أصدرت غرفة تجارة وصناعة البحرين أمس بيانا بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس منظمة العمل العربية، وجاء في البيان: تمر في الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني الجاري الذكرى الأربعون لتأسيس منظمة العمل العربية، إحدى ركائز العمل العربي المشترك العاملة تحت مظلة جامعة الدول العربية وذلك من حيث تأطيرها للجهود المشتركة لأطراف الإنتاج العرب وتجسيدها لتطلعاتهم وطموحاتهم في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة على امتداد رقعة الوطن العربي الكبير.
وقد حملت هذه المنظمة العريقة منذ قيامها رسميا قبل 40 عاما في 12 يناير ،1965 على عاتقها مسئولية تحقيق مجموعة من الأهداف النبيلة وفي مقدمتها ترسيخ مبدأ الحوار الاجتماعي بين أطراف العمل العربية من حكومات وأصحاب عمل وعمال وتعميق التشاور فيما بينهم من أجل تنمية القوى العاملة العربية ورفع كفاءتها الإنتاجية عن طريق تطوير إدارات العمل ودعم منظمات أصحاب الأعمال والعمال. وهذه المنظمة بتركيبتها الفريدة القائمة على مبدأ الثلاثية باعتبارها المنظمة العربية الوحيدة التي تجمع أطراف الإنتاج العرب، قد أسدت خدمات جليلة من حيث تنظيم العلاقة بين هذه الأطراف وتقريب وتوحيد مواقفهم ومرئياتهم إزاء قضايا العمل وبما يرفع من شأن قطاع العمل العربي ويحسن من ظروف وشروط العمل في البلدان العربية.
فعبر 40 عاما عملت المنظمة على مقاربة تشريعات العمل العربية وتطويرها، وتحقيق تعاون عربي في مجال تنمية القوى العاملة العربية وتأهيلها، وأصدرت 19 اتفاق عمل عربي تتناول مختلف نواحي العمل كتنقل الأيدي العاملة العربية، المرأة العربية، مستويات العمل، السلامة والصحة المهنية، التوجيه والتدريب المهني، تأهيل وتشغيل المعوقين، عمل الأحداث، تفتيش العمل، بيئة العمل، كما أصدرت 8 توصيات عمل عربية تتناول مجالات السلامة والصحة المهنية، الإجازة الدراسية مدفوعة الأجر، تنمية وحماية القوى لعاملة في القطاع الزراعي، بيئة العمل، والخدمات الاجتماعية العمالية. كما تبنت المنظمة بعض الاستراتيجيات المهمة لتشكل محاور عمل بالنسبة إلى أطراف العمل العربية كالاستراتيجية العربية لتنمية القوى العاملة والتشغيل، والاستراتيجية العربية للتأمينات الاجتماعية. وأصدرت المنظمة موسوعة تشريعات العمل العربية التي ضمت تشريعات 19 دولة عربية.
وترتبط المنظمة بسلسلة من المراكز المتخصصة التابعة لها كل واحد منها يختص بمجال من مجالات العمل المهمة ويقوم بتنفيذ البرامج التي تتبناها المنظمة كالمركز العربي لإدارة العمل والتشغيل في تونس، والمعهد العربي للصحة والسلامة المهنية في دمشق، والمركز العربي لتنمية الموارد البشرية في طرابلس الغرب، والمعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل في الجزائر، والمركز العربي للتأمينات الاجتماعية في الخرطوم، وكذلك البعثة الدائمة للمنظمة في جنيف.
وتعقد المنظمة دورة سنوية لمؤتمر العمل العربي والذي يعتبر أعلى سلطة للمنظمة ويتمتع بصلاحيات تشريعية ودستورية وإدارية ومالية، ويتكون المؤتمر من مجموع وفود الدول العربية الأعضاء في المنظمة يمثلون الفرقاء الثلاثة، إذ يعمل المؤتمر من خلال لجان نظامية وفنية عاملة يشارك فيها هؤلاء الفرقاء. وقد عقدت المنظمة حتى الآن إحدى وثلاثين دورة عادية للمؤتمر، إضافة إلى دورة استثنائية واحدة، إلى جانب حضور المنظمة المتميز في المؤتمرات الدولية وخصوصا مؤتمر العمل الدولي الذي يعقد دورته السنوية في جنيف.
وفي الذكرى الأربعين لتأسيس المنظمة تحيي غرفة تجارة وصناعة البحرين - باعتبارها ممثلا لأصحاب الأعمال في مملكة البحرين - منظمة العمل العربية وتاريخها الحافل بالعطاء والإنجازات في خدمة أطراف العمل العربية ودعم وتعزيز قضايا العمل في المنطقة العربية، متمنية لها اطراد التقدم والنجاح في عملها الهادف إلى تطوير قطاع العمل العربي والارتقاء به نحو الأفضل، وبما يساهم في تقدم وتنمية الاقتصادات والمجتمعات العربية كافة، وخلق فرص العمل المنتج والكريم لكل مواطن على الأرض العربية
العدد 859 - الثلثاء 11 يناير 2005م الموافق 30 ذي القعدة 1425هـ