل بطاقات استئذان إذ لا يسمح إلا لطالب واحد بالخروج في الوقت الواحد، ولكن الطالب ينتظر عودة زميله حتى يرفع يده للخروج.
وقال ان "كثيرا من الطلبة يشكون من عدم القدرة على التركيز في الفصل بسبب تعاقب المدرسين على أدمغتهم المنهكة وبعض الطلبة يطلب الذهاب للحمام وذلك لتخفيف آلام الظهر والأرجل لطول مدة جلوسه فقط مصرحا للمدرس بذلك".
مشيرا إلى "أن زيادة الحصة الثامنة جعل عددا كبيرا من المدرسين يعانون من زيادة عدد الحصص اليومية إلى ست حصص يومية لا يفصل بينها سوى 25 دقيقة هي وقت الفسحة، والمعلم يهرع مسرعا للصف التالي خوفا من التأخير ولا يحق له بعد مئة دقيقة من العمل الذهاب حتى إلى دورة المياه أو شرب كأس من الماء".
مهمات المدرس الأول
المدرس الأول مسئول أمام الإدارة عن مدرسيه من حيث "التزامهم بجداول حصصهم، أعمال المراقبة، حضور الطابور الصباحي والمشاركة الفعالة في حفظ النظام وانضباط الطلاب، التزام الجميع بتنفيذ جميع التعليمات والتوجيهات والقرارات، عليه توثيق ذلك بالطلب من معلميه بتوقيعها".
كما أنه مسئول عن عمل اجتماعات دورية و"تسليم نسخة منه إلى مدير المدرسة ونسخة للمدير المساعد"، وعلى عاتقه مسئولية توصيل ومتابعة تنفيذ جميع التعليمات والتوجيهات، ويجب عليه الالتزام بالخطة الاشرافية، وتسليم التقارير عنها إلى المدير والمدير المساعد. والتزامه بحصصه اليومية.
جدول الحصص المسلم نهائي لا يغير ويجب على المعلم الأول تسليم كشوف الاستئذان الخاصة بمعلميه لإدارة المدرسة بشكل دوري، والقيام بأعمال الدورية "الإشراف" على المراقبين في الفسحة في جميع مناطق المدرسة بما في ذلك دورات المياه والبوابة. والتأكد من عدم خروج مدرسيه من المدرسة إلا بعد انصراف الطلبة وتختلف المدة من مدرسة إلى أخرى بحسب موقعها ودرجة الازدحام حولها.
وتعليقا على ذلك، قال مدرس أول: "انني مسئول عن تقصير المعلمين فلو لم يلتزم معلم بجدوله في حين أنه - المدرس الأول - في صفه يقوم بواجبه على أكمل وجه فإنه مسئول عن تقصير ذلك المدرس. وكلمة "متابعة تنفيذ" تعني أني مسئول عن ذلك، وتكون مهمتي عمل تقارير وتوثيقها حفاظا على علاقة ودية مع مدرسي القسم. وهذا يتطلب نسخ ونقل كل ما يجري في قسمي إلى الإدارة المركزية حتى تعليقات المدرسين واحساسهم".
وأضاف "الجدول لا يتغير حتى ولو كانت هناك ظروف طارئة، ولكن لا يوجد لدى المدرسة ما يعرف بجدول الاحتياط وهذا يعني أن على المدرس الأول تأمين الحصص التي يتغيب عنها أحد مدرسيه لظروف قاهرة بنفسه وعلى عاتق أعضاء قسمه. فهل ذلك يساعد على حسن التعامل بين المدرسين
العدد 853 - الأربعاء 05 يناير 2005م الموافق 24 ذي القعدة 1425هـ