أدى الخلل الذي أصاب الكابل الرئيسي لخدمة الانترنت إلى إرباك في الكثير من المصالح في القطاعين العام والخاص، ولدى مستخدمي الشبكة، إذ أدى بطء الخدمة إلى تعرض الكثير من الأعمال إلى التضرر، من دون معرفة الحجم الحقيقي للضرر الواقع عليها جراء ذلك. واشتكى عدد من أصحاب مقاهي الإنترنت من هجرة زبائنهم في الأيام الأخيرة، كما قال متعاملون محليون مع أسواق المال العالمية عن طريق الشبكة الدولية إن أعمالهم - التي تعتمد على السرعة والدقة في المعلومة واتخاذ القرار على المستوى الشخصي أو على مستوى المؤسسات التي يعملون فيها باتت متعثرة لهذا السبب. وفيما رجحت مصادر أن يتم إصلاح الخلل في غضون أيام، إذ ربما تتم عودة الخدمة إلى سابق عهدها في العشرين من هذا الشهر، وصف الخبير العالمي في مجال الإنترنت وحيد البلوشي بأن انعكاس هذا العطل على القطاع التجاري بصفة خاصة بأنه "خطير جدا"، معللا ذلك بالصعوبات الأولية التي تم بذلها لكي تتحول الكثير من الأعمال من شكلها الورقي التقليدي إلى الشكل الإلكتروني في التعامل، كما أن هناك الكثير من أصحاب الأعمال الذين وضعوا استثمارات كبيرة في تصميم مواقعهم وتعاملهم عن طريقها في تجارتهم على المستويات المحلية والعالمية، مشيرا إلى أن تعطل الخدمة بهذه الصورة، أو بطئها سيعمل على التشكيك في أهمية وفاعلية التعامل الإلكتروني. وقال البلوشي إن التصريحات الرسمية تشير إلى أن البحرين ستقوم بتركيب خط للإنترنت آخر غير الخط البحري المار على الإمارات العربية المتحدة "FOG" المعروف هنا بخط رأس الخيمة، الذي تعرض من قبل لمشكلة مشابهة للسبب نفسه المتعلق بمرور سفينة عليه ما تسبب في حدوث أضرار في الكابل. وأضاف أن الخط الجديد "FLAG" خط عالمي يتوقع أن يسهم في حل بعض الإشكالات الناجمة عن مشكلات الخط البحري الحالي. وأرجع بطء الخدمات الحالية إلى استخدام الشركة المزودة للخدمة "بتلكو" الأقمار الصناعية لتوصيل الخدمة إلى نحو 170 ألف مستخدم، وما بين 50 إلى 60 ألف مشترك، وأن بطء الخدمة ناتج عن استخدام الحدود الدنيا من خدمة الأقمار الصناعية نظرا لكلفتها العالية مقارنة بخدمات الكابلات. وينتظر أن تصدر "بتلكو" اليوم "الأحد" بيانا يوضح آخر التطورات بالنسبة للإصلاحات التي تجرى على الكابل البحري
العدد 863 - السبت 15 يناير 2005م الموافق 04 ذي الحجة 1425هـ