العدد 865 - الإثنين 17 يناير 2005م الموافق 06 ذي الحجة 1425هـ

"الدفان" يقضي على حظور الصيد ويقلل سمك "الهامور"

أكدت رئيسة قسم الدراسات البيولوجية في الإدارة العامة لحماية الثروة البحرية في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية ابتسام خلف أن عمليات التجريف والردم المستمرة لها تأثير مباشر على البيئة البحرية، مستدلة على ذلك بتأثيرها على قلة وجود سمك الهامور في هذه البيئات. وقالت: "إن الدفان يقضي على حظور الصيد وان العاملين في القطاع البحري سيقلون بسبب الضغوط المتزايدة على القطاع البحري".

وأشارت إلى "أن سرطانات البحر "القباقب" وأم الروبيان مهددة بالانقراض في حال استمرار عمليات الصيد لهما في مواسم تبويضها"، مبينة "أن نحو ألف طراد يبحر لصيد القباقب سنويا، وأن أم الروبيان أصبحت عملة نادرة تستحوذ عليها فنادق الخمس نجوم التي تتعاقد مباشرة مع الصيادين أنفسهم"، مؤكدة "الحاجة إلى سن قانون يحظر صيد القباقب وأم الروبيان في مواسم التبويض".


شوارع البحرين زادت 3 آلاف كيلومتر

"القباقب" و"أم الربيان" مهددتان بالانقراض بسبب الصيد الجائر

المنامة - أماني المسقطي

أكدت رئيسة قسم الدراسات البيولوجية في الادارة العامة لحماية الثروة البحرية في الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية ابتسام خلف إن سرطانات البحر "القباقب" وأم الربيان مهددة بالانقراض في حال استمرار عمليات الصيد لها في مواسم تبويضها، مبينة أن نحو ألف طراد يبحر لصيد القباقب سنويا وأن أم الربيان أصبحت عملة نادرة تستحوذ عليها فنادق الخمس نجوم التي تتعاقد مباشرة مع الصيادين أنفسهم، مؤكدة الحاجة إلى سن قانون يحظر صيد القباقب وأم الربيان في مواسم التبويض. فيما أكدت الباحثة في جامعة الخليج العربي صباح الجنيد أن البحرين تشتكي من عدم وجود خطة واضحة لادارة السواحل حتى العام ،1986 كما أنها تشكو من عدم وجود مخطط واضح لاستخدامات السواحل أو مخططات واضحة متكاملة لادارتها. مبينة أن السواحل استغلت غالبيتها في انشاء الموانئ وبناء الجسور والطرقات وأن شوارع البحرين زادت في السنوات الأخيرة نحو أكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر.

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي تناولت التركيز على "الوعي في التعامل مع المشكلات البيئية: البيئات البحرية حول جزر مملكة البحرين بين الواقع والحلول"، نظمتها جمعية نهضة فتاة البحرين وجامعة الخليج العربي والهيئة العامة في مقر الجمعية.

وأشارت خلف في حديثها إلى البيئة البحرية في البحرين التي ذكرت أنها التي لا تخلو من تنوع في الشعاب المرجانية والحشائش البحرية، إلا أنها اعتبرت أن عمليات التجريف المستمرة لها تأثير مباشر على البيئة البحرية، مستدلة بذلك تأثيرها على قلة وجود سمك الهامور في هذه البيئات. وقالت: "إن الدفان يقضي على حظور الصيد والعاملين في القطاع البحري سيقلون بسبب الضغوط المتزايدة على القطاع البحري".

وأوضحت أن عمليات الدفان وردم السواحل التي تقام في البحرين مرتفعة جدا نتيجة لسواحل البحرين الضحلة التي يتم ردمها بأسعار منخفضة، ونوهت بأن هذه المناطق عادة ما تكون مواقع مهمة لوجود الأسماك والربيان والبقر البحري والسلاحف.

وألمحت إلى أن أهم استخدامات الأراضي المدفونة تكون لأغراض التوسع الصناعي والنفع العام المتمثل في إقامة الجسور، وتطوير النقل البحري والسياحة، مشيرة بذلك إلى مشروعي جزيرتي درة البحرين وأمواج، إضافة إلى المشروعات السكنية.

وقالت: "الدفان نوعان، أحدهما حكومي لأجل المنفعة العامة وعادة ما يخضع للضوابط المعمول بها، والآخر خاص يقوم به المستثمرون البحرينيون والاقليميون، إلا أنه يتم فيه اعتماد أسوأ المواصفات، إذ يتم استعمال المخلفات للدفان، بل أحيانا يعاد الدفان عدة مرات لأنه لا يتلاءم مع المواصفات الهندسية المطلوبة وبعضها يحتوي على برادة الحديد، والتي قد تسبب تشققات في المباني بعد بنائها على هذه الأراضي المردومة".

وأكدت أن مشروع درة البحرين اقيم على أفضل وأجمل منطقة بحرية تابعة للبحرين على الاطلاق، وان هذا المشروع لم يكن من المفترض أن يقام في هذا الموقع نتيجة لما تتميز به هذه البقعة من غنى في البيئة البحرية، مبينة أن المشروعات الأخرى المتمثلة في مرفأ البحرين المالي وجزر اللؤلؤ والمدينة الشمالية استدعى بناؤها ردم عدد من السواحل التي تشكل هي الأخرى جانبا مهما من البيئة البحرية.

وأشارت إلى أن عمليات الدفان من شأنها أن تؤثر على الموارد البحرية بشكل كبير، إذ إنها تخنق الشعاب المرجانية الموجودة فيها، كما أنها تعكر مياه البحر وتؤثر بشكل كبير على عملية التمثيل الضوئي للنباتات البحرية ما يؤدي إلى هجرة الأسماك والقشريات التي تتغذى عليها، محذرة من أن ازدياد التطور العمراني على هذه السواحل من شأنه أن يقضي على هذه البيئة.

وذكرت أن أشجار القرم البحرية التي تنمو في مناطق المد والجزر وتحتاج لتيارات بحرية هادئة ودرجة ملوحة منخفضة، تلاشت تقريبا، وأن محمية سند التي تمت حمايتها بمرسوم أميري والتي تضم هذا النوع من الأشجار، مازالت تتعرض للتخريب من قبل الجرافات. وأن خليج توبلي كان يتميز بالحزام الأخضر والعيون الطبيعية والنباتات الملحية التي كانت تغطيه والتي تعتبر ميزة إذ إنها تقلل من ملوحة المياه، مؤكدة أن الخليج يتميز بنظم مميزة فيه دونا عن غيره من السواحل، إذ إنه يضم بيئات طينية ورملية وفطرية في آن واحد، إضافة إلى توافر القنوات البحرية الهادئة فيه التي كان بالامكان استغلالها سياحيا.

ودعت خلف إلى تضافر جهود مؤسسات المجتمع المدني والمجالس البلدية وايجاد البدائل من خلال إلزام الجهة التي تردم بإعادة توطين مناطق أخرى، مبينة أن البيئات البحرية مازالت تعاني من الدفان ومعالجة مياه المجاري فيها إضافة إلى أن غسل الرمال يعكر البحر ويرفع درجة الملوحة فيه، وكذلك استخدام شباك النايلون المتعدد الطبقات للصيد من شأنه أن يؤثر سلبا على البيئة البحرية.

ومن جهتها ذكرت الجنيد أن المياه الضحلة التي تحيط بجزيرة البحرين تبلغ نحو ثمانية آلاف كيلو متر مربع، وأن الموانئ التي تبنى في البحرين لا يزيد عمقها على 20 مترا تحت سطح البحر. وأشارت إلى أن حيوان بقر البحر المعرض للانقراض كان موجودا بكثرة في المناطق البحرية المحيطة بجزر حوار، التي تبلغ أعدادها في البحرين نحو 600 بقرة في المرتبة الثانية بعد أستراليا، إلا انها أكدت أن هذا النوع من الحيوانات البحرية انتقل إلى سواحل أبوظبي، إضافة إلى عدد من السلاحف الخضراء ونحو 50 نوعا من الأسماك التي انتقلت إلى سواحل الشارقة.

وأوضحت أن أشجار القرم التي كانت تنتشر بكثرة في ساحل خليج توبلي والتي تكمن أهميتها في كونها مرتعا لنحو 26 نوعا من الطيور تعرضت لمشكلات بسبب تعرضها للردم، مبينة أن أكثر المناطق التي تعرضت للردم في البحرين هي مناطق الجزء الشمالي، مشيرة بذلك إلى مشروعي امواج ودرة البحرين. وذكرت أن أكثر المناطق في البحرين التي زادت كثافتها السكانية إلى الضعف هي جزيرة المحرق التي يتركز فيها السكان بين المنطقتين الصناعية القديمة والحديثة، لافتة إلى أن السكان يتركزون في مناطق محددة في البحرين، إذ إن المناطق الجنوبية غير مستغلة لأغراض استخدام "فورمولا 1" ودرة البحرين إضافة إلى كون عدد من الأراضي ملكا خاصا

العدد 865 - الإثنين 17 يناير 2005م الموافق 06 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً